نبذة عن عبد الوهاب رستم
الدولة الرستمية
الدولة الرُّسْتُميّة أحد فروع الخوارج، وتعتنق الفكر الإباضي، والخوارج فرقة من المسلمين خرجت على الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وصحبه بعد قصة التحكيم، ومن خروجهم عليه أخذوا اسم الخوارج، وهذه الفرقة أشد الفرق الإسلامية دفاعًا عن مذهبها، وأشدّها اندفاعًا، وحماسة لآرائها، والإباضية هي إحدى فرق الخوارج، وتنسب إلى عبد الله بن إباض التميمي، ويدعي أصحابها أنهم ليسوا خوارج، والدولة الرستمية هي دولة إباضية خارجية أسَّسها عبد الرحمن بن رستم من أصل فارسي، وكانت قاعدتها مدينة تاهرت بالمغرب الأوسط "الجزائر"، وقد كانت هناك علاقة طيبة بين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، واقتفى أثره اعتناء منه بشأن الإسلام والمسلمين، فجعل الإمامة شورى بين سبعة رجال ممن تفرّس فيهم الصلاح وما أحرزوه من القرب من كمال الاقتدار وهم: ولده العلامة الورع عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، العلامة مسعود الأندلسي، أبو قدامة يزيد بن فندين اليفرني، عمران بن مروان الأندلسي، أبو الموفق سعدوس بن عطية، وشكر بن صالح الكتامي، والعلامة مصعب بن سدمان، وكلهم أعلام في التقوى والصلاح.[٢]
وكانت خلافة عبد الرحمن بن رستم إحدى عشرة سنة، وكل من هؤلاء السبعة كان يرفض أن يكون الأمر له ثمّ استقر الأمر أن يبايعوا ابنه عبد الوهاب بالإمامة، وسيذكر تاليًا نبذة عن عبد الوهاب رستم.[٢]
نبذة عن عبد الوهاب رستم
هو إمام وحاكم عاصمة تيهرت ضمن دولة الرستميين -وهي بالمغرب الأوسط والجزائر حاليًا-، امتد حكمه بين سنتي 784 و832، بويع إثر وفاة والده بشهر ومعه ستة رجال من أصلح الرجالات المقربة من أبيه عبد الرحمن بن رستم، واستقر الأمر على توليه الإمامة، وهو من أعلم علماء الإباضية في وقته، وقد كان عالمًا متضلعًا في علوم الشريعة، وله فتاوى ورسائلُ جمعها في كتابه: "مسائل نفوسة".[٢]
واشتهر بقوة الشكيمة والدهاء السياسيّ والحزم والثروة الطائلة، وكان أول ما قام به من الأعمال السياسية، أن عمل على موادعة أمير القيروان روح بن حاتم وربط صلته به، فاطمأن الناس إلى ذلك، وتأكّدوا من رسوخ قدم الدولة الرستمية في المُلك.[٢]
وربما أكثر ما عرف في عهد عبد الوهاب رستم هو كثرة تصدّيه وإخماده لمحاولات الانقلاب، والثورات، فقد خرجت عن الطاعة جماعة أخرى من الإباضية والتفوا حول زعيمهم يزيد بن فندين، وقيل إنّ ابن فندين خرج على أفلح.[٢]
وقد خلف الإمام عبد الوهاب رستم في الإمامة ابنه أبو سعيد أفلح بن عبد الوهّاب بن عبد الرحمن بن رستم الإمام الثالث في الدولة الإباضية في تيهرت بويع له بالإمامة، وقد كان الإمام أفلح بن عبد الوهّاب فقيها، كما كان أديبًا له نثر ونظم، وممّا قال الإمام أفلح:[٣]
للّه عصبةُ أهلِ العِلمِ إنّ لَهم
- فضلًا على الناسِ غيّابًا وحُضّارا
العلمُ علمٌ، كفى بالعلمِ مَكرمةً
- والجهلُ جهلٌ، كفى بالجهلِ إدبارا!
للعلمِ فضلٌ على الأعمالِ قاطبةً
- عن النبيّ رُوينا فيه أخبارا
المراجع[+]
- ↑ "الدولة الرستمية "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح "عبد الرحمن بن رستم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "أفلح بن عبد الوهاب"، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-08-2019. بتصرّف.