丌賷丕鬲 賯乇丌賳賷丞 毓賳 丕賱兀禺賱丕賯
الأخلاق في الإسلام
الخلق هو في اللغة السجيّة والطبع والدّين، وفي الاصطلاح هي ما يصدر عن النفس من انعكاسٍ للأفعال، وقد حرص الإسلام على الخلق الحسن، وبيّن في مصادره أهميّة مكارم الأخلاق، ويمكن أن نجمل مصادر الأخلاق الإسلاميّة في مصدرين رئيسين، هما أعظم ما تُستمدُّ منه هذه الأخلاق: "كتاب الله عزَّ وجلَّ، والسنة النبويّة الشريفة"، وقد جاء عن السيّدة عائشة -رضي الله عنها-: "عن سعد بن هشام قال: يا أمَّ المؤمنينَ حدِّثيني عن خُلُقِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، قالت: ألستَ تقرأُ القرآنَ فإنَّ خُلُقَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ القرآنَ"،[١] والمقال يسلّط الضوء على آياتٍ قرآنيةٍ عن الأخلاق، سيتمّ ذكرها كما وردت في القرآن الكريم.
آيات قرآنية عن الأخلاق
بعدما نزل الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أصبحت سجيّته وخلقه هو التزام أوامر الله -سبحانه وتعالى- واجتناب نواهيه، وأصبح ذلك خلقًا ثابتًا من خلقه، إضافةً لما جبله الله عليه من الخلق العظيم، وقد ذكرت الشريعة الإسلاميّة آياتٍ قرآنية عن الأخلاق الكريمة، وفيما يأتي بعض الآيات التي تتحدث عن الأخلاق في القرآن الكريم:
- الخلق العظيم لسيدنا محمد: فقد بيّن الله -سبحانه وتعالى- خلق رسوله الكريم محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وأثنى عليه في مواطن عديدة، قال تعالى في سورة القلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}،[٢] وأوضح -سبحانه وتعالى- وجوب التأسي بنبيّه والاقتداء بخلقه العظيم، قال تعالى في سورة الأحزاب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}،[٣] ومن جملة الآيات الكثيرة التي عظَّم الله فيها خلق نبيّه، قوله تعالى في سورة الجمعة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}،[٤] والتزكية هي التطهير من أدناس الأعمال والأقوال والأخلاق.
- الدعوة إلى حسن الخلق: ومن القرآن آياتٍ قرآنية عن الأخلاق تدعو المؤمنين للتخلّق بمكارم الأخلاق، ومنها قوله تعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}،[٥] وفي سورة البقرة عن القول الحسن: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}،[٦] وزادها في مواطن كثيرة في القرآن الكريم منها في سورة فصلت، قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.[٧]
- في سورة الأحزاب: قال تعالى في سورة الأحزاب في آداب الدخول والاستئذان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}.[٨]
- في مختلف السور: ذكر آيات قرآنية عن الأخلاق يكاد لا ينتهي، وذلك لأن القرآن الكريم هو المصدر الرئيس لمكارم الأخلاق، وقد ألمح القرآن الكريم في تفصيل الأخلاق في آياته دومًا إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد قال تعالى في ثناءه على خلق الرسول وثباته أمام الشدائد في دعوته في سورة الشعراء: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}،[٩] وهذا ما يدلّ على الرحمة في قلب النبيّ والذي أشار الله له في قوله من سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.[١٠]
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1342، صحيح.
- ↑ سورة القلم، آية: 04.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 21.
- ↑ سورة الجمعة، آية: 02.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 133-134.
- ↑ سورة البقرة، آية: 83.
- ↑ سورة فصلت، آية: 34.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 53.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 03.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 107.