دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والس
محتويات
مفهوم الدعاء
إن دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة يتطلب معرفة معنى الدعاء أولًا، فالدعاء هو مخ العبادة، لأن الإنسان في دعائه يتذلل ويخضع لخالقه منتهى التذلل والخضوع، والمسلم يخجل من التذلل والطلب من غيره من البشر، إلا إنه لا يألو جهدًا في التذلل لخالقه سبحانه وتعالى، لعلمه أنه الواحد الأحد المتصرف في جميع شؤون الخلق، فيقبل على الله بلا خجل منه فيطلب من حاجات الدنيا والآخرة ما يخطر بباله وما يجول في ذهنه، وحينما يصل المسلم لهذه الحالة، وهي حالة الضعف أمام القوي وقلة الحيلة أمام الجبار، يكون قد ارتقى إلى مقام العبودية السامي، فكلما تذلل لله سبحانه وتعالى كان ذلك أدعى للاستجابة لدعائه، ولكن قبل ذلك لا بد أن يعرف المسلم دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة.
مفهوم الحاجة والضرورة
قبل الولوج لموضوع دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة لا بد من بيان معنى الحاجة والضرورة إذ يخلط الناس في العادة بين الحاجة والضرورة، مع أن هناك فرق جوهري بينهما، ويظهر هذا الفرق بضرب الأمثلة، فمن أصابه أمر يؤثر على حياته بالموت أو على عضو من أعضاء جسده بالقطع أو التعطيل، ففي هذه الحالة يكون دفع ذلك الأمر المؤثر من الضرورات، فمن أصابه العطش الشديد المؤدي للموت يكون ري العطش ولو بالمحرمات من الضرورات، أما الحاجة فهي التي تؤدي إلى صعوبة حياة الناس وإرهاقها ولكن لا تصل إلى حد الموت أو تعطيل أعضاء جسم الإنسان، كمن كان معه ماء قليل لا يكفي إلا للشرب، فيجوز له أن يصلي بالتيمم ويترك الوضوء، وذلك لحاجته للماء للشرب.
دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة
علم الشارع الحكيم أن المسلم قد تمر به أزمات تخرجه عن طاقة صبره، فيحتاج للجوء إلى من يسانده في أزمته تلك، فنهت الشريعة الغراء عن اللجوء إلى الطرق المحرمة في الخروج من الضيق، كاللجوء إلى العراف، وبينت الطريق الصحيح للخروج من الأزمات ومن تلك الطرق المشروعة العديدة اللجوء إلى الله بالدعاء، وبينت الشريعة للمسلمين جملة من الأدعية، وبينت للمسلم ما هو دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة، ومنها ما يأتي:[١]
- من دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كنت جالسًا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".[٢]
- ومن دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة ما روي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن لوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله -عز وجل-، وليصل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".[٣]
الأوقات التي يستغلها المسلم لاستجابة دعائه
لا بد أن يعلم المسلم أن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاءه، ولكن قد يؤخر الله إجابة الدعاء ليوم القيامة، أو أن يعجله في الدنيا بصرف سوء عنه أو تخفيف أثر مصيبة، وهذا يؤكد أن أمر المسلم كله خير، كما أخبر العباد بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-: "عجبت للمؤمن إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، وإذا أصابه خير حمد الله وشكر"[٤]، وهذا يعني أن المسلم لا يجزع من المصيبة ولا يجزع من تأخر إجابة دعائه، ولكن يصبر ويتحرى أوقات وأماكن إجابة الدعاء، ومنها ما يأتي:[٥]
- دعاء المسلم لأخيه المسلم المحتاج بظهر الغيب، فيمكن لصاحب الحاجة أن يطلب من اخيه المسلم الدعاء، ويعتبر ذلك من دعاء الحاجة المستجاب في الأثر والسنة.
- دعوة المظلوم صاحب الحاجة لا ترد عند الله سبحانه وتعالى، والمظلوم صاحب حاجة بلا شك.
- دعوة الوالد لولده وكذلك دعوة الوالد على والده.
- دعاء الصائم وخصوصًا إذا كان صاحب حاجة، إذ يتوجه لله سبحانه وتعالى بحاجته وهو صائم ليستجيب الله له.
- دعوة الله سبحانه وتعالى بالدعاء المأثور لأصحاب الضرورات والحاجات.
- ويمكن لصاحب الحاجة أن يدعو الله في الثلث الأخير من الليل وأثناء سجوده.
- يمكن لصاحب الحاجة أن يستغل وقت ما قبل غروب شمس يوم الجمعة وبين الأذان والإقامة، فهي أوقات حرية بالإجابة.
المراجع[+]
- ↑ "أدعية قضاء الحوائج"، "www.islamweb.net"، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 12611، حديث صحيح.
- ↑ رواه الضياء المقدسي، في السنن والأحكام، عن عبد الله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم: 2/296 ، ضعيف، يؤخذ به في فضائل الأعمال.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 5372، حديث صحيح.
- ↑ "أوقات وأماكن استجابة الدعاء"، "www.alukah.net"، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.