سؤال وجواب

فقرة عن الأم


فقرة عن الأم

لا تكفي كتابة فقرة عن الأم لبيان عظمة هذه المخلوقة وعظمة تضحيتها لأجل أبنائها، فالأم هي الحياة بأسمى معانيها، وهي الروح الرقيقة التي ترعى أبناءها بدموع عينيها، وتسهر على راحتهم رغم تعبها، وتقويهم رغم ضعفها، وتمدّهم بالصبر حتى في أشدّ حالات يأسها، فالأم هي العيد وهي الحب وهي الحنان الذي لا ينقطع، وهي الخيمة الواسعة التي تستظلّ العائلة في ظلّها، وينام في قلبها الجميع آمنين مطمئنين تغشاهم السكينة ويملأ نفوسهم الاطمئنان.


فالأم هي التي تعجز الأقلام عن وصفها، وتحتار القلوب في حبّها، وتتوقف الكلمات والحروف وتعجز عن التعبير عند الحديث عنها، فمهما قيلت فيها من قصائد وأشعار وخواطر، ستظلّ اللغة قاصرة عند الحديث عنها، ولهذا فإن كتابة فقرة عن الأم لا تكفيها ولا توفيها حقها، ولا يمكن أن تصفها.


الأمّ تحرق نفسها مثل الشمعة لتنير الدروب المعتمة لأبنائها، كما تُضحي بسعادتها لاجل سعادتهم، لهذا فإنّ الله تعالى جعل رضاه مقرونًا برضى الأم، وأمر بالإحسان إليها وبرّها وطاعتها وعدم عقوقها مهما كانت الظروف والأحوال، إذ يقول الله في محكم التنزيل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ}.[١]


كما أنّ رعاية الأم والحرص على برّها سببٌ لدخول الجنة وكسب المزيد من الحسنات، كما أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- جعل الأم هي الأولى في الرعاية والعناية، ووجبت رعايتها حتى أكثر من الأب، لأن الأم تتعب أضعافًا مضاعفة أكثر من أي مخلوقٍ آخر، فهي تحمل ابنها في بطنها تسعة أشهر، ويأخذ من صحتها وقوتها، وعند ولادته تهتم به حتى يكبر، وتظلّ ترعاه بكامل قوتها دون كللٍ أو ملل.


الأم هي الشجرة المثمرة التي لا تكتمل الحياة إلا بها، ووجودها هو الشمس والهواء والماء، ولا يعرف قيمة الأم فعلًا إلا من عاش حياته يتيمًا أو بعيدًا عن أمه، لأنه سيظلّ يشعر بالنقص الكبير، وسيظلّ يفتقد حنان الأم وعطفها، فالأم هي الشخص الوحيد الذي يُعطي بلا مقابل، ولا تنتظر من أبنائها أيّة مكافئة، وترغب دومًا أن تراهم أفضل الناس وأرفعهم قدرًا.


لذلك فإنّ حب الأم حبٌ فطري نابعٌ من أعماق القلب، وطاعتها تجلب البركة في العمر والسعادة في الروح، فالأم هي عطر الحياة وأجمل ما فيها، فالأم مدرسة الحياة التي يتعلم فيها الأبناء كلّ ما يخص حياتهم، وهي السحابة التي تُمطر على صحراء العمر لتنبت الورود في القلب، وهي الجنة التي أودعها الله في الأرض، وهي السماء المرصعة بنجوم الحبّ والحنان.

المراجع[+]

  1. سورة الأحقاف، آية: 15.