سؤال وجواب

آيات لجلب الرزق


الرزق في الإسلام

الرزق هو ما يقسمه الله -سبحانه وتعالى- للعبد عند خلقه من المال والطعام والشراب والعافية وغيرها من صور الرزق الكثيرة، ومن باب الأخذ بالأسباب حثّ الإسلام على العمل والسعي في طلب الرزق، قال تعالى في سورة الملك: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}،[١] وعلى الإنسان المؤمن الاعتدال في ذلك السعي، وأن لا يلهيه طلب الرزق عن العبادة وأداء الطاعات لله، قال تعالى في سورة الذاريات: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}،[٢] ويدور المقال حول ما جاء به القرآن الكريم من آيات لجلب الرزق إذا افتقر له الإنسان المسلم.

آيات لجلب الرزق

قد يقع المسلم في ضيقٍ ماديّ أو صحيّ يختنق به على الرغم من العمل الشاقّ والوقت الطويل الذي يبذله المرء في سبيل ذلك، وقد يجول في خاطره أن يتساءل عن سبب هذا الشحّ الذي قد أصابه، وعن السبيل للخروج منه، ولكون القرآن الكريم هو المصدر التشريعيّ الأول في حياة المسلم فإنّه أولّ ما يخطر له البحث عن آيات لجلب الرزق، هذا وقد استعاذ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الفقر في الحديث الصحيح عن أبي هريرة أنّه قال: "اللهم إنِّي أعوذُ بك من الفقرِ والقلَّةِ والذَّلةِ، وأعوذُ بك من أنْ أظَلِمَ أو أُظلَمُ"،[٣] وفيما يأتي بعض الآيات لجلب الرزق كما وردت في القرآن الكريم:

  • في سورة الأعراف: في بيان أنّ الإيمان بالله ورسله سبيلٌ لماء السماء ونبات الأرض وسعة الزرق، والجحود بما أنزل الله سبيلٌ للهلاك، قال تعالى في سورة الأعراف: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ 98 أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.[٤]
  • الإكثار من الاستغفار سبيل للرزق الوفير: الاستغفار كما بيّن الكتاب وأتبعته السنّة سببًا رئيسًا في سعة الرزق والأمطار والأموال والأولاد، قال تعالى في سورة هود: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}،[٥] وفي سورة نوح قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.[٦]
  • الأرزاق بيد الله: مما لا شكّ فيه أنّ الرزق مقسوم، وأنّ الأمر كلّه بيد الله هو يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، وهذا ما أكدّت عليه الآية الكريمة من سورة الإسراء في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}،[٧] وفي سورة سبأ قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}،[٨] وقد حثّ الله -سبحانه وتعالى في هذه الآية على الإنفاق في سبيل الله، وتوعّد لمن ينفق في سبيله بالخير الكثير من فيض بركاته التي وسعت كلّ شيء.
  • تقوى الله من أهمّ أسباب الرزق: من يتقِّ الله ويلتزم طاعته وما أمر به ويبتعد عن نواهيه ينال سعة الرزق والسعادة في الدّنيا والآخرة، قال تعالى في سورة الطلاق: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.[٩]

المراجع[+]

  1. سورة الملك، آية: 15.
  2. سورة الذاريات، آية: 56-57.
  3. رواه السيوطي، في الجامع الصغير ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1540، صحيح.
  4. سورة الأعراف، آية: 96-99.
  5. سورة هود، آية: 52.
  6. سورة نوح، آية: 10-12.
  7. سورة الإسراء، آية: 30.
  8. سورة سبأ، آية: 39.
  9. سورة الطلاق، آية: 02-03.