تأملات في سورة البروج
سورة البروج
هي السورة الخامسة والثمانون من سور القرآن الكريم البالغ عددها مائةً وأربعة عشر سورةً كريمة، يبلغ عدد آياتها اثنان وعشرين آيةً وهي من السور المكيّة، وتقع سورة البروج في الجزء الثلاثين تسبقها سورة الانشقاق وتليها العقيدة الإسلامية التي يتوجّبُ على المسلمين معرفتُها من أجل أن تكونَ العقيدة سليمة وخالية ممّا يشوبها من الأفكار ومعتقدات الجاهلية، وقد أتت هذه السورة على ذكر بعض قصص الأمم السابقة لكي تكون آياتها حُجّة على كفّار قريش الذي كذبوا بدينِ الإسلام، وسيأتي هذا المقال على ذكر ما ورد من تأملات في سورة البروج.[٢]
تأملات في سورة البروج
سيتمّ الحديث فيما ورد من تأملات في سورة البروج بما جاء من تأملاتٍ ولمسات بيانية في قوله تعالى: {نَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}،[٣]فمحور سورة البروج يدور حول قصة أصحاب الأخدود الذين ألقاهم الكفار في النار التي أضرموها في الأخدود، وفي هذه الآية يتوعّد الله تعالى الكفار الذين شاركوا في هذه الجريمة النكراء ولم يتوبوا بأنّ لهم عذاب جهنّم وعذاب الحريق، ويُلاحظ عند دراسة تأملات في سورة البروج أنّ الله تعالى ذكر جهنّم ثمّ خص منها عذاب الحريق.[٤]
وقد قال الدكتور فاضل السامرائي عند سؤاله عن هذه الآية بأنّ الله تعالى ذكر جهنّم وهو اسمٌ يُطلق على النار عمومًا، ثمّ بيّن طبيعة عذابهم في جهنّم بأنّ لهم عذاب الحريق، فجهنّم لها درجاتٌ من بينها الحريق، وقد خصّ الله تعالى عذاب الحريق لهؤلاء الكفار لأنّهم أحرقوا المؤمنين حرقًا بالنار، فبهذا يكون الجزاء من جنس العمل، ويتّضح من هذه الآية الكريمة أنّ كلّ معصيةٍ في الحياة الدنيا سيكون جزاء عملها من جنسها إذا لم يتب المرء عنها وأصرّ على عصيانه -والعياذ بالله-، والله تعالى أعلم.[٤]
مضامين سورة البروج
سورة البروج من السور المكية لذا فإنّها تعالج أصول العقيدة الإسلامية، ويدور محورها حول حادثة أصحاب الأخدود وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة والإيمان، كما تضمنت سورة البروج قضايا أخرى عديدة منها:[٥]
- ابتدأت سورة البروج بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة وبالرسل والخلائق وبيوم القيامة، وذلك لعظيم ما سيتحدّث الله تعالى عنه في الآيات التالية للقَسم، وقد جاء القسم هنا على هلاك كل المجرمين ما لم يتوبوا.
- توعدت السورة الكريمة وأنذرت الكفرة والفجرة الذين أصرّوا على أفعالهم الشنيعة، وبيّنت مصير المؤمنين المتقين في جنات النعيم.
- بيّنت سورة البروج قدرة الله -سبحانه وتعالى- على الانتقام من أعدائه الذين فتنوا عباده.
- ختمت السورة الكريمة بقصة الطاغية فرعون وهلاكه مع قومه، وذلك ليأخذ أهلُ مكة المكرمة من المشركين العظة والاعتبار، فقد ذكر الله تعالى قصص الأقوام الغابرة كقصة فرعون وعاد وثمود، تأكيدًا على أنّ عذاب الله بالكافرين شديد قد يصل إلى محو تلك الأمة عن بكرة أبيها.
المراجع[+]
- ↑ سورة البروج، آية: 01.
- ↑ "سورة البروج"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البروج، آية: 10.
- ^ أ ب "عـذاب جهنم و عـذاب الحـريق "، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.