سؤال وجواب

خصائص النمط الحجاجي


تعريف النمط الحجاجي

الأنماط الأدبيّة في اللغة العربية تتعدّد وتتنوّع، ومنها: النمط الوصفي، والنمط السردي، والنمط الإيعازي، والنمط الحجاجي أو ما يسميه البعض بالنمط البرهاني، وكل واحد من هذه الأنماط له خصائصه ومميزاته، وقبل البدء بالحديث عن خصائص النمط الحجاجي لا بد للقارئ أن يعرف حدود هذا النمط وتعريفه المتفق عليه، وفي تعريفه يُقال: هو الطريقة التي يعتمد فيها الكاتب على طرح فكرة ودعمها بالحجج والأدلة والبراهين المقنعة، وذلك كي يقنع المتلقي ويؤثر في طريقة تفكيره، وهو بناء على هذا التعريف قريب جدًّا من النمط التفسيري، إلا أنّ الفارق بينهما دقيق جدًّا وسيتضح في سطور هذا المقال.[١]

خصائص النمط الحجاجي

إنّ النمط الحجاجي أحد الأنماط الأدبية المستعملة بكثرة في النصوص الأدبية، وهو من الوسائل الفعالة جدًّا في التأثير في القارئ والعمل على تغيير قناعاته ورأيه في قضية ما، وإضافة إلى أنه يفتح مجالًا للنقاد المتمرسين بالنقد الأدبي أن يردوا على كل ما يرد في النص من حجج وأدلة بحجج أخرى تدحضها وتلغيها، وهذا يجعل النص الأدبي أكثر قوة ومتانة، ويزيد من مكانته وشهرته أيضًا، والنمط الحجاجي، أو البرهاني له خصائص عدة تميزه من غيره من الأنماط، ولعلّ أبرز خصائص النمط الحجاجي، وأكثرها وضوحًا في النصوص:[٢]

  • يكثُرُ استخدامه في النقاشات والمواضيع الجدلية التي تحتمل الأخذ والردّ، وذلك لكي يدافع كل طرف عن رأيه وموقفه من الموضوع المطروح، وأكثر ما يمكن أن يقنع الطرف الآخر هو النمط الحجاجي أو البرهاني.
  • في النمط الحجاجي الكثير من الأمثلة الواقعية التي ترتبط بحياة الناس وواقعه، وهذا يزيد من قدرة الكاتب أو المتكلم على إقناع من حوله بوجهة نظره.
  • يعتمد الكاتب الذي يستخدم النمط الحجاجي على العقل والمنطق والموضوعية في طرحه للحجج والبراهين، إضافة إلى استخدام الروابط المنطقية التي تساعد في تسلسل الأفكار وترتيب الحُجَج.
  • النص ذو النمط الحجاجي يتراوح بين أسلوبَيْ النفي والإثبات، وهما أسلوبان مهمان جدًّا لمثل هذه النصوص، فهما يساعدان الكاتب أن يثبت رأيه وفكرته وينفي ما يخالفها أو يقابلها من فكر معارض لها.

الفرق بين النمط الحجاجي والتفسيري

بعد أن توضّحت حدود النمط الحجاجي، وعُرضت أبرز خصائص النمط الحجاجي، من الممكن أن يقع القارئ في لبس واختلاطِ معلومات ما بين النمط التفسيري والنمط الحجاجي؛ إذ إنّ خصائص كل منهما متشابهة مع الآخر إلى حدٍّ كبير، ولذلك أوّل ما يمكن أن يفعله الباحث هو أن يرى الفرق اللغوي بين النمط التفسيري والنمط الحجاجي، وفي معاجم اللغة ذُكر أن كلمة تفسير تعني: فسَّر الأمرَ: وضّحه، شرحَه، أبانَه، وضعه في صورة أبسط.[٣]، أمّا كلمة الحجاجي أو البرهاني فقد ورد في قاموس المعاني في شرحها أنها تعني: احتجَّ عليه أي أقام الحُجَّةَ والبرهانَ، وعارضه مستنكرًا رافضًا فعله؛ مثل: احتجّ الطّلابُ على رفع مصاريف الدِّراسة.[٤]

من خلال ما سبق، يمكن وضع الحدود الفاصلة بين النمطَيْن؛ فالنمط التفسيري يقوم على مبدأ أساسي وهو طرح فكرة موجودة مسبقًا ومُتفَق عليها، وهذا النمط يقوم فقط بتوضيحها وتعليل وجودها، مثل الظواهر الطبيعية، أو الحقائق العلمية وما شابه من هذه الأمور العلمية والمسلّمات التي لا مجال فيها للجدال، ولذلك يكثر النمط التفسيري في المقالات العلمية، في حين أنّ النمط الحجاجي يقوم على معارضة رأي الآخر والرد عليه، وذلك يعني أنّ الفكرة المطروحة في النمط الحجاجي هي ليست من المُسلَّمات بل هي فكرة جدلية وقابلة أن تحتمل مجموعة من الآراء الشخصية المختلفة كل حسب وجهة نظره وطريقة تفكيره، وهو يستخدم كثيرًا في المقالات الأدبية والاجتماعية.[٢]

المراجع[+]

  1. "انماط النصوص و مؤشراتها"، forum.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أنماط النصوص"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
  3. "تعريف و معنى تفسير في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
  4. " تعريف و معنى احتجاج في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.