آيات تحث على الصدق
الصدق في الإسلام
إن الصدق من الأخلاق الإسلامية الرفيعة، ويمكن تعريفه بأنه الخبر عن الشيء بما هو به، وهو ضد الكذب ونقيضه، وقد حثت النصوص الشرعية على الصدق ورغبت به، حيث وردت الكثير من الآيات تحث على الصدق، فله الكثير من الفضائل منها حصول البركة في الرزق وإجابة الدعاء والفوز بجنات الخلد ونيل رضوان الله تعالى في الآخرة، كما أنه سبيل لحصول طمأنينة القلب والنفس فقد جاء في كتب الحديث عن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- قال: "حفِظْتُ من رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: دَعْ ما يَريبُك إلى ما لايَريبُك؛ فإنَّ الصدقُ طُمأنينةٌ، وإن الكَذِبَ رِيبةٌ"،[١] وفي هذا المقال سيتم سرد عدّة آيات تحث على الصدق.
آيات تحث على الصدق
القرآن الكريم كتاب الله المعجِز المنزل على خير البشر، وهو كتاب شريعة وأحكام وهداية يتضمن جميع ما يصلح حياة الناس من أمري الدنيا والآخرة، كما أنه كتاب يحث على مكارم الأخلاق والصفات ويُرغب بها مثل الأمانة والعفة، كما تضمن القرآن الكريم آيات تحث على الصدق ومن هذه الآيات ما يأتي:
- الأمر الإلهي بالصدق في سورة التوبة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.[٢]
- آيات تحث على الصدق في سورة آل عمران: ذكر الله -عزّ وجلّ- بعض من جوانب النعيم في الآخرة، ثم ذكر الأصناف المستحقة لهذا النعيم ومنهم الصادقين، قال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.[٣]
- جزاء الصدق يوم القيامة: قال تعالى في سورة المائدة: {قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٤]
- آيات تحث على الصدق في سورة الأحزاب: امتدح الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين بصدقهم وثباتهم على الحق وذكر أنه سيجزيهم في الآخرة على صدقهم، قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[٥]
- الصدق من صفات الله الكريم: إن معرفة أن الصدق هو من صفات الله -عزّ وجلّ- يحث الإنسان على الرغبة في التحلي بهذه الصفة والالتزام بها في سائر الأعمال والأقوال، حيث وردت الكثير من الآيات التي تدل أن الصدق هو صفة لله -سبحانه-، قال تعالى في سورة النساء:{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}،[٦] وقال أيضًا: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}.[٧]
- الصدق من صفات الأنبياء -عليهم السلام-: رسل الله وأنبياؤه هم صفوة خلقه وفضائلهم كثيرة ومتنوعة ومن أبرزها فضيلة الصدق، وقد جاء القرآن الكريم على ذكر الكثير من الأنبياء ودرجتهم العالية في الصدق، قال تعالى في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}،[٨] وقال أيضًا عن النبيين يعقوب وإسحاق -عليهما السلام-: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}،[٩] فالأنبياء ليسوا صادقين فقط وإنما هم أعلى البشر في الصدق، فقد كان النبي إسماعيل صادق الوعد حيث أخبر القرآن عن ذلك، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا}.[١٠]
- الصدق قرين التقوى والإيمان: قرن الله -سبحانه وتعالى- بين التقوى والصدق بقوله: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}،[١١] كما جعل سبحانه الإيمان بالله والرسل سبيل للوصول إلى مرتبة الصديّقين وذلك في قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ}.[١٢]
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2704، إسناده صحيح.
- ↑ سورة التوبة، آية: 119.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 17.
- ↑ سورة المائدة، آية: 119.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 23-24.
- ↑ سورة النساء، آية: 87.
- ↑ سورة النساء، آية: 122.
- ↑ سورة مريم، آية: 41.
- ↑ سورة مريم، آية: 49-50.
- ↑ سورة مريم، آية: 54.
- ↑ سورة الزمر، آية: 33.
- ↑ سورة الحديد، آية: 19.