سؤال وجواب

丕賱毓乇亘 丕賱毓丕乇亘丞 賵丕賱毓乇亘 丕賱


العرب والعربية

تأخذ كلمة العرب نطاقًا جغرافيًا واسعًا اليوم، فهي تطلق على أهل بلدانٍ واسعةٍ، وتعرف جميعها بالوطن العربي، وهو الممتدّ من المحيط الأطلسي غربًا إلى الخليج العربي شرقًا، فهم -العرب- يشتركون بذات اللغة، وهي اللغة العربية، وإن كانوا يتحدثون بينهم بلهجاتٍ مختلفةٍ، فإن ذلك أشبه بالأنهار والجداول التي تلتقي نهايةً بذات المصب، وكلمة العرب تشمل العرب من الحضر ومن البدو، على حدٍ سواء، غير إن هذا المدلول قد لا يكون ضاربًا في القدم، قبل الميلاد أو الإسلام حتى، إذ لم تك كلمة العرب تحمل هذه الدلالة، وهذا يقود الحديث إلى ذكر الاختلاف القائم بين علماء العربية حول أول من تكلم بالعربية، ما يحمل المقال إلى الحديث حول العرب العاربة والعرب المستعربة.[١]

أصل العرب

تبدأ هذه السردية بالعودة إلى ما ذكر من خلاف علماء اللغة العربية، حول أول من تكلم بالعربية، فبينما يقول فريقٌ منهم بأن أول من تكلم بها هو يعرب بن قحطان، وهو جَدّ القبائل القحطانية، ونسبةً إليه تعرف باسم اللغة العربية، وهم نفسهم -الفريق القائل بأن يعرب بن قحطان هو أول من تحدث اللغة العربية- يذهبون إلى إن اللغة العربية لغة أهل الجنة، وهي لغة آدم -عليه السلام- غير إن ثمة مدةً زمنيةً طويلةً جدًا بين عمارة الأرض بالبشر -نزول آدم عليه السلام إلى الأرض-، والفترة التي بها عاش يعرب بن قحطان.[١]

ويأتي فريقٌ ثانٍ من علماء اللغة العربية فيقولون، إن أول من تكلم اللغة العربية هو اسماعيل -عليه السلام- حيث ترك لغة أبيه إبراهيم -عليه السلام- ونطق بالعربية وتعلمها وهو ابن أربعة عشر ربيعًا، ويقولون بأن اسماعيل -عليه السلام- هو الإسلام بزمنٍ سحيقٍ، وهذه القبائل بادت وهلكت وانقطعت أخبارها، ويُرجِع صاحب كتاب "تاريخ العرب قبل الإسلام" السبب في انقطاعهم وزوالهم، إلى سببين رئيسين يلخصهما المقال فيما يأتي:

  • ضياع العمران وغمره الناتج عن تغير معالم الطبيعة، عبر زحف الرمال.
  • المدن التي تدمرت بفعل ثوران البراكين، وهلاك أهلها معها.

وأما تسميتها بالعرب العاربة، فيرجع ذلك إلى كون تلك القبائل كانت أول الأجيال التي تحدثت اللغة العربية، إذ يأتي معنى كلمة العاربة بمعنى الراسخة في العروبة أو المبتدئة لها، وهذه القبائل هي أصل العرب ومادتهم، وهي طبقاتهم، ومنهم أقوامٌ وقبائلٌ مثل: عادٌ، وثمودٌ، وعمليقٌ، وطسم، وجرهم الأولى، ودبار، وغيرهم، وهم ينسبون إلى سام بن نوح -عليه السلام- وهنا لا بد من ذكر أن هذه القبائل في أغلبها بادت وهلكت، بعقابٍ ربانيٍ بعد كفرهم بالله وتكذيبهم الرسل.[٥]

العرب المستعربة

أما العرب المستعربة فهي التسمية التي أطلقت على الطبقة الثانية -العرب الباقية- وتسمى هذه الطبقة أيضًا بالعرب المتعربة، وهم بنو يعرب بن قحطان، وبنو معد بن عدنان بن أد، وقد أخذ أهل هذه الطبقة، بقبائلها وأجدادها اللغة العربية عن العرب العاربة، حسب الروايات، فيروى أن قحطان وأهله قد تعربوا -تحولوا إلى الكلام باللغة العربية- عند نزولهم اليمن واستقرارهم بها، إذ حسب ما تفضي به الأخبار -وهي كما تقدم كثيرةٌ واختلافاتها عميقةٌ بعيدةٌ- أن يعرب بن قحطان كان لسانه سريانيًا، ثم تحول إلى العربية وتحدث بها، فتعرّب.[٥]

ومن هنا كان أصل التسمية، بما يعني أن العرب المستعربة هم الذين كُتب لهم الاستمرار والنجاة، وهم أصل العرب الآن، فينحدر العرب المعروفين اليوم من أصولهم، وإليهم ترجع أنسابهم، وهم العرب اللذين كانوا وقت ظهور الإسلام وبدء دعوته، ويذكر إنه عند تتبع الأنساب إن كان للعرب البائدة أو الباقية، سيلتقي كلًا من العرب العاربة والعرب المستعربة، عند جدٍ واحدٍ، وهو سام بن نوح عليه السلام.[٥]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام د.جواد علي، صفحة 6. بتصرّف.
  2. محمد طقوش (2009)، تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار النفائس، صفحة 25. بتصرّف.
  3. يوسف القرطبي (1932)، لقصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم (الطبعة الأولى)، القاهرة- مصر: مكتبة القدسي، صفحة 11. بتصرّف.
  4. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ، صفحة 135،143. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت محمد طقوش (2009)، تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار النفائس، صفحة 29،30. بتصرّف.