سؤال وجواب

آيات عن الكرم


الكرم في الإسلام

الكرم هو خلقٌ ومكرمةٌ عظيمةٌ من مكارم الأخلاق، وهو جميل الأخلاق التي تحلّت بها الأنبياء والرّسل، والكرم هو المسارعة إلى المعروف قبل السّؤال وإطعام الطعام على حبّه المساكين والفقراء والضيوف والرّأفة بالسّائل مع بذل النّائل، ولقد رفعت الشريعة الإسلاميّة من منزلة الكرم وقدره بين مكارم الأخلاق، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: مَن أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ"،[١] فالكرم من كمال الإيمان وحسن الإسلام، وهو دليل حسن الظنّ بالله تعالى، وقد رزق الله -سبحانه وتعالى- الكريم محبّته ومحبّة النّاس له، والمقال يسلّط الضوء على ما ورد في القرآن الكريم في الآيات عن الكرم.

آيات عن الكرم

حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في شريعته الإسلاميّة على التخلّق بصفة الكرم، لما لها من أجرٍ عظيمٍ عند الله -سبحانه وتعالى-، وقد روي في الحديث الصحيح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ قَالَ: وما جَائِزَتُهُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَوْمٌ ولَيْلَةٌ، والضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ، فَما كانَ ورَاءَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ"،[٢] فالكرم يزير البركة في الرزق والعمر، وفي القرآن الكريم آيات عن الكرم في مواطن مختلفة وصور عديدة لهذا الخلق العظيم، وفيما يأتي بعض الآيات عن الكرم:

  • الكرم صفة من صفات الله تعالى: إنّ الله حييٌّ كريم، ومن مظاهر كرمه أن جعل الحسنة بعشر أمثالها ويضاعف لمن يشاء وجعل السيئة بواحدة، قال تعالى في سورة الأنعام: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}،[٣] ومن التأملات في كرم الله -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة، قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ}،[٤] وفي سورة الانفطار قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}،[٥] وقال تعلى في سورة الفجر: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}.[٦]
  • الكرم في النفس وبذلها في سبيل الحق: وهو من أسمى صور الكرم والجود، وأعلى مجالات الكرم أن يجود المرء بنفسه في سبيل الله، قال تعالى في سورة التوبة: {إنّ اللّه اشْتَرَى مِنَ المؤمِنين أنفُسَهُم وأمْوَالَهُم بأَنّ لَهُمُ الجَنّةَ يُقَاتِلُون في سَبيل اللهِ فَيَقْتُلُون وَيُقْتَلُون وَعْداً عَلَيْه حَقّاً في التّوراة والإنجِيل وَالقُرآن وَمَن أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الّذى بَايَعْتُم بِه وَذَلكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٧]
  • الكرم ببذل المال: قال تعالى في سورة سبأ: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}،[٨] أيّ ما أنفقتم في رضا الله -عز وجل- فهز يخلفه في الدنيا بالمال أو بالقناعة وفي الآخرة بالجزاء المضاعف، وقال تعالى في سورة البقرة: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.[٩]
  • إكرام الضيف وإطعام الطعام: الآيات عن الكرم في القرآن الكريم تكاد لا تنتهي، وفي إكرام الضيف قال تعالى في سورة الذاريات: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ}،[١٠] وفي سورة الإنسان عن إطعام الطعام، قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}.[١١]

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3383، [صحيح].
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو شريح العدوي الخزاعي الكعبي، الصفحة أو الرقم: 6019، صحيح.
  3. سورة الأنعام، آية: 160.
  4. سورة البقرة ، آية: 261.
  5. سورة الانفطار، آية: 06.
  6. سورة الفجر، آية: 15.
  7. سورة التوبة، آية: 111.
  8. سورة سبأ، آية: 39.
  9. سورة البقرة، آية: 273-274.
  10. سورة الذاريات، آية: 24-27.
  11. سورة الإنسان، آية: 08-12.