حكم التسمية باسم سجاد
معنى اسم سجاد
منذ مجيء الإسلام والنّاس دأبَت على تسمية أبنائها بأسماء لها صفات ومعانٍ مرتبطة بالدّين، وربّما يعود ذلك إلى إصرار المسلمين الذين يسمّون أبناءهم بتلك الأسماء على التّمسّك بهويّتهم الإسلاميّة التي قد دفع أسلافهم كثيرًا من دمائهم ليستمرّ هذا الدّين وينتشر ويشتدّ عوده ويصبح دينًا عالميًّا بجهادهم ودمائهم بعد عون اللّٰه وتسديده وتوفيقه ورعايته، ومن تلك الأسماء اسم سجّاد، وهو مبالغة اسم فاعل من الاسم ساجد، ومعنى اسم ساجد المنحني والخاضع، أو هو الذي وضع جبهته بالأرض متعبِّدًا للّٰه سبحانه، وهو: المصلي والعابد،[١] وسجّاد هو الكثير السّجود، وسيقف هذا المقال مع حكم التسمية باسم سجاد.[٢]
حكم التسمية باسم سجاد
لمعرفة حكم التسمية باسم سجاد ينبغي الوقوف على موانع تسمية الأسماء في الإسلام؛ إذ الأصل في الأسماء -وفي الأشياء عمومًا- هو الإباحة، ولكنّ جماعة من علماء المسلمين قد كرهوا أن يتسمّى المولود باسم فيه تزكية لنفسه عملًا بقوله تعالى في أبو هريرة -رضي اللّٰه عنه- في صحيح الإمام البخاري: "أنّ زينب كان اسمها بَرَّة، فقيل: تُزكِّي نفسها، فسماها رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- زينب"،[٤] وكذلك ما رواه الصّحابيّ هانئ بن يزيد أبو شُرَيح أنّه لمّا وفد إلى رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحَكَم، فدعاه رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن الله هو الحَكَم، وإليه الحُكْم، فلِمَ تُكنّى أبا الحكم"؟ فقال: إنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحسن هذا، فما لك من الولَد"؟ قال: لي شُرَيح، ومُسلم، وعبد الله، قال: "فمن أكبرهم"؟ قلتُ: شريح، قال: "فأنت أبو شريح"،[٥] واسمُ سجّاد هو اسمُ مبالغةٍ من اسم الفاعل ساجد، ويعني كثير السّجود، وهذا الاسم فيه تزكيةٌ واضحةٌ للنّفس، والأحوط للمسلم أن ينتقي لابنه اسمًا بعيدًا عمّا قد يخالف العقيدة الإسلاميّة، ويجعل المرء يقع في حَيْصَ بَيْص من أمره، وروى الإمام مسلم في صحيحه: "فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ"،[٦] واللّٰه أعلم.[٧]
حكم تسمية الجدة للمولود
بعد الوقوف على حكم التسمية باسم سجاد ينبغي الوقوف عند أمر يقع في كثير من أُسَر المسلمين، وهو أنّه إذا جاء إلى الأُسرة مولودٌ جديدٌ فإنّ والدة الأب تسعى لتسميته باسمٍ تُحبُّه هي وتريده، والأب والأمّ يُريدان اسمًا آخر، هُنا يُنظر إلى الاسم الذي تُريدُهُ والدة الأب، فإذا كان يتماشى مع ضوابط الشّريعة الإسلاميّة فيُقدَّم حقّ الأمّ وطاعتها على رغبة الأب؛ فطاعة الوالدين مُقدّمَةٌ على رغبات المرء، وأمّا إذا كان في الاسم محذور شرعيٌّ، فلا طاعة لها هنا؛ لقوله -عليه الصّلاة والسّلام- كما في صحيح الإمام البخاري: "لا طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ، إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ"،[٨] وكذلك إذا كان الاسم لا يناسب المولود، أو قد يُسبّب حرجًا له في بعض المجتمعات، واللّٰه أعلم.[٩]المراجع[+]
- ↑ "معنى اسم ساجد في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "معنى اسم سجاد في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النجم، آية: 32.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5839، صحيح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن هانئ بن يزيد بن نهيك أبي شريح، الصفحة أو الرقم: 4955، سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح..
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1599، صحيح.
- ↑ "الأسماء المحرمة والمكروهة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 7257، صحيح.
- ↑ "طاعة الأم في تسميتها المولود"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.