سؤال وجواب

الحياة السياسية في العصر العباسي


الخلافة الإسلامية

لقد أحدثت وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جَدَلًا بين صحابتِه فيما يتعلّق بموضوع الخلافة بشكل رئيس، حتّى في مرحلة الخلافة الراشدة كانت هناك الكثير من الخلافات التي بلغت ذروة عقدتها في الفتنة الكبرى التي وقعت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، ويمكن أن تعرَّف الخلافة بأنها نظام للحكم قائم على تعيين أحد قادة المسلمين ليحكم الدولة الإسلامية وفق الشريعة الإسلامية فقط، وبعد الخلافة الراشدة ظهرت الخلافة الأموية ثم العباسية ثم والخلافة الأموية وثاني سلالة عربية حكمت المسلمين، ويعود نسب الخلفاء العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وهو أصغر أعمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتعدُّ من أطول السلالات التي حكمت العالم الإسلامي عبر التاريخ، فقد تمَّ الإعلان عن قيام الدولة العباسية في عام 750م ولم تسقط بشكل نهائي إلا في عام 1519م على أيدي العثمانيين، وبعد أن تنازل الخليفة العباسي عن الخلافة للسلطان العثماني سليم الأول.[٢]

قيام الدولة العباسية

بعد وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك كانت الدولة الأموية قد بلغت مبلغًا كبيرًا من الضعف لم يسمح لها بالحفاظ على الحكم بعد ذلك، فقد تولى الخلافة أربع خلفاء ضعاف لم يستطيعوا أن يعيدوا الاستقرار للدولة الأموية، وفي ذلك الوقت ظهرت الكثير من الحركات الإنفصالية أشهرها الدعوة العباسية التي اعتمدت على نقمة الفرس والشيعة واستغلت الدعوة لآل البيت، حيثُ بدأت الدعوة العباسية على يد محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو نفسه والد أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور.[٢]

وتابع الدعوة بعده ولده إبراهيم الإمام الذي اعتُقل من قبل رجال مروان بن محمد آخر خليفة أموي ومات في السجن، فتولى الدعوة أخوه أبو العباس السفاح وبدأ يحرِّض الناس في المناطق البعيدة، وأرسل أبا مسلم الخراساني إلى خراسان ليعلنَ عن قيام الدولة العباسية بعد القضاء على الوالي الأموي هناك، بعد أن سيطر على خراسان انتقل إلى العراق وخاض معركة ضد الأمويين وهزم الجيش الأموي وطارد فلول الأمويين عن آخرهم، وسيطر على الشام ومصر، وأعلن عن قيام الدولة العباسية عام 750م.[٢]

الحياة السياسية في العصر العباسي

بعد أن تمَّ التعرُّف على الدولة العباسية سيُشار إلى الحياة السياسية في العصر العباسي، فقد تميَّز كل عصر من العصور وكل حكم بخصائص مختلفة عن غيره، وكان لا بدَّ من هذا التمايز نظرًا لتغير مقوِّمات الحياة جميعها من جهة، ومن جهة أخرى بسبب رغبة أي نظام حكم جديد بفرض هيمنته بإلغاء معظم أعمال الحكم الذي سبقَه وطبع الدولة بطابع جديد يطبعه هو نفسه.[٢]

وقد تميَّزت الحياة السياسية في العصر العباسي بغلبة الطابع الفارسي على الطابع العربي؛ نظرًا لاعتماد العباسيين على الفرس في قيام دولتهم، على عكس الأمويين الذين طبعوا الدولة بالطابع العربي، أمَّا العباسيون فقد أخذوا عن الفرس تنظيم الوزارات وطريقة نظام الحكم وتجاوزوا ذلك إلى حدِّ تقليدهم في اللباس والزي، وعندما بُنيَت مدينة بغداد جعلوها عاصمة الدولة وطبعوها بطابع فارسيٍّ أيضًا.[٢]

كانت الدولة العباسية في العصر الأول من تاريخها متماسكة بعد أن وطَّد أبو جعفر المنصور أركان الحكم وقضى على جميع الثورات، وبقيت كذلك طيلة تلك الفترة وبلغت الحياة السياسية في العصر العباسي ذروة استقرارها ونضوجها في عهد هارون الرشيد، أمَّا في العصر العباسي الثاني فقد بدأ التفكك يَسري في أوصال الدولة، وظهرت الكثير من الدويلات كالدولة الفاطمية والحمدانية والسامانية وغيرها، وعادت الفتن إلى الظهور مرةً أخرى في هذه المرحلة مثل ثورة المغول.

  • وصول خلفاء ضعفاء إلى سدَّة الحكم سرَّعوا بانهيار الدولة ودخولها في طور السقوط الأخير.
  • المراجع[+]

    1. "الخلافة الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-08-2019. بتصرّف.
    2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "الدولة العباسية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-08-2019. بتصرّف.
    3. "من عوامل سقوط العباسيين"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-08-2019. بتصرّف.