قصة الأندلس
حول التاريخ وأهميته
إنّ من تَمام عدل الله سبحانه، ألا يفرق بين الناس إلّا بمعيار التقوى، فسنة الله في الخلق ثابتة، تجري على كل الأمم والشعوب، ومن هذا المنطلق تتبين أهمية التاريخ والتأريخ، فمن خلال معرفة أحوال الماضين، وأخبارهم، يمكن للمرء أن يأخذ الحكمة باستخلاصها من الدروس والعبر، وقارئ التاريخ إن أنعم النظر لا شك يجد من أمره ما يحمله على الفهم والرشاد؛ لما كلّف الله سبحانه رسوله الكريم بالدعوة إليه، نفضت به وبنوره المهدى -صل الله عليه وسلم- الأمة غبار الجهل والضياع عن وجه مستقبلها، فأخذت الدنيا تتنور بذا النور، فوصل بعزم الصحابة والتابعين أنحاء الدنيا، وحل بعيدًا في الأندلس، وهذه إلى الناس قصة الأندلس ملخصةٌ على يسيرٍ من الكلمات.[١]
فتح الأندلس
العام الثاني والتسعون طارق بن زياد، والي طنجة حينها بأمر موسى بن نصير، والبداية مع السرية التي أرسلها موسى إلى الأندلس بإمارة طريف بن مالك، ولما كانت للاستطلاع بمشورة الخليفة فلم تزد وقتها عن 500 مجاهدٍ، وهذا في العام 710 للميلاد، ومن بعدها وإلى ما يصل إلى أربع سنوات كان أمر الله بأن يتم نوره على الأندلس قد تم، وما هذه إلا بداية قصة الأندلس.[٢]
قصة الأندلس
فتحت الأندلس، وما كان ذلك إلا بفضل الله على عباده المخلصين، فعاش أهلها ومن رحل إليها من المسلمين تحت ظل العدل في الحكم الإسلامي، وهدى الله إلى نوره من أهل الأندلس من يشاء، فازدهرت الحياة فيها، وأنجز المسلمون فيها منجزاتٍ ثقافيةٍ وعلميةٍ وأدبيةٍ واجتماعيةٍ لا يشق لها غبار، حتى إن سرد قصة الأندلس، يحتم أن يشار إلى تلك المنجزات العظيمة على إنها الحضارة الإسلامية في الأندلس، وخلال الفترة الطويلة التي أظل الله بظله فيها الأندلس وأهلها، منعمًا عليها بالحكم الإسلامي، قرابة الثماني قرون، شهدت البلاد دولًا وعهودًا كثيرةً خلالها، وعاشت حالاتٍ فريدةٍ من الازدهار والقوة، والانحراف والضعف، حيث لم تنقطع طوال المدة هجمات النصارى عن الأندلس، وهذا لا شك ما عرضه المقال بدايةً من سنن الله التي لا تبديل لها، فكانت الدولة الفتاة بعد الفتح على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد، ونمت وشبت ووصلت ذروة تقدمها، ثم شاخت ممثلًا ذلك بسقوط غرناطة.[٣]
ولعل قصة الأندلس واحدةً من القصص التاريخية التي تحمل في صفحاتها العبر والعظات بشكلٍ يحمل المشاعر والأفكار إلى تضارباتٍ عنيفةٍ، ما بين الفخر والاعتزاز وبين الحزن والأسى، وهنا تتجلى حكمة التاريخ والتأريخ.[٣]
عهود الإسلام في الأندلس
لا شك أنها أمست خبرًا، لكنّ الشواهد والأثر على الوجود الإسلامي المشرق في الأندلس لا يزال ماثلًا، إن كان أثرًا عمرانيًا، أو أثرًا علميًا معرفيًا، فالشواهد الحية خلّفتها عهودٌ من الحكم الإسلامي، وفيما يأتي ذكرٌ لها، ووقوفٌ سريعٌ عند مجملها[٤]:
- عهد الفتح: يبدأ العهد بهممٍ عاليةٍ، ونفوسٍ تربت على العز والجهاد، ولا ضير من مزيد من الذكر لقادته، موسى بن نصير وطارق بن زياد، يشكل هذا العهد ما جمله أربع سنوات ما بين 711-714 للميلاد.
- عهد الولاة: وهذا العهد استمرارٌ حتميٌّ لسابقه، وضروريٌ لترسيخ نتائجه، وإن كان يعتبر قصيرًا،قياسًا بعدد الولاة الذي بلغ العشرين واليًا، في فترةٍ تقدر ب41 عامًا بين الأعوام 714-755 م، وفي هذا مؤشرٌ لأعمال السيطرة وتثبيت الحكم، كما إنها فترة شهدت العديد من الثورات والنزاعات، والولاة في هذا العهد يرجعون إلى ارتباط مباشر أو عبر ولاية شمال المغرب مع الخلافة في دمشق.
- عهد الإمارة: يمتد هذا العهد منذ نزول قصر الحمراء فيبكي- أنها قالت له: " أجل، فلتبك كالنساء ملكًا لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال".[٥]
المراجع[+]
- ↑ راغب السرجاني (2011)، قصة الأندلس (الطبعة: الأولى)، القاهرة- مصر: مؤسة اقرأ، صفحة 3،4. بتصرّف.
- ↑ طه عبية، موجز تاريخ الاندلس من الفنح الإسلامي إلى سقوط غرناطة، صفحة 12،14،15. بتصرّف.
- ^ أ ب راغب السرجاني (2011)، قصة الأندلس (الطبعة: الأولى)، القاهرة- مصر: مؤسسة اقرأ، صفحة 5،6،7،8. بتصرّف.
- ^ أ ب علي الحجي (1981)، التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة (الطبعة: الثانية)، بيروت- لبنان/ دمشق- سوريا: دار القلم، صفحة 93،40. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني (2011)، قصة الأندلس (الطبعة: الأولى)، القاهرة- مصر: مؤسسة اقرأ، صفحة 688،689. بتصرّف.