آيات قرآنية عن الصدقة
الصدقة في الإسلام
جعل الله تعالى لعباده أبوابًا كثيرة للتقرب منه وذلك رحمةً بهم، وحثّ عليها جميعها على اختلاف فضائلها وأجورها، ليجتهد كلّ إنسان فيصيب أكبر قدرٍ من أبواب الخير، ومن تلك الأبواب بابُ الصدقة، وهي ما يعطيه المقتدرُ من المسلمين للفقير منهم، من طعامٍ أو شرابٍ أو مال، تقربًا من الله تعالى، وليس ابتغاء المَكرُمة عند الناس، وقد جاء في صحيح البخاري عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ، ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، وإنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ"،[١] فالصدقة ترفع صاحبها لأعلى المراتب عند الله سبحانه وتعالى، وسيأتي هذا المقال على ذكر آيات قرآنية عن الصدقة.
آيات قرآنية عن الصدقة
حثّ الله سبحانه وتعالى عباده على الصدقة، لما فيها من الخير لهم، وليساند المسلمون بعضهم بعضًا ويشعروا بإخوانهم من الفقراء، فجعل للصدقة ثوابًا كبيرًا، بغية إقامة العدل والتوازن في المجتمع المسلم، والحدّ من وجود الفروقات الطبقية الهائلة والحدود بين الفقراء والأغنياء من المسلمين، فكانت الصدقة أحد أكبر أبواب الخير والتَقرُب من الله تعالى، وفيما يأتي آيات قرآنية عن الصدقة:
- تمني الصدقة والإنفاق عند لحظة الموت: وقد وصفت الآيات الكريمة في سورة المنافقون أنّ مما يتمناه الإنسان لحظة الموت أنّه لو كان من المتصدقين، فلحظات الموت عصيبة وثقيلو ومما يخفف من ثقلها على الإنسان الصدقة في سبيل الله، وكان ذلك في قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ}.[٢]
- إخفاء الصدقة: وقد حثّ الله تعالى في كتابه العزيز على أن يكون إخراج الصدقات في الخفاء فذلك أقرب إلى الإخلاص من الصدقات المُعلنة، وجاء ذلك في قوله عزّ وجلّ: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ}.[٣]
- مضاعفة الأجر للمتصدقين: فقد خصّ الله تعالى من ينفقون ويتصدقون من عباده بالأجر المضاعف، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم}.[٤]
- الصدقة والإنفاق في الجهاد سبيل الله: ومما جاء من آيات قرآنية عن الصدقة، ما ورد عن الإنفاق والصدقة في الجهاد في سبيل الله تعالى؛ سواء أكان جهاد الكفار أو المنافقين، وقد جاء الأمر بالصدقة في الجهاد في مواضع كثيرة في كتاب الله ومنها قوله عزّ وجلّ: {انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[٥]
- فضل الصدقة على اليتيم: وقد الله تعالى في كتابه العزيز على الصدقة والإنفاق على اليتيم، ومالها من الأجر والفضل، وكان ذلك في قوله تعالى: {فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ * وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ* أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ* يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ* أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ}.[٦]
- مال الصدقة يعود لصاحبه: فقد جاء في آيات قرآنية عن الصدقة أنّ مال الصدقة يرجع لصاحبه، فيطرح الله البركة في مال المتصدق، وكان ذلك في قوله تعالى في سورة سبأ: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.[٧]
- الصدقة تُيسر أعمال الخير على صاحبها: مما رود من آيات عن الصدقة، آيات سورة الليل التي تحدثت عن فضل الصدقة في تيسير الخير والأعمال الصالحة على المتصدقين، والتي تجعلهم من أهل الجنة في الآخرة بإذن الله تعالى، وكان ذلك في قوله تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}.[٨]
