آيات السحر في القرآن
السحر وحكمه
السحر هو ما كانت أسبابه خفيّةً وله أثرٌ حقيقيّ، وهو من الجرائم العظيمة في نظر الدّين الإسلاميّ، ونوعٌ من أنواع الكفر، منه ما يؤثر في القلوب ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، فهو عملٌ شيطانيٌّ لا يكون له سبيلٌ إلا الشرك بالله، وقد جاءت الأحاديث عن النبيّ بالنهي عن إتيان العرّافين والكهنة والسحرة وسؤالهم وتصديقهم، فقال: "من أتى كاهِنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ أو أتى امرأةً حائضًا أو أتى امرأةً في دُبُرِها فقد برئَ ممَّا أنزلَ اللَّهُ على محمَّدٍ"،[١] وجاء في صحيح مسلم أنّه قال: "مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً"،[٢] والمقال سيذكر مواطن آيات السحر في القرآن.
آيات السحر في القرآن
لا شكّ في أنّ السحر هو نوعٌ من أنواع الشرك بالله، وهو مما ابتليَت بها الأمم منذ الأزل وحتّى هذا اليوم، فجعل الله لذكر آيات السحر في القرآن نصيبًا عظيمًا، وذلك للتنويه والتشديد على خطورة هذا الموضوع، وكما شدّد على ذلك النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في السنّة النبويّة الشريفة، والحديث عن آيات السحر في القرآن الكريم الكثيرة لا ينتهي، لذا سيتمّ ذكرها فيما يأتي تباعًا:
- في سورة البقرة: قال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُوونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُوولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا ييَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا للَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.[٣]
- قصة سيدنا موسى وفرعون مع السّحرة: وقد وردت هذه القصّة في مواطن كثيرة في سورة الشعراء وسورة طه ويونس وغيرها، قال تعالى في سورة الشعراء: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ 36 يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ 37 فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ}،[٤] وجاء في سورة الأعراف: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ 111 يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ 112 وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ 113 قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 114 قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ 115 قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ 116 ۞ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ 117 فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 118 فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ 119 وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ}.[٥]
- في سورة الأنبياء: قال تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ}.[٦]
- ذكر النفاثات في العقد في سورة الفلق: والنفث يفعله السحرة إذا وضعوا علاج سحرهم في شيءٍ وعقدوا عليه عقدًا ثم نفثوا فيها بشرورهم وشرور شياطينهم، وقد خصّ الله -سبحانه وتعالى- في ذكره للنساء في هذا الموضع، وذلك لأن الغالب عند العرب أن يتعاطى السّحر النساء، قال تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}.[٧]
آيات السحر في القرآن الكريم تكاد لا تنتهي، لكثرتها وغزارة ذكرها على اختلاف المواطن والمقاصد، فاغفر اللهم للمسلمين ما قدّمت أيديهم وما أخّرت، وما أسرّوا من النجوى في قلوبهم وما أعلنوا، وما أنت أعلم به من المسلمين بأنفسه، وأعذهم بك من الشياطين وأسحارهم.
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3904، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 2230، [صحيح].
- ↑ سورة البقرة، آية: 102.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 36-38.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 111-120.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 03.
- ↑ سورة الفلق، آية: 04.