سؤال وجواب

حكم التسمية باسم جهينة


معنى اسم جهينة

من الأسماء العربية القديمة التي كانت تسمّي بها العرب المواليد من البنات هو اسم جُهَينة، وهو اسمٌ كان لرجلٍ في الجاهليّة، وهو جدُّ قبيلة جُهَينة، ولذلك تسمّت به القبيلة، ومع أنّ الاسم هو لرجل من أجداد العرب إلّا أنّ العرب صارت تُسمّي به المواليد البنات، والجُهن هو الغلظ في الوجه، وقال بعضهم قال إنّ اسم جُهَينة هو تصغيرُ الجُهْنَة، وهي ظلمة الليل، أو القطعة من الليل، وبعضهم قال إنّها ترخيم لجُهانة، وهي الجارية الشّابّة ومع أنّ معاني الاسم غريبة إلّا أنّ العرب أحبّته وسمّت بناتها به، وقصدوا به الفتاة الحسنة، أو ظلمة الليل، وسيقف هذا المقال عند حكم التسمية باسم جهينة.[١]

حكم التسمية باسم جهينة

لمعرفة حكم التسمية باسم جهينة لا بدّ من معرفة ضوابط التسمية في الإسلام، ومن تلك الضّوابط للإناث ألّا يكون الاسم مذمومًا، أو أن يكون فيه تزكية للنّفس، أو أن يكون من الأسماء التي فيها ميوعة ولا معنى لها، أو أن يكون الاسم ممّا فيه معانٍ رخوة أو شهوانيّة،[٢] وممّا سبق يتبيّن أنّ حكم التسمية باسم جهينة هو الإباحة؛ لأنّه لا يحمل أيًّا من المعاني التي تكرهها الشريعة الإسلامية أو تحرّمها، واللّٰه أعلم.[٣]

وعند جهينة الخبر اليقين

عند جهينة الخبر اليقين هو مثلٌ عربيٌّ وليس حديثًا شريفًا، بل مثلٌ مشهور عند العرب، وقصّة المثل أنّ رجلًا اسمه الحُصين بن عمرو بن كلاب كان قد خرج ومعه رجلٌ من قبيلة جُهينة كان منبوذًا من قومه وخرج منهم هاربًا واسمه الأخنس بن كعب، وحين التقيا تعاهدا على ألّا يلقَيا أحدًا من عشيرتيهما إلّا وسلباه، وكان كلاهما فاتكٌ، أي مُجرم، وكانا يحذران بعضهما بعضًا، ولقيا رجلًا فسلباه، فقال لهما: هلّا رددتما عليّ بعضًا من مالي وأمتعتي وأدلّكما على مغنم كبير؟ فقالا: نعم، فقال: سيأتي بعدي رجل من لخم قد جاء من بعض الملوك وعنده مغانم كثيرة، فردّا عليه ماله وانطلقا يطلبان اللّخمي، فوجداه تحت شجرة وأمامه طعامه وشرابه، فحيّاه وحيّاهما، ونزلا معًا؛ فقد كان كلّ واحد منهما يخشى النّزول قبل صاحبه فيفتك به، فأكلا من طعام اللّخمي، وذهب الأخنس لبعض حاجته، وعندما عاد وجد اللّخمي الذي جاء من عند الملوك قد قُتِلَ، وكان سيف الحُصين مسلولًا، فقال الأخنس للحُصين: ويحك! قتلت رجلًا تحرّمنا بطعامه وشرابه؟! فقال الحصين: ما خرجنا إلّا لمثل ذلك، فانتظر الأخنس حتّى انشغل الحصين عنه فوثب عليه وقتله، وعندما عاد وجد امرأة تنشد عن الحُصين، وكانت زوجته، فقال لها إنّه قد قتله، فاستنكرت أن يكون الأخنس قد استطاع أن يغلب الحصين، فأنشد الأخنس:[٤]


تُسَائِلُ عَنْ حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ

وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ

فذهَبَ قوله: وعند جُهينة الخبر اليقين مثلًا، واللّٰه أعلى وأعلم.

المراجع[+]

  1. "تعريف ومعنى جهينة في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-08-2019. بتصرّف.
  2. "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-08-2019. بتصرّف.
  3. "حكم تسمية البنت المولودة باسم جهينة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-08-2019. بتصرّف.
  4. أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري (2004)، مجمع الأمثال، بيروت: دار المعرفة، صفحة 3، جزء 2. بتصرّف.