آيات قرآنية عن الظلم
محتويات
الظلم
الظلم: الجور ووضع الشّيء في غير موضعه المختصّ به، وفي المثل: "من استرعى الذّئبَ فقد ظلم"، والظلم: الميل عن القصد أو العدول عن الحقّ إلى الباطل، وأخذ حقّ الغير، ومنع الحقوق عن أصحابها، والتّصرّف في ملك الغير بما لا يرضي الشّارع، ويطلق الظّلم أيضًا على الكفر والشّرك، ويسمّى كلّ من الكافر والمشرك ظالمًا؛ لأنّهما يعدلان عن الحقّ إلى الباطل، ومنه قول الله تعالى على لسان لقمان: {إنّ الشرك لظلم عظيم}،[١] ومن خلال تعريف الظّلم تبيّن أنّ الظّلم عبارة عن التّعدّي على حدود الله تعالى أو مجاوزة الحدود الشّرعيّة، وهذا ما يدلّ على أنّ جميع المعاصي والسّيّئات تعدّ ظلمًا سواء قلّت أو كثرت، وصغيرة كانت أو كبيرة، وفيما سيأتي آيات قرآنية عن الظلم.
آيات قرآنية عن الظلم
لا بدّ لكلّ ظالم أن يعي أنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة، لقول النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- "إنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ"،[٢] لما فيه من اعتداء على حقوق الغير، بسلب أو منع أو تغيير، أو كفر أو شرك، وفي كتاب الله آيات قرآنية عن الظلم كثيرة، فالظّلم كما ورد في القرآن الكريم عدّة أنواع، ومنها:
آيات قرآنية عن ظلم النّفس
وهذا النّوع الأوّل الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وأقلّ أنواع الظّلم شدّة، لأنّه خاصّ بصاحبه، ولا يتعدّى به على غيره، فخطورة هذا النّوع من الظّلم أنّه يصيب صاحبه دون سواه فلا يؤثّر على الآخرين، ومن أمثلة ذلك:
- قوله تعالى في قوم موسى الذين عبدوا العجل من دون الله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}.[٣]
- قوله تعالى في قوم موسى الذين استبدلوا الطّعام: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.[٤]
- قوله تعالى فيمن أمسك امرأته بعد طلاقها للإضرار بها: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}.[٥]
- قوله تعالى في المنفق أمواله دون وجه حقّ: {مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. [٦]
- قوله تعالى فيمن يتعدّى على حدود الله: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}.[٧]
آيات قرآنية عن الظلم الكبير
وهذا النّوع من الظّلم هو أشدّ خطورة من سابقه، بل هو شديدة الخطورة، وقد توعّد الله تعالى أمثال هؤلاء الظّلمة بأنواع العذاب إنْ أصرّوا على ظلمهم وماتوا على ذلك، ومن أمثلة هؤلاء:
- منع المساجد أن يذكر فيها اسم الله والسّعي في خرابها: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.[٨]
- كتم الشّهادة: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.[٩]
- افتراء الكذب على الله والتّكذيب بآياته: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.[١٠]
- ادّعاء الوحي وإنزال القرآن، وإضلال النّاس بغير علم: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ}.[١١]
- التّكذيب بآيات الله والإعراض عنها: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ}.[١٢]
آيات قرآنية عن الظلم العظيم
وهو أعلى درجات الظّلم وأشدّها خطورة، لأنّه كفر وشرك بالله تعالى، ولا مغفرة لصاحبه إن مات على ذلك، وهو مخلّد في نار جهنّم، قال تعالى على لسان لقمان وهو يعظ ابنه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، فهذا بعض ما ورد في القرآن الكريم من آيات قرآنية عن الظلم.[١]
المراجع[+]
- ^ أ ب سورة لقمان، آية: 13.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2579، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 54.
- ↑ سورة البقرة، آية: 57.
- ↑ سورة البقرة، آية: 231.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 117.
- ↑ سورة الطلاق، آية: 1.
- ↑ سورة البقرة، آية: 114.
- ↑ سورة البقرة، آية: 140.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 21.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 93.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 157.
