محتويات

قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام ، احتاج البشر بشكل سريع إلى من يهديهم الى الطريق الصحيح، فلم يدوم إيمانهم كثيرا عقب وفاة نبي الله آدم أبو البشر، حيث وقعوا في فخ الشيطان سريعا.

وحاول عباد الله الصالحين احتواء الأمر واعادة من ضلوا الى الطريق الصحيح، إلا أن الأمر يحتاج تدخل الهي من المولى عز وجل.

فبدأ في إرسال الرسل والأنبياء الى البشر لهدايتهم، فأرسل العديد من الأنبياء، ورغم تواجد أنبياء آخرون قبل نبى الله ابراهيم، الا أنه يعتبر أبو الأنبياء، نظرا لأن بقية الأنبياء من بعده ينتسبون اليه.

نشأة إبراهيم عليه السلام : 

  • نشأ إبراهيم عليه السلام في قومه وسط عبادة الأصنام وكان أبوه، ويسمى “أزر” من صناع الأصنام التى يعبدها البشر، ولكن الله منحه العقل، فدعا قومه الى الابتعاد الى عابدة تلك التماثيل لأنها لا تضر ولا تنفع.
  • حاول إبراهيم أن يُحاجى قومه في عبادات أخرى مثل عبادة القمر والكواكب والشمس ولكن كل لا تصلح لأن يعبدها البشر فهى مخلوقات تأتى وتذهب ولا تنفع في شئ الا لوظيفة محددة.
  • وأصر ابراهيم على موقفه في عبادة الاله الواحد لكل البشر وأن يبتعد عن عبادة كل ما لا ينفع ولا يضر، وقرر استخدام عقله في محاربة قومه ومواجهة أصنامهم التي يدعون ألوهيتها.

مواجهة إبراهيم أصنام قومه والقائهم له في النار : 

  • دبر ابراهيم مخطط لمواجهة قومه وأصنامهم والتأكيد لهم أنها لا تضر ولا تنفع، فاستغل انشغال أهل القرية بمناسبة كبيرة لديهم كانوا يجتمعون فيها، وتوجه الى معبد الأصنام وأحضر “فأس” كبيرة وحطم كل الأصنام في المعبد.
  • وترك ابراهيم كبير الأصنام سليم ووضع الفأس على كتف كبيرهم، وغادر إبراهيم المعبد وقد جعله حُطاما.
  • دخل القوم الى المعبد صباحا ليجدوا الفاجعة الكبيرة في أصنامهم ويتساءلون من فعل ذلك، ليشير أحدهم الى ابراهيم الوحيد في تلك القرية التى كان يكره الأصنام.
  • فأتوا بإبراهيم الذي رفض الاتهام بتحطيم الأصنام، واتهم كبيرهم بأنه هو من فعل ذلك وطلب منهم سؤال الصنم الأكبر، يرفض القوم كلام إبراهيم، وهنا يؤكد لهم ابراهيم أن الأصنام لا تنفع ولا تضر ولا تستطيع حماية نفسها.
  • رفض القوم ملاك ابراهيم وقروا عقابه بحرقه في النار، ولكن النار بأمر إلهي عظيم طلب منها أن تكون بردا وسلاما على ابراهيم، الذى خرج من وسط النار سالما دون الاصابة بضرر وسط تعجب قومه من تلك المعجزة.
  • يقول تعالى في كتابه الكريم، “ولَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ جَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالمُونَ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْأُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ”

قصة إبراهيم مع الملك النمرود :

  • عاصر سيدنا ابراهيم عليه السلام واحد من الطغاة الذين حكموا الأرض وهو الملك النمرود، حيث كان حاكم مملكة بابل بالعراق خلال زمن سيدنا ابراهيم، ويقال أنه كان يسعى لحكم الأرض كلها، وكان له نفوذ كبيرة وقوة وسلطان وكان يدعو البشر لعبادته.
  • واجه إبراهيم هذا الملك الطاغية وتحداه في أن يحيى ويموت، فقال له الملك أنا أُحيا وأُميت، مستدلا بأنه يستطيع قتل أى شخص والأمر بعدم قتله وجعله يعيش، فرد إبراهيم أن الله يأتى بالشمس من المشرق، وطلب منه أن يأتى بها من المغرب ان استطعت.
  • يقول تعالى، “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.

قصة إبراهيم مع ولده النبي اسماعيل :

  • ظل النبي إبراهيم لا ينجب من زوجته الأولى سارة، مما اضطرها الى اهداءه جارية من مصر اسمها هاجر تزوجها وأنجب معها نبى الله اسماعيل.
  • أخذ سيدنا إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل و اتجه بهم الى مكة، حيث صحراء جردا لا زرع فيها ولا ماء، وحاول ابراهيم أن يجد ماء فاتجه الى وادى صغير يدعو الله الدعاء الشهير” رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ”
  • بينما سعت زوجته هاجر بين جبلين لمحاولة البحث عن ماء ، فيما يعرف في الحج بالسعى بين الصفا والمروة.
  • حتى جاء سيدنا جبريل عليه السلام وضرب الأرض لتنفجر عيون مائية بها ماء عذب صالح للشرب وهو ماء زمزم الذى خر بعيون كثيرة شرب منها سيدنا ابراهيم وولده اسماعيل والزوجة هاجر.
  • ومرت السنين وكبر سيدنا اسماعيل، وكان له القصة الشهير مع والده إبراهيم، عندما رأى إبراهيم أنه يذبح ابنه في المنام، فحكى الرؤية لولده اسماعيل الذى رحب بتنفيذ أمر الله.
  • وعندما قيام إبراهيم بالاستعداد لتنفيذ الأمر حدث الحدث العظيم وأنزل ذبحا عظيما يفدى به سيدنا اسماعيل. حيث كان الأمر تأكيد لاخلاصهما وطاعة أمر الله ليس اكثر، وقد احتفل المسلمون بتلك المناسبة عن طريق الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.

بناء الكعبة :

  • حرص المولى عز وجل على تعليم سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل أساسيات بناء الكعبة بيت الله الحرام في الأرض وبالفعل تم بناء الكعبة ورفع قواعدها وكان النبى إسماعيل يقوم بجمع الحجارة، ويأتي بها إلى أبيه الذي كان يرفع البناء.
  •  فلمّا ارتفع البناء وضعَ إبراهيم حجراً ووقف عليه، فتركت قد ابراهيم أثرا على هذا الحجر الذي وضعه النبى محمد صلى الله عليه وسلم فيما بعد في مكان خاص بجوار الكعبة فيما عُرِفَ هذا المكان بمقام إبراهيم
  • يُقال أن الملائكة هى من بنت الكعبة وأن سيدنا ابراهيم هو من رفع قواعدها بجانب سيدنا اسماعيل، وهناك أيضا من يقول ان سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل هم من بنوا الكعبة بالكامل .. والله أعلم

وفاة سيدنا ابراهيم : 

  • توفي نبى الله ابراهيم في فلسطين عقب عودته من بلاد الحجاز، وتم دفنه في مدينة الخليل بفلسطين، حيث سُميت المدينة على اسمه الخليل ابراهيم.
  • الوفاة جاءت عام 1900 قبل الميلاد، ولم يتم ذكر أى سبب للوفاة مما يشير الى أنها طبيعة، كما يقال أن عمره عند وفاته 175 عام .. والله أعلم.

فيديوهات عن قصة نبي الله ابراهيم