سؤال وجواب

من هو خامس الخلفاء الراشدين


الخلفاء الراشدون

الخلفاء الراشدون، هم أول من تولّى الخلافة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم أربعة من ضمن العشرة المبشرين بالجنة، ابتدأ حكم الخلفاء الراشدين بتولّي سيدنا أبي بكر -رضي الله عنه- الخلافة، ومن ثم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وتتبعه خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وأخيرًا خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وتمثلت نهاية حكم الخلفاء الراشدين باستشهاده، وسيتم الجواب في هذا المقال عن سؤال: من هو خامس الخلفاء الراشدين.[١]

من هو خامس الخلفاء الراشدين

هو سابع الخلفاء الأمويين، خامس الخلفاء الراشدين من حيث المنظور السني، واسمه بالكامل عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، ولد عمر في المدينة المنورة سنة 61هـ، وقيل 63هـ، وقد ورث ما هو عليه من زهد ومخافة الله وتقواه من أبيه عبد العزيز بن المروان بن الحكم، إذ كان من خيار أمراء بني أمية، بقي أميرًا على مصر أكثر من عشرين سنة، ولما أراد الزواج قال لقيّمه: "اجمع لي أربعمئة دينار من طيب مالي، فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح"، فتزوج أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، نشأ عمر في بيئة لم تلق نظيرًا، فقد شبَّ ونشأ بين أخواله، وكان يحلم بأن يصبح مثل خاله عبد الله بن عمر، وأمه توبخه قائلة: "اغرب، أنت تكون مثل خالك!".[٢]

فلمّا كبر سار أبوه عبد العزيز بن مروان إلى مصر أميرًا عليها، ثم كتب إلى زوجته أم عاصم أن تقدم عليه هي وولدهما عمر، فأتت عمها عبد الله بن عمر فأعلمته بكتاب زوجها عبد العزيز إليها، فقال لها: "يا ابنة أخي، هو زوجك فالحقي به"، فلما أرادت الخروج قال لها: "خلفي هذا الغلام عندنا -ويقصد عمر- فإنه أشبهكم بنا أهل البيت"، فخلفته عنده ولم تخالفه، فلما قدمت على عبد العزيز اعترض ولده فإذا هو لا يرى عمر، فقال لها: "وأين عمر؟"، فأخبرته خبر عبد الله وما سألها من تخليفه عنده لشبهه بهم، فسرّ بذلك عبد العزيز، وكتب إلى أخيه عبد الملك يخبره بذلك، فكتب عبد الملك أن يجري عليه ألف دينار في كل شهر، ثم قدم عمر على أبيه مسلِّمًا.[٢]

وكان طالبًا للعلم مجتهدًا في الطلب، ومن شيوخه: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن المسيب، وتربى عمر وتعلم على أيدي كثير من العلماء والفقهاء، وقد بلغ عدد شيوخ عمر بن عبد العزيز ثلاثة وثلاثين، ثمانية منهم من الصحابة، وخمسة وعشرون منهم من عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في سياسته، حرصه على العمل بالكتاب والسنة، ونشر العلم بين رعيته، وتفقيههم في الدين وتعريفهم بالسنة، ومنطلق عمر في ذلك فهمه لمهمة الخلافة، فهي حفظ الدين وسياسة الدنيا به، ولم يقتصر عمر بالزهد الذي اشتهر فيه عند عامة المسلمين، وإنما كان ذا سياسة مثالية مع الولاة والرعية، وكان يطلع الرعية على شؤون الدولة، وقد عزل الولاة الظلَمة، وهذا ما شجع الناس على أن يبايعوه، إذ إنهم على يقين بأن عمر يخاف الله فيهم.[٣].

وقد تميزت خلافة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- بعدد من المميزات، منها العدلُ والمساواة، وردُّ المظالم التي كان أسلافه من خلفاء بني أمية قد ارتكبوها، وعزلُ جميع الولاة الظالمين ومعاقبتُهم، كما أعاد العمل بالشورى، ولذلك عدّه كثير من العلماء خامس الخلفاء الراشدين، كما اهتم بالعلوم الشرعية، وأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف، وقد ازدهرت الدولة الأموية في عهده أيما ازدهار، لحفاظه الشديد على بيت مال المسلمين.[٤]

ففي مرة قاله له وزير ماليته: يا أمير المؤمنين، ما ضرَّ لو صرفنا لك راتبَ شهرٍ مُقَدَّمًا، فنظر إليه عمر نظرةَ غضبٍ، تكاد من شدة غضبها أن تهتكَ حِجاب الشمس، وقال له: ثكلتك أُمُّك، هل اطلعت على علم الغيب، فوجدتني سأعيش يومًا واحدًا بعد الآن![٤]

وأيضًا قد تميز بحِلمه وتأنِّيه، إذ اقتحم ذات يوم رجلٌ من عامة الناس مجلسَ أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز، ويتهجَّم على أمير المؤمنين بكلمات تثير غيظ الحليم، ولكن لابن عبد العزيز -رضي الله عنه- في هذا الموقف وقفةٌ شامخة، لينبِّه المسلمين من خلالها إلى خُلُق الحِلْم، ويذكِّرهم بقوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.[٥][٤]

أما عن وفاته، فقيل إنّه مات بالسُّم، والجناة هم بعض أمراء بني أمية، لحقدهم على عمر، إذ إنه ألغى نظام الأعطيات التي كانت تعطى للأمراء، ومات وهو ابن أربعين سنة، وكان المجدد الأول في الإسلام -رضي الله عنه وأرضاه-. كان فيما سبق إجابة عن سؤال: من هو خامس الخلفاء الراشدين.[٤]

المراجع[+]

  1. "الخلفاء الراشدون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "عمر بن عبد العزيز"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-08-2019. بتصرّف.
  3. "خلافة عمر بن عبد العزيز"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-08-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث "عمر بن عبدالعزيز.. كانت حياته معجزة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-08-2019. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية: 134.