الخمر، ما هي الخمر، ما سبب تسميتها، وما حكم الخمر، وماأضرارها،ولماذا حرمت الخمر، موضوع جديد نقدمه لكم عن الخمر وكل ما يدور حلوها من تساؤلات وذلك عبر موقعنا موقع فكرة.
ما هي الخمر :
الخمر هي أنواع من المشروبات التي تحتوي على الكحول وتسمى مشروبات كحولية أو مشروبات روحية أيضاً، قد تكون مخمرة أو مقطرة.
وتنتج الخمر من الفواكه كالعنب والتمر والزبيب، والتفاح والإجاص، أو تنتج من الحبوب كالحنطة والشعير، والذرة والعسلن أو تنتج من النشا والسكر والبطاطس أيضاً.
يضاف إلى ما سبق مركب كيميائي هو الكحول الإيثيلي، أو الإيثانول كما يطلق عليه علمياً، سائل طيار، يختلط بالماءن وأقل كثافة من الماء، وطعمه لاذع، وقابل للاشتعال.
حكم الخمر في الإسلام :
أجمع أهل العلم والفقهاء بتحريم الخمر على المسلمين اتباعاً لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لما فيها أضرار كثيرة، وكان التحريم نتيجة وجود نص قرآني صريح أنزله الله تبارك وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يحرم فيه الخمر والميسر والأزلام والأنصاب وما شابه ذلك، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر بتحريم الخمر في أحاديثه الشريفة.
وعليه فإن الخمر محرمة تحريماً نهائياً لا جدال فيه، شربها وبيعها حرام.
أدلة تحريم الخمر من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة :
هناك الكثير من المسائل الدنيوية التي تتعلق بالانسان ومعاملاته وما يتناوله من طعام ومشروبات اختلف فيها الناس، وكان قديماً قبل الإسلام يستخدمون أشياءاً فيها ضرراً كبيراً أكثر من نفعها، ومن بين تلك الأشياء الخمر، وكما ذكرنا هي مشروبات كحولية مستخرجة من الفواكه أو الحبوب أو بعض المنتجات الأخرى، وفيها نزل نص صريح بتحريمها بعد الإسلام، والأدلة في تحريم الخمر واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ونذكر فيما يلي آيات تحريم الخمر:
قال الله تبارك وتعالى :﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾. سورة البقرة.
وقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾. سورة الأعراف.
قال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. سورة المائدة.
أدلة تحريم الخمر من السنة النبوية المطهرة:
عن ابن عُمَرَ عن عمر قال: (نَزَلَ تحريمُ الخمرِ يَومَ نَزَلَ وهي مِن خمسةِ أشياء: مِنَ العِنَبِ، والتمْرِ، والعَسَلِ، والحِنْطَةِ والشَّعير، والخمرُ ما خَامَرَ العَقْلَ). رواه البخاري ومسلم وأبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه.
عن أنس قال: (كنتُ ساقيَ القوم حيث حُرِّمَتِ الخمرُ في منزل أبي طلحة، وما شرابُنا يومئذ إلا الفَضِيخُ، فدخل علينا رجلٌ، فقال: إن الخَمْر قد حُرِّمَت، ونادى مُنادِي رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم فقلنا: هذا منادي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم). رواه البخاري ومسلم وأبو داود في سننه.
عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: (لَعَن الله الخمرَ وشاربَها وساقيَها، وبائعَها ومبتاعَها، وعاصِرها ومعتصِرها، وحامِلَها والمحمولَةَ إليه). رواه الترمذي وأبو داود في سننهما وابن حبان في صحيحه.
عن عبدِ الله بن عمرو: أن نبيَّ الله صلَّى الله عليه وسلم نَهَى عن الخَمْرِ والمَيسِرِ والكوبة والغُبَيراء، وقال: (كُل مُسْكِرٍ حَرَامٌ). رواه أبو داود والنسائي في سننهما.
عن معاويةَ بن أبي سُفيان قالَ: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: (إذا شَرِبُوا الخمر فاجلِدُوهُم، ثم إن شَرِبُوا فاجلدُوهُم، ثم إن شَرِبُوا فاجلِدُوهُم، ثُمَّ إنْ شَرِبُوا فاجلِدُوهُم، ثم إن شَرِبُوا فاقتُلُوهُم). رواه الترمذي وأبو داود والنسائي في السنن وابن حبان في صحيحه.
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: (إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ). رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود في السنن.
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهى أن يخلط التمر بالزهو، ثم يشرب، وإن ذلك عامة خمورهم يوم حرمت الخمر). رواه مسلم وابن حبان في صحيحه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود في السنن وابن حبان في صحيحه.
عن أبي سعيد الخُدري أنّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْخَمْرَ، فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلَا يَشْرَبْ، وَلَا يَبِعْ). رواه مسلم.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (حُرِّمَتِ الْخَمْرُ قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا، وَالسُّكْرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ). رواه النسائي.
لماذا حرمت الخمر :
لما خلق الله تعالى البشر كرمهم على باقي الخلق وجعل الانسان يتميز بالعقل دون غيره من سائر المخلوقات، وعندما يذهب العقل أو يحدث له خلل في وظائفه يصبح الانسان مثله مثل الأنعام لا تفقه شيئاً، ولما كان تحريم الخمر من مصلحة المسلم ومن باب درأ المفاسد كان لابد من الطاعة والانتهاء عنها، وهناك الكثير من الأسباب التي توجب تحريم الخمر على المسلمين وهي:
- أن الخمر تذهب العقل وتفسد الأخلاق وتغيب الانسان عن وعييه وتضعف الجسد لما تسببه من أمراض كثيرة تضر بالصحة والعقل وقد توصل الانسان إلى الجنون.
- شرب الخمر يسبب الفقر لان شاربها يصبح كالمدمن مما يجعله ينفق جميع نقوده عليها، وتسبب له الفقر.
- من المصائب التي تسببها الخمر أن من يشرب الخمر قد يقع في المحظورات وارتكاب الفواحش وأيضاً قد تسبب زنا المحارم نظراً لعدم وعي شارب الخمر وعدم استطاعته السيطرة على نفسه مما يجعل الفاحشة تنتشر والجرائم أيضاً.
- الخمر تجعل الانسان في لهو مستمر وتنسيه ربه وذكر الله تبارك وتعالى، وبعده عن الدين.
- تتسبب الخمر في إنتاج فاسدين مما يضر بالمجتمع ككل خلافاً على الضرر الشخصي للانسان ولأسرته، فلا يستطيع العمل أو الانتاج أو تأدية مهامه بشكل جيد مما يتسبب في البطالة وضياع الشباب والأمة.
عقوبة شارب الخمر :
اتفق الفقهاء جميعاً على أن عقوبة شارب الخمر في الدنيا هي الجلد، وقد اختلفوا في عدد الجلدات ولكن اتفقوا في أن حد شرب الخمر هو الجلد وذلك لما روي من الحديث ما ثبت في صحيح مسلم:
عن أنس رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (جلد في الخمرِ بالجريدِ والنعالِ. ثمَّ جلد أبو بكرٍ أربعين. فلما كان عمرُ، ودنا الناسُ من الريفِ والقرى، قال: ما ترون في جلدِ الخمرِ؟، فقال عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ: أرى أن تجعَلَها كأخفِّ الحدودِ، قال: فجلد عمرُ ثمانينَ)، ووافق الصحابة فعل عمر رضي الله عنه ولم يخالفوه).