سؤال وجواب

حكم العزف على العود


العزف على الآلات الموسيقية

العزف على الآلات الموسيقية من الأشياء التي يقوم بها عددٌ كبيرٌ من الناس، والمعازف لغةً: الملاهي وآلات الطرب التي تُخرج أصواتًا موسيقية وتُحدث أصواتًا مطربة، ومن الأمثلة عليها: الدف والعود والأوتار والشبابة والمزامير والصنّاج وغيرها من الآلات الأخرى المختلفة، أما العزف فهو الضرب من الطنابير، والعود من المعازف الوترية المعروفة التي يضرب عليها الناس لسماع الموسيقا، إذ يُعتبر هذا فنًا من الفنون يُمارسه كثيرون من باب اللهو والمتعة والاستماع للموسيقا والألحان والأنغام المطربة، وقد كثر الجدل حول الآلات الموسيقية بشكلٍ عام، وما إن كان العزف عليها حلالًا أم حرامًا، وورد فيها الكثير من النصوص الشرعية، وفي هذا المقال سيتم بيان حكم العزف على العود.[١]

حكم العزف على العود

يتساءل كثيرٌ من الناس عن حكم العزف على العود، والعود بصفته من المعازف والآلات الوترية، فإنّ النصوص الشرعية الواردة في شأنه واضحة، لهذا لا يجوز العزف على العود ولا تعلّم العزف عليه أو على غيره من الآلات الموسيقية، كما لا يجوز الاستماع إلى عزفه، والدليل على ذلك ما ورد في حديث أبي مالك الأشعري، أنّه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف"[٢]، وفي هذا الحديث الشريف جمع الرسول -عليه الصلاة والسلام- بين الحر والخمر والمعازف والحرير على الرجال الذي يُعرف بأنه حرام، والمقصود بالحر الزنا، وهذا يدلّ على عدم جواز العزف على العود وغيره من المعازف، وفي حديثٍ آخر لرسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير"[٣]، وبهذا فإنّ حكم العزف على العود هو غير جائز.[٤]

الحكمة من تحريم الموسيقى

الحلال والحرام لم يُوضعان في الشريعة الإسلامية عبثًا أو لأجل المنع والسماح فقط دون هدفٍ معيّن أو حاجة، بل إنّ الله تعالى جعل الحلال والحرام لحكمة عميقة يفهمها المسلم بعقله وقلبه ويُطبقها، ومعرفتها تجعل المسلم يُقلع عن سماعها باقتناعٍ تام لأنه فهم حكمة الله تعالى من تحريمها ومنعها، وأهم هذه الحكم ما يأتي:[٥]

  • يُسبب صوتها الغواية، إذ إنّ صوتها يُغوي الإنسان لأنها مزمار الشيطان، إذ يقول تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[٦]
  • تصد المسلم عن ذكر الله تعالى، فكلام الشيطان لا يجتمع مع كلام الرحمن في قلبٍ واحد، وهذا يُبعد الإنسان من القلب، إذ يقول تعالى: {ومن النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[٧]
  • تسبب الوقوع في الزنا، وتحث على الفسوق والفجور.
  • تُنبت في القلب النفاق، ويسبب فساد القلب.
  • تُسبب حوادث الطرق لأنها تُسبب الطرب والنشوة للسائقين، بعكس القرآن الذي يجلب السكينة.
  • تُسبب قسوة القلب وعدم خشوعه، وهي سببٌ في غضب الرب وزيادة السيئات.

المراجع[+]

  1. "المعازف وما يتعلق بها من أحكام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-08-2019. بتصرّف.
  2. رواه ابن الصلاح، في الباعث الحثيث، عن أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 1/124، ثابت.
  3. رواه ابن القيم، في غاثة اللهفان، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 1/392، إسناده صحيح.
  4. "العود يأخذ حكم الألات الموسيقية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-08-2019. بتصرّف.
  5. "الحكمة من تحريم الموسيقى"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-08-2019. بتصرّف.
  6. سورة الإسراء، آية: 64.
  7. سورة لقمان، آية: 6.