قصة النبي يونس عليه السلام مختصرة
خلق الله الأنبياء من أجل نشر دعوته ورسالته إلى الأرض، فهم العزة والعبرة والمثل الأعلى لكافة البشر، لذلك كان اختيارهم من المولى عزل وجل بنفسه.
ونبي الله يونس أحد الأنبياء الذين اختارهم الله، ولكن كان لرسالته طابع خاص، حيث اختص الله نبيه يونس بتصرف فعله دون الرجوع لله، فكانت رسالة جديدة من الله للبشر من خلال سيدنا يونس.
من هو نبى الله يونس :
- قيل في نسب النبى يونس إنّه يونس بن متّى، ويتصل نسبه بنسل بنيامين شقيق يوسف عليه السلام، بعثه الله الى قوم نينوى في العراق، حيث كانوا قوم شرك بالله.
- فأوحى إليهم نبى الله يونس ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، إلا أنّهم كذّبوه، وكفروا برسالته، وظلوا على عبادة الأصنام لفترات طويلة.
- وقيل إن دعوة يونس لقومه استمرت 33 سنة ولم يؤمن منهم سوى اثنين فقط، رغم ان قومه كانوا حوالى مائة ألف أو يزيدون، فشعر يونس باليأس من قومه، فتركهم وقرر المغادرة إلى مكان أخر
أقوى القصص عبرة للبشرية من خلال نبى الله يونس :
- كانت لرسالة الصبر من الله إلى عباده من خلال نبى الله يونس، تأثير كبير على البشرية كافة، من خلال قصة نبى الله يونس عبر التاريخ، فكانت أسمى الرسائل من خلال واحدة من أقوى القصص عبرة للبشرية، فنبى الله يونس لم يصبر على دعوة أهله وقومه الى عبادة الله، فتركهم وغادر الى مكان أخر، ظنا أن الله لن يؤاخذه بذلك الخروج.
- وهنا اتجه في سفينة الى مكان أخر وخلال رحلته في البحر، حدثت عاصفة كبيرة، اضطر من خلالها أهل السفينة للتضحية بنى الله يونس لإنقاذ باقى الركاب، فقفز في البحر فالتقمه حوت ضخم.
- هنا عرف نبى الله يونس خطأه، وكان من المسبحين بالله في بطن الحوت، وكان لتسبيحه لله ، تأثير كبير في نجاته بعد أن ظل في بطن الحوت عدة أيام وعفو الله عنه، الذى أمر الحوت بعدم إيذاء نبى الله يونس
- حتى استقر الحوت في مكان على الشاطئ، وكان هذا المكان قريب من أهله الذى عاد اليهم من جديد، ليجد الله قد هداهم واتبعوا طريق الهدى.
- ألقى يونس عليه السلام على أرض عراء ليس بها أشجار، وكانت حالة نبى الله يونس سيئة، حيث كان كان ضعيف البدن وهزيل جدا من الفترة التى قضاها في بطن الحوت.
- ثم قام الله بانبات له أوراق ناعمة وكثيرة ولا يقربها الحشرات الضارة والتى كانت تؤكل نية أو مطبوخة، وبقشرها وبزرها، وفيها منافع صحية كبيرة للجسم والعقل.
يونس في بطن الحوت
- داوم يونس وهو في بطن الحوت على التسبيح دائمًا والدعاء الى الله، وكان أحيان يشعر وكأنه مات، وعندما قام بتحريك قدميه تحركت فسجد في بطن الحوت.
- كما كان يقول دائما ” يارب لقد اتخذ لك مسجدًا في مكان لم يصل إليهِ أحد من الناس، وبعد سماعهُ لصوت الحصى يُسبح، قام هو الأخر بالتسبيح لله عزوجل.
- وفي ذلك سمعت ملائكة الرحمن تسبيح يونس، فقالوا الله الرحمن الرحيم “ربنا إنا نسمع صوت ضعيف في أرض غريبة”، فرد الله عزوجل عليهم “إنه عبدي يونس، قد عصاني فحبستهُ في بطن الحوت في البحر”، فأكملت الملائكة حديثها قائلة “العبد الصالح الذي كان يصعد لهُ في كل يوم وليلة عمل صالح؟، فأجاب الله عزوجل نعم، فقامت الملائكة بالشفاع لهُ عند الرحمن، وطلبوا من الله أن يغفر لهُ ويعفوا عنهُ، فقام رب العالمين بتوجيهِ أمر للحوت ببقذف يونس في الساحل، وهكذا نجا يونس من بطن الحوت.
فضل قصة يونس والدروس المستفادة منها :
-
عدم الاستعجال والصبر على قضاء الله، وعدم اتخاذ قرارات دون تفكير فيها، حيث قال المولى عزل وجل، “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”
- أيضا رسالة بعدم الغضب والتفكير السليم، وعلى المسلم الداعى الى ربّه أن يكون صبوراً، وطويل النفس، ليصل إلى هدفه والوصول الى دعوته.
- فضل التسبيح من أهم الرسائل التي سعى المولى عزل وجل إلى توصيلها الى البشر، فتسبيح يونس في بطن الحوت نجا به من الهلاك، فالتسبيح من أكثر الأشياء التى دعا إليها الدين الإسلامي من أجل النجاة وأيضا ازدياد الرزق.
- فكلمة “لا اله الا انت سبحانك، انى كنت من الظالمين” لها تأثير كبير جدا على العبد، لذلك يجب على الإنسان الالتزام بقولها دائما.
- الاعتراف بفضل الله ونعمه على البشر، وقدرته على تحقيق المعجزات، وأن اتباع الدعاء الى الله أمر هام يجب الاستمرار عليه.
- الاعتراف برحمة الله التى تنزل على عباده دوما، فالله الرحمن الرحيم كان رحيما بعبده ونبيه يونس عليه السلام في بطن الحوت، ونفس الأمر يكون من المولى عز وجل على عباده.
- الله يطعم أى انسان في أى مكان، وظهر ذلك عقب نزول سيدنا يونس من بطن الحوت الى الأرض العراء، فرزقه الله بالطعام الصالح حتى يأكله.