حكم التسمية باسم ولاء
معنى اسم ولاء
عندما يعقد الوالدان العزم على اختيار أحد الأسماء ليكون مرافقًا لابنهما على مدى الساعات والأيام يبحثان في بداية الأمر عن اسمٍ خفيف لطيفٍ يحتوي على معاني برَّاقةٍ جميلة، واسم ولاء هو واحدٌ من تلك الأسماء، وهو اسم علم مؤنث عربي حسب معجم معاني الأسماء، ومعنى ولاء هو المحبة والصداقة والتبعية والقرابة والنصرة والملك، وأيضًا يحمل معنى الطاعة والإخلاص، وفلانٌ والى بين الأمرين أي تابع بينهما، ووالى غنمه أي عزل بعضها عن بعضٍ وميزها، وهؤلاء الرجال جاؤوا ولاء أي متتابعين، وبعد أن ذُكر معنى اسم ولاء لا بدَّ من الإشارة إلى حكم التسمية باسم ولاء، وسيتم الحديث عن ذلك في الفقرات القادمة.[١]
حكم التسمية باسم ولاء
لا توجد ديانة على وجه هذه الأرض تراعي المسائل الشخصية كما يفعل الإسلام، فلا أحد يهتمّ بمسألة الأسماء وربما كان هذا الأمر غير مُراعى إلا في اللغة العربية التي أُنزل بها كتاب الله العظيم، فلا فرق في الأجنبية بين "جيمس" و"مايكل" لكن هناك فرق كبيرٌ في الإسلام بين "حسن و"حرب" كما بين علي بن أبي طالب عندما أقدم على تسمية ابنه باسم حرب وهو الرجل الشديد البأس صاحب القلب الحديدي الذي يدخل في أول الجيش ليخرج من آخره، أَحبَّ الحرب وخوضها فإذا بالنبي الرحيم صاحب القلب الرؤوم يغير اسم الطفل الصغير إلى الحسن، فياله من اسمٍ جمع أسباب الجمال، ومن هنا ومن عدة مواقف أخرى شرعت قضية الأسماء لتصنف ما بين أسماء محرمة وهي التي تحمل تعبيدًا لغير الله أو أسماء أصنام أو أسماء شياطين، ومكروهةٍ مثل تلك التي تحمل في داخلها معاني سيئةٍ تنفر منها القلوب والنفوس، أو ما يحمل منها معاني شهوانية ورخوة أو تلك التي لا معنى لها، ويستحب من الأسماء تلك التي تحمل تعبيدًا لله وعلى رأسها عبد الله وعبدالرحمن، ويتبين من هذا أن المعنى هو الفيصل في تحريم الأسماء وتحبيبها، واسم ولاء قد حمل من المعاني الحسنة الشيء الكثير، لهذا هو من الأسماء المباحة التي لا حرج فيها، ويستحب التسمي بأسماء النساء الصالحات وبنات الرسول ونسائه، وهكذا يكون قد توضح حكم التسمية باسم ولاء والله في ذلك أعلى وأعلم.[٢]
الأنثى في الإسلام
بعد الحديث عن حكم التسمية باسم ولاء تجدر الإشارة إلى موضوع مهمٍّ وهو تربية البنات وفضله، تلك الأنثى الرقيقة التي ما زال النبي يوصي بها في كل وقتٍ وآن، فيُسأل يومًا عن أحب الناس إليه فيقول عائشة، ببساطةٍ هو يجهر بحبه لامرأة على مرأى من الصحابة والرجال ويعلم أن كلامه سيبقى متناقلًا إلى يوم الدين، وعندما قيل له بل من الرجال فقال أبوها، نسب حب أعظم الرجال وهو أبو بكر إليها، فكان أحب أهل الأرض إلى قلب النبي أنثى، وها هنَّ يكنّ شقائق للرجال فالخنساء تخوض المعارك مع النبي وهي تضمد الجرحى وترعاهم فكانت هذه المهمة لامرأة، وقد ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- "أنَّ الرِّجالَ استأذَنوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ضربِ النِّساءِ فأذِن لهم فضرَبوهنَّ فبات فسمِع صوتًا عاليًا فقال: ما هذا؟ قالوا: أذِنْتَ للرِّجالِ في ضربِ النِّساءِ فضرَبوهنَّ فنهاهم وقال: خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا مِن خيرِكم لأهلي"[٣] فلم يكن الضرب في الإسلام مشرعًا للناس أبدًا إلا من باب التأديب بالسواك وذلك ليس لغرض الإيذاء وإنما لأن الأنثى مخلوقٌ رقيقٌ تؤذيه الإشارة، فلو ربى الرجل قبيلةً من الذكور لم يكونوا له حجابًا من النار يوم القيامة، أما لو كان له فتاتان اثنتان يقول فيه النبي -عليه الصلاة والسلام-: "مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ."[٤] وقوام الرجل على المرأة قوام تكليفٍ وليس قوام تشريف، فالنساء هنَّ شقائق الرجل فهي تكون نصف المجتمع في ذاتها وتنجب وتربي النصف الآخر، فتبارك من أنصف النساء بعد أن ظلمتهم الجاهلية وعاداتها وهكذا يكون قد توضح حكم التسمية باسم ولاء وفضل الأنثى في الإسلام.[٥]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى ولاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأسماء المكروهة والممنوعة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4186 ، أخرجه في صحيحه .
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 2631، صحيح .
- ↑ "فضل البنات وتربيتهن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-08-2019. بتصرّف.