سؤال وجواب

爻賯賵胤 丕賱丿賵賱丞 丕賱毓丕賲乇賷丞


قيام الدولة العامرية

الدولة العامريّة هي ذروة تاريخ الأندلس، وأقوى فتراتها على الإطلاق، ففيه بلغت الدولة الإسلامية الغاية في القوَّة، فيما بلغت الممالك النصرانية أمامها الغاية من الضعف، وقد بدأت فترة هذه الدولة فعليًّا منذ سنة 366هـ / 976م، منذ أن تولى محمد بن أبي عامر أمر الوصاية على هشام بن الحكم، وظَلَّت حتى سنة 399هـ / 1009م، أي: أنها استمرَّت ثلاثًا وثلاثين سنة متصلة، وتُعَدُّ الدولة العامرية مندرجة في فترة البربر وجعلهم عُدَّته ورجاله، وقد استكثر منهم، وضمهم إليه واستقوى بهم، وكان ابن أبي عامر قد تولى قضاء عدوة المغرب في أيام الحكم المستنصر، وساهم بذكائه وحسن سياسته في جعل أهم قبائل البربر المغربية وهم بنو برزال، وزعيمهم جعفر بن حمدون يتخلَّوْن عن تحالفهم مع العبيديين "الفاطميين"، وينحازون بالولاء إلى قُرْطُبَة عاصمة الأمويين.[٣]

وكان من نتائج هذا أن فقد العبيديّون المغرب الذي خلص من بعد للأمويين، وتعرضت الدولة العامرية لبعض المشكلات والمعيقات، وإحداها حادثة تمرد غالب الناصري، أحد قادة بن أبي عامر، والذي قد تلاسن معه، فسبه وحاول قتله، لكن ابن أبي عامر نجا من ضربة غالب، وجهز جيشًا لمقاتلته وإنهاء تمرده، لكن غالبًا أخطأ خطئًا فادحًا، وذلك عندما طلب من راميرو الثالث ملك ليون، وطلب منه النجدة ضد جيش قُرْطُبَة.[٣]

فأمده راميرو بجزء من جنده، مع أنّه في عمره الثمانين ولم يُهزم من صليبي قط، والتقى الجيشان، جيش قُرْطُبَة يقوده ابن أبي عامر في القلب وعلى الميمنة فارس المغرب "الذي صار فارس المغرب والأندلس" جعفر بن حمدون، وعلى الميسرة الوزير أحمد بن حزم "والد الإمام الكبير ابن حزم" وغيره من الرؤساء، أمام جيش غالب الناصري ومعه جيش ليون، رفع غالب صوته قائلًا: "اللهم إن كنتُ أصلح للمسلمين من ابن أبي عامر فانصرني، وإن كان هو الأصلح لهم فانصره"، ومشى غالب بفرسه إلى خارج الجيشين، فَظَنَّ الجيش أنه يُريد الخلاء، ثم طال غيابه، فذهب بعض جنوده للبحث عنه فوجدوه ميتًا بلا أثر سهم ولا ضربة ولا رمية![٣]

فعادوا بالبشرى إلى ابن أبي عامر، وأراد الله أن يموت الرجلان ولم ينهزم أحدهما، ولعلَّه استجاب إلى دعاء غالب، فأبقى للمسلمين مَنْ هو أصلح لهم، وبعد الفتوحات لقب محمد بن أبي عامر نفسه بلقب ملوكي، فلَقَّب نفسه بالحاجب المنصور، وقد كانت الألقاب من قبلُ عادة الخلفاء، ثم أصبح يُدعى له على المنابر مع الخليفة هشام بن الحكم، ثم نُقش اسمه على النقود وعلى الكُتب والرسائل، وسيتم ذكر تاريخ سقوط الدولة العامرية.[٣]

سقوط الدولة العامرية

استخلف الحاجب المنصور على الحجابة من بعده ابنه عبد الملك بن المنصور، فتولَّى الحجابة منذ قُتل والده وحتى وفاته سنة 399هـ / 1009م، أيْ سبع سنوات متصلة، سار فيها على نهج أبيه في تولِّي حُكم البلاد، فكان يُجاهد في بلاد النصارى كل عام مرَّة أو مرَّتين، كل هذا وهو أيضًا تحت غطاء الخلافة الأمويّة، لكنّ الأمور ساءت بعد وفاة الحاجب عبد الملك بن المنصور، وتولّى أمر الحجابة من بعده أخوه عبد الرحمن بن المنصور المشهور بعبد الرحمن شنجول، وهو لقب كانت أمه تدعوه به منذ صغره باسم سنجول؛ تذكرًا منها لأبيها سانشو غرسيه ملك نافار الذي أهدى ابنته للمنصور بن أبي عامر فتزوجها واعتنقت الإسلام وحسن إسلامها.[٣]

فقد كان عبد الرحمن بن المنصور شابًّا ماجنًا فاسقًا، شَرَّابًا للخمر، فعَّالاً للزنا، كثير المنكرات، فكرهه الناس في الأندلس، وزاد حنق الناس عليه عندما أجبر الخليفة هشام المؤيد في أن يجعله وليًّا للعهد من بعده.[٣]

وبذلك لن يُصبح الأمر من خَلْفِ ستار الخلافة الأموية كما كان العهد حال تولِّي والده الحاجب المنصور بن أبي عامر، أو أخيه عبد الملك بن المنصور، فكان أن ضجَّ بنو أمية لهذا الأمر، وغضبوا وغضب الناس أجمعون، لكن لم تكن لهم قدرة على القيام بأي ردِّ فعل، ولكن مع الحال التي مر بها المسلمون في ذلك الحين.[٣]

إلا أنّ العادة جرت بأن يغزو المسلمون كل عام، فاستغل الناس تلك الأوقات بخلعهم هشام المؤيد بالقوة، وعَيَّنُوا مكانه رجلًا من بني أمية اسمه محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر، وبعث الخليفة محمد بن هشام "المهدي" بجيش، فقتلوا عبد الرحمن بن المنصور، وقطعوا رأسه، وبذلك انفرط العقد تمامًا في البلاد، وبدأت الثورات تكثر والمكائد تتوالى، وبدأت البلاد تُقَسَّم، وهكذا قد تمت نهاية مقال: سقوط الدولة العامرية.[٣]

المراجع[+]

  1. نادية محمود مصطفى، الدولة العباسية من التخلّي عن سياسات الفتح إلى السقوط، الولايات المتحدة الأمريكية: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، صفحة 99، جزء 9. بتصرّف.
  2. "بنو عامر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-08-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "الدولة العامرية في الأندلس"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-08-2019. بتصرّف.