أشهر قصور الأندلس
الفن العمراني في الأندلس
توسّعت الوليد بن عبد الملك، بعد أن نُوقِشَت خطة الفتح بينه وبين قائده على شمال إفريقيا موسى بن نصير، وكان ذلك في عام 91 هـ / 710 م، وقد مرّت الأندلس في مراحل ضعف وقوة، وكان اهتمام الأمراء والخلفاء فيها اهتمامًا بالغًا، لطبيعتها الخلابة، وسحرها لعيون الناظرين، وسيذكر في هذا المقال اثنان من أشهر قصور الأندلس، وهما: قصر قرطبة، وقصر الحمراء.[١]
أشهر قصور الأندلس
إنّ الوجود العربي والإسلامي في الأندلس الذي دام مدة ثمانية قرون لم يضفِ تأثيرًا سياسيًا كبيرًا، ولكن عبقريّتهم في الفن الحضاري والعمراني كان أكبر بكثير، إذ إنّهم قد حققوا تطورًا مادّيًا كبيرًا وقفزة علمية نوعية، ونجحوا في جعل الأندلس تتبوأ صدارة الدول الأوروبية[٢]، ويقترن ذكر حضارة الأندلس وتقدمها الهندسي والعمراني بذكر قصر الحمراء، وهو قصر أثري وحصن انتهى بناؤه في عصر بني الأحمر حكام غرناطة المسلمين في الأندلس بعد سقوط دولة الموحدين، وهو من أهم المعالم السياحية بإسبانيا ويقع على بعد 430 كيلومتر جنوبي مدينة مدريد.[٣]
ومن سمات العمارة الإسلامية الواضحة في أبنية القصر استخدام العناصر الزخرفية الرقيقة في تنظيمات هندسية كزخارف السجاد، وكتابة الآيات القرآنية والأدعية، وكتابة بعض الأبيات الشعرية العربية، يرجع بناء قصر الحمراء إلى القرن الرابع الهجري "العاشر الميلادي"، وكانت هناك "قلعة الحمراء" فوق الهضبة الواقعة على ضفة نهر حدرّه اليسرى، وعندما تولى زعيم البربر باديس بن حبوس حكم غرناطة، بعد ظهور دول الطوائف في بداية القرن الخامس الهجري، أنشأ سورًا منيعًا حول الهضبة التي قامت عليها "قلعة الحمراء"، وبنى داخل هذا السور قصرًا أو مركز حكومته، وسميت القلعة "القصبة الحمراء"، وصار قصر الحمراء جزءًا منها، وغدت معقل غرناطة الهام، ومن أهم الأبراج الباقية من قصر الحمراء:[٣]
- برج قُمارش Torre de Comares.
- برج المتزين Torre de Peinador.
- برج العقائل Torre de Las Damas.
- برج الآكام Torre de los Picos.
- برج الأسيرة Torre de La Cautiva.
- برج الأميرات Torre de Las Infantas.
قصر قرطبة
هو قصر يقع في قرطبة، ويرجع للعصور الوسطى بالقُرب من نهر الوادي الكبير، وبالقرب من كاتدرائية قرطبة. كان القصر مقرًّا لحكم الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا وفرناندو، معروف الآن باسم قصر الملوك المسيحيين، قديمًا كان القصر حصنًا للقوط الغربيين، وبعد الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس، أعاد المسلمون بناءه، وبعد سقوط الدولة الأموية في المشرق، حلت محلها الدولة العباسية، فر عبد الرحمن الداخل "صقر قريش" أحد أفراد البيت الأموي إلى الأندلس، وأسس الدولة الأموية في الأندلس وعاصمتها قرطبة.[٤]
واتّخذ هو ومن معه من أمراء وحلفاء القصر مقرًا لهم، فأصبحت مدينة قرطبة حينها مركزًا ثقافيًا وسياسيًا هامًا جدًا، وتوسّع القصر ليشمل أجنحة كبيرة ذات ممرات وحدائق، كما ضمّ مكتبة عظيمة في الجهة الغربية، واستُخدمت طواحين مائية لرفع الماء من نهر الوادي الكبير وريّ الحدائق الشاسعة، وبعد خسارة المسلمين قرطبة مع حروبهم مع النصارى عام 1236 م، بدأ ملك قشتالة ألفونسو الحادي عشر بتغيير البناء وإضافة طراز جديد عليه، ولكنّه لم يغيّر كثيرًا من هيئته، وهكذا قد تمّ ذكر أشهر قصور الأندلس.[٤]المراجع[+]
- ↑ " مختصر قصة الأندلس"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد هشام النعسان، قصور وحدائق الأندلس العربية الإسلامية، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 108. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصر الحمراء "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصر قرطبة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.