تعريف قالب الهرم المقلوب
محتويات
مفهوم الخبر
يختلف مفهوم الخبر في الصحافة اختلافًا فارقًا عن معناه اللغويّ، حيث إنّ الخبر لغةً "يمثل الصدق والكذب لذاته"، فالخبر الصحفي أساسه الصدق في المحل الأول، وإن تخلت عنه هذه الصفة –الصدق- فإنه يخرج من كونه خبرًا ينقل واقعةً حدثت إلى مجرّد شائعةٍ قد يكون لها أثرها الكبير والمدمر على المجتمع[١]، فمفهوم الخبر يختلف من عصر إلى أخر، ومن نظام إلى نظام آخر، فالخبر الليبرالي يختلف في النظام الشمولي، فمثلًا تستخدم الفلسفة الليبرالية الخبر وعينها على القارئ، بينما تَستخدم الاشتراكيّة الخبر للدعاية الأيديولوجية والسياسية ما يفقد الخبر دقته وموضوعتيه، ولمعرفة كتابة الخبر سيتم الحديث عن تعريف قالب الهرم المقلوب أكثر قوالب الخبر استخدامًا.[٢]
تعريف قالب الهرم المقلوب
في بداية الحديث عن تعريف قالب الهرم المقلوب جديرٌ بالذّكر أنّه من أكثر قوالب تحرير الأخبار شيوعًا وأكثرها استخدامًا في جميع وسائل الإعلام المختلفة، ويناسب هذا الخبر الأخبار البسيطة التي تدور حول حدث معين أو تتضمن واقعة معينة وتعالج موضوعًا معينا فقط أو فكرة، كما يستخدم كثيرًا في الأخبار الساخنة والجادة، ويتميز هذا القالب بأنه يتيح للقارئ الحصول بأسرع وقت على المعلومة المهمة جدًا في الحدث، ولكن يَعيبه أن القارئ لن يكون ملزمًا لاستكمال قراءة الخبر طالما أنّه حصل على المعلومات المهمة في بداية الخبر.[٣]
واستكمالًا للحديث حول تعريف قالب الهرم المقلوب، فإنّ هذا القالب يتكون من مقدمة تتولى طرح النقطة المركزية في الخبر، ثم تأتي بعد ذلك فقرات الخبر من الأهم إلى الأقل أهمية، حيث تأتي المعلومات الأكثر أهمية بعد المقدمة مباشرة، بينما تأتي المعلومات الأقل أهمية في نهاية الخبر، ويمكن للمقدمة أن تكون أحيانًا جزءًا أصيلًا من الخبر، وفي هذه الحالة فإنها تتضمن أهم معلومات الخبر، وهذا القالب لا يضمّ خاتمة للخبر، إذ تكون نهاية الخبر في الفقرات الأخيرة التي تحتوي على المعلومات الأقل أهمية بالنسبة للمحرر.[٣]
وفي الحديث عن تعريف قالب الهرم المقلوب يجدر بالذكر أن هذا القالب تم اللجوء إليه ابتداءً من الحرب الأهلية الأمريكية، وذلك مع أو استخدام للتلغراف في نقل الأخبار، فخوفًا من انقطاع البث أو ضياعه، وعدم القدرة على نشر كامل التقرير، كان الحرص على تقديم المعلومات الأكثر أهمية أولًا، مع ضَخّ أكبر قَدْر ممكن من المعلومات في الفقرة الأولى، وتقديم باقي الحقائق والمعلومات وفق للترتيب التنازليّ لأهميتها.[٤]
قالب الهرم المقلوب في كتابة الخبر الصحفي
يتناسب قالب الهرم المقلوب مع الأخبار ذات الطبيعة المتطورة والساخنة، والذي يتم الحرص من خلاله على تقديم النتائج النهائية للحدث أولًا، وهذا هو سر بقائه حتى هذا اليوم، ومن أجل هذا تكون المعلومات الرئيسية والمهمة التي تختصر قول الخبر وتحل غموضه في البداية[٤]، وفي الحديث عن تعريف قالب الهرم المقلوب لا بد من ذكر مميزاته في عملية كتابة الخبر الصحفي، وأهمها:[٥]
- يساعد على اختصار أي أجزاء من تفاصيل الخبر بسهولة، خاصّة الأجزاء الأخيرة التي تعد الأقل أهمية في الخبر.
- سهولة في اختيار العناوين حيث يتم استنباطها من المقدمة، كونها تلخص أهم ما في الخبر.
- تساعد القراء المشغولين على الاكتفاء بقراءة مقدمة الخبر كونها تحتوي على المعلومات الأكثر أهمية في الخبر، كما وتساعد في قراءة أي فقرة إضافية من الخبر، خاصة الفقرات التي تهمه دون قراءة تفاصيل الخبر.
عيوب قالب الهرم المقلوب
في نهاية الحديث عن تعريف قالب الهرم المقلوب وبعد ذكر ومميزاته وحسناته، وعلى الرغم من أن هذا القالب يوفر الوقت والجهد ويشبع فضول القراء وينقل أهم المعلومات بيسر عبر الوسيلة بشكل واضح في الجمل الأولى للخبر، كما ويسهل للمحرر ترتيب الأحداث بسرعة واختيار المفردات الأساسية للموجز أو العنوان، إلّا أنّه يواجه بعض العيوب والقصور أهمّها:[٤]
- يجبر المحرر أن يعيد قص الخبر ثلاثَ مرات، في العنوان أو الموجز وفي المقدمة والمتن، وهذا يهدر المساحة أو الوقت.
- الهرم المقلوب ليس إلا فن زخرفي يجعل ذروة الخبر في البداية بدلًا من قربها من النهاية، ما يجعله مملًا كونه يقضي على أي شعور بالترقّب أو المفاجأة.
- يحدّ من ذهنيّة المحرر من التفكير والإبداع والبحث عن قوالب متطوّرة ومبتكَرة.
المراجع[+]
- ↑ مرعي مدكور (2002)، الصحافة الإخبارية (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الشروق، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ فاروق أبو زيد (1981)، الخبر الصحفي (الطبعة الأولى)، جدة: مكتبة العلم، صفحة 38. بتصرّف.
- ^ أ ب حسني نصر، سناء عبدالرحمن (2009)، التحرير الصحفي في عصر المعلومات الخبر الصحفي (الطبعة الثانية)، الإمارات: دار الكتاب الجامعي، صفحة 214. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عربي المصري (2005)، علوم الخبر وفنون تحريره (الطبعة الأولى)، سوريا: الأكاديمية الوطنية للعلاقات العامة والإعلام السورية، صفحة 85-88. بتصرّف.
- ↑ فاروق أبو زيد (1992)، فن الخبر الصحفي (الطبعة الثانية)، القاهرة: عالم الكتب، صفحة 324. بتصرّف.