سؤال وجواب

نبذة عن الخليفة المستعين بالله


تاريخ الدولة العباسية

وصل العباسيون إلى الحكم بعد مرور ثلاثة عقود حَكَمت العالم الإسلاميّ، وتتميز ثورة العباسيين بأنها بداية قيام دولة متعددة الأعراق أكثر شمولية في الشرق الأوسط، وتذكر على أنها واحدة من أكثر الثورات تنظيمًا في التاريخ وقتها، وأنها أعادت تركيز العالم الإسلامي على الشرق، وقد مر العصر العباسي بمراحل قوة حتى أنه توسع في فتوحاته ووسع رقعة البلاد الإسلامية ويتمثل ذلك بالعصر العباسي الأول والذهبي، ومر بمواضع الضعف والاهتزاز واستقلال بعض المناطق عن حكمه وانفصالها عنه كالأندلس والأناضول، مما شجع البعض بالتفرد في الحكم الخلفاء العباسيين الصوريين في العصر العباسي الثاني.[١]

نبذة عن الخليفة المستعين بالله

كما ذُكِر، فإنّ ضعف الدولة العباسية في أواخر عهدها شجع بعض الجماعات والفِرق للتمرد على الدولة، ففي خلافة محمد المنتصر زادت قوة الأتراك في الدولة؛ لأنّ أيديهم امتدت إلى حياة الخلفاء فقتلوا الخليفة وساقوا الخلافة إلى خليفة، فأنشبوا أظفارهم بذلك في جسم الدولة، وكانوا لا يريدون ولاية العهد للمعتزّ والمؤيّد ابنَيْ المتوكل، فلم يزالوا بالمنتصر حتى أجبر أخويه على أن يكتبا طالبين أن يخلعا من ولاية العهد، وبذلك وصل عجز الخليفة محمد المنتصر مداه تحت ضغط عسكر الأتراك، ويبدو أنه ندم على قتل أبيه فإنه لا يزال يؤنب نفسه في صحوه ومنامه، ويبكي ليلاً ونهارًا ندمًا على فعلته.[٢]

وهمَّ بالانتقام من قتلة أبيه ولكنه لم يستطع، ووافته المنية في 5 من ربيع آخر سنة 248هـ، واختير المستعين بالله من ربيع الآخر 248هـ حتى محرم 252هـ، بمعرفة قادة الأتراك "بغا الصغير وبغا الكبير وأتامُش"، فلم يولوا أحدًا من أبناء المتوكل لئلا يغتالهم بدم أبيه، فكان الخليفة المستعين بالله أول خليفة من بني العباس لم يكن أبوه خليفة، بعد مؤسسي الدولة السفاح والمنصور، وأول خليفة تولى بعد ابن عمه، وهو الوحيد من خلفاء القاهرة العباسيين الذي تسنى له أن يحكم حكمًا فعليًا لا صورةً كبقية الخلفاء في أواخر العهد العباسي، وإن كانت فترة حكمه قصيرة، إذ لم تتجاوز بضعة أشهر.[٢]

أحوال البلاد في عهد المستعين بالله

تتابع الخلفاء والسلاطين الضعفاء والذين لم يملكوا حيلة حيال ضياع الدولة، واستمرت الدولة العباسية بالانهيار حتى وصول المغول إلى بلاد الشام والعراق، وكان سقوط بغداد عاصمة الدولة العباسية بعد دخول المغول بقيادة هولاكو خان عام 656 هـ المُوافق 1258م، بتكليفٍ من الخاقان الأكبر مونكو خان الذي طلب من أخيه هولاكو استكمال احتلالات المغول في جنوب غرب آسيا التي كان قد بدأها جدهما جنكيز خان المصنف كالأكثر وحشية آنذاك، وهو ما قام به هولاكو حيث تمكن جيشه من اقتحام بغداد بعد أن حاصرها 12 يومًا، فدمَّرها وأباد مُعظم سُكَّانها.[٣]

وأرسل هُولاكو إلى الخليفة العبَّاسي عبد الله المُستعصم بالله يطلب إليه أن يهدم حُصون بغداد ويطمر الخنادق المحفورة حولها كونه لم يُرسل إليه عسكرًا ليُساعدوه في حصار الموت رُغم أنَّهُ أظهر الطاعة والخُضوع لِسُلطة المغول، وحاول الخليفة المُستعصم بالله استرضاء هُولاكو خان وبعث إليه بِرسالةٍ يستلطفه وأرفقها بالهدايا علّه يخفف من وطأته على المسلمين، لكنَّ جواب هُولاكو كان عبارة عن التهديد والوعيد باجتياح الممالك العبَّاسيَّة وإفنائها عن بُكرة أبيها.[٣]

وسقطت بغداد بعدما ارتكب فيها المغول شتى أنواع الوحشية والظلم، إذ ذبحوا أعدادًا كبيرة من الرّعايا والوزراء، وسبوا نساءهم، وأعدم الخليفة المستعصم بالله عام 1256م، وبذلك قُضي على دولة خُلفاء آل العبَّاس الذين حكموا بعد بني أُميَّة وكانت مُدَّة خلافتهم خمسًا وعشرين وخمسُمائة سنة، وعددهم سبعٌ وثلاثون خليفة.[٣]

المراجع[+]

  1. سوزي حمود (2015)، الدولة العباسيّة: مراحل تاريخها وحضارتها (الطبعة الأولى)، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 13. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "خلافة المنتصر والمستعين بالله "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "سقوط بغداد (1258)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019.