شرح قصيدة عروة بن الورد في خطاب زوج
عروة بن الورد
هو عروة بن الورد بن زيد العبسي، وهو أحد شعراء غطفان، كما أنّه من شعراء الجاهلية البارزين، وفارس من أهم فرسانها، وهو من شعراء الصعاليك المقدمين الأجواد، الذين كانوا يسرقون لإطعام الفقراء والإحسان إليهم، وقد لقب عروة بن الورد بعروة الصعاليك فهو من كان يجمعهم ويقوم على أمرهم عندما كانوا يخفقون في غزواتهم، وفعله ذلك كان بلا أجر أو مغزى، وقد جاء في كتاب الأغاني أن عروة كان إذا أصاب القوم سنين الشدّة تركوا بيوتهم وفيها المريض والشيخ والضعيف، فيقوم هو بجمعهم ويساعد ويقوم عليهم، ولعروة ديوان شعر، وقد توفّي عام 594م، وسيأتي هذا المقال على شرح قصيدة عروة بن الورد في خطاب زوجته.[١]
شرح قصيدة عروة بن الورد في خطاب زوجته
قبل شرح قصيدة عروة بن الورد في خطاب زوجته لا بدّ من الإشارة إلى مناسبةِ هذه القصيدة، فهي تعرض حورًا دار بين عروة وزوجه سَلمى عندما لامته لأنّه يعرض نفسه للموت في تلك الغزوات التي يقوم بها من أجل إطعام الفقراء، فجاء هذا الحوار بينمها يبين وجهة نظر كلٍّ منهما في الأمر، فيبدأ عروة الحوار بأمره زوجه بأنّ تنام هادئةَ البال، وتخفف من لومها له، فنفسه التي تخاف عليها الهلاك هي من تحثُّه على غزواته، فهو يريد أن يكون له ذكرٌ وشأنٌ قبل أن يموت، فذلك ما يبقى للإنسان بعد فناء جسده، وكأنه بدأ يتخيل موت في إحدى غزواته فيخرج من رأسه -كما تقول الأساطير العربيّة- طير يصيح: اسقوني اسقوني، ويشتكي ظمأه لمن يعرف ومن لا يعرف من الناس، ويتابع ألا مناص من تضحية الإنسان بنفسه، ليخلد ذكره بعد موته، وقال ذلك في أبياته:[٢]
أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَةَ مُنْذِر ونامِي
- فإنْ لم تَشْتَهي النَّومَ فاسْهَرِي
ذَرِيني ونَفسي أُمَّ حَسَّانَ، إنني
- بها قبل أن لا أملك البيع مشتري
أحاديثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالدٍ
- إذا هو أمسى هامة فوق صير
تُجَاوِبُ أحْجَارَ الكِنَاسِ وتَشْتَكِي
- إلى كلِّ معروفٍ تراهُ ومُنْكَرِ
وفي شرح قصيدة عروة بن الورد في خطاب زوجته، تأتي أبياتٌ في القصيدة يظهر فيها صوت سلمى زوج عروة، وهي تحاوره وتجادله ليقتنع بالكفِّ عن غزواته، وتحاول أن توصل له الألم النفسي التي تعانيه من خوفها على زوجها، وتتمنى أن يشعر بها، وتحاول بكلّ الوسائل أن تشرح له مدى الخطر الذي يرمي نفسه به في تلك الغزوات، فذكرت له أنّه أشبه بمن يركب ناقةً مقطوعةَ الحلمات حتى لا ترضع الصغار فتقوى وتشتد، وهي ناقة تلد الذكور، فذلك أبشع ما يكون عند العرب، فلا يستقر على ظهرها إنسان، فهي موضع انزلاق وسقوط، وقد استخدم العرب هذه الناقة كرمز للهلاك والسقوط، وكان ذلك في الأبيات الآتية:[٢]
تقول لك الويلات هل أنت تارك
- ضَبُوءَاً بِرَجْلٍ تارة ً وبِمنسرِ
ومستثبت في مالك العام إنني
- أرَاكَ عَلَى أقْتَادِ صَرْماءَ مُذْكِرِ
فَجُوعٍ بها لِلصَّالِحِينَ مَزِلَّة ٍ
- مخوف رداها أن تصيبك فاحذر
أبى الخفض من يغشاك من ذي قرابة
- ومن كل سوداء المعاصم تعتري
ومستهنيء زيد أبوه فلا أرى
- له مدفعاً فاقني حياءك واصبري
- له مدفعاً فاقني حياءك واصبري
شعر عروة بن الورد
عروة بن الورد من أعظم شخصيات الشعراء العرب:
- كأبيات يشرح فيها عزتّه، وقدرته على تحصيل المال ويقول فيها:[٣]
إذا المرء لم يبعث سوامًا ولم يرح
- عليه ولم تعطف عليه أقاربه
فلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى منْ حَياتِهِ فقيراً
- ومن موْلًى تدِبُّ عقارِبُهْ
وسائلة ٍ: أينَ الرّحيلُ؟ وسائِلٍ
- :ومت يسأل الصعلوك أين مذاهبه
مَذاهِبُهُ أنّ الفِجاجَ عريضة ٌ
- إذا ضَنّ عنه، بالفَعالِ، أقاربُه
فلا أترك الإخوان ما عشت للردى
- كما أنه لا يتركُ الماءَ شاربُه
- وأبياته التي يخاطب فيها زوجته بأنّ تتركه ليغزو ويأتي بالمال، والتي يقول فيها:[٤]
دعِيني للغنى أسعى ، فإنّي
- رأيتُ الناسَ شرُّهمُ الفقيرُ
وأبعدُهم وأهونُهم عليهم
- وإن أمسى له حسب وخير
ويُقصِيهِ النَّدِيُّ، وتَزْدرِيهِ
- حليلته وينهره الصغير
ويلقى ذا الغنى وله جلال
- يكاد فؤاد صاحبه يطير
- وأبياته التي يفخر بها بشجاعته في الغزوات والتي يقول فيها:[٥]
أتجعل إقدامي إذا الخيل أحجمت
- وكرّي، إذا لم يمنع الدَّبرَ مانعُ
سواء ومن لا يقدم المهر في الوغى
- ومن دبرُهُ، عند الهزاهز، ضائع
إذا قيل يا ابن الورد أقدم إلى الوغى
- أجبت فلاقاني كمي مقارع
بكفي من المأثور كالملح لونه
- حديث بإخلاص الذكورة قاطع
المراجع[+]
- ↑ "عروة بن الورد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصيدة عروة بن الورد "أقلي عليَّ اللوم يا بنةَ منذرِ""، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019.
- ↑ "دعِيني للغنى أسعى ، فإنّي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019.
- ↑ "أتجعل إقدامي إذا الخيل أحجمت"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019.