حكم التسمية باسم سهاد
![](https://i.muhtwaask.com/news/3389.jpg)
معنى اسم سهاد
السُّهْدُ لغةً نقيضُ الرُّقاد، وهو الأرق، ومنه السُّهُدُ وهو القليلُ من النّوم، وسَهِدَ الرّجُلُ إذا لم يَنَم، ورجلٌ سُهُدٌ يعني قليل النّوم، وكذلك يقولون عينٌ سُهُدٌ، ويقولون عن الرّجل الحذر المُتيقّظ إنّه رجلٌ ذو سَهْدَةٍ، وسَهِدَ الرّجل يسهدُ سَهدًا وسُهْدًا وسُهادًا، والسُّهادُ مثل السُّهْد، وهو الأرق، ويكثر بين الفتيات اسم سُهاد، وربّما كان مردُّ ذلك إلى الأغاني العاطفيّة التي تتحدّث عن ليالي السُّهاد التي يقضيها العاشق البعيد عن محبوبته، وسيتحدّث هذا المقال عن حكم التسمية باسم سهاد.[١]
حكم التسمية باسم سهاد
لمعرفة حكم التسمية باسم سهاد يجب الوقوف على ضوابط الشريعة الإسلاميّة في تسمية الأبناء، ومن تلك الضّوابط ضابطٌ يقول إنّه يُكره التّسمّي بما قد يُنفر من معناه، وذلك إمّا لأنّ الاسم ذو معنًى قبيح، وإمّا لما يحمله من معنًى مثير للسّخرية، ولعلّ من يقف على معنى اسم سُهاد سيجد أنّ الاسم يحمل معنًى غير مستحبّ وهو الأرق، والأرق كان إذا أصاب مسلمًا فإنّه يدعو بدعاء ليُذهبه، فقد ثبت أنّ أبا سليمان خالد بن الوليد قد شكا إلى رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- أرقًا ألمّ به، فقد روى البيهقيّ في كتاب الدّعوات الكبير من طريق عبد الرحمن بن سابط أنّه قال: أصابَ خالِدَ بنَ الوليدِ أرَقٌ فقالَ لهُ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: "ألا أعلِّمُكَ كلِماتٍ إذا أنت قلتَهنَّ نِمتَ؟ قُلِ اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ السبع وما أظلَّت، وربَّ الأرضينَ وما أقلَّت، وربَّ الشَّياطينِ وما أضلَّت، كن جاري مِن بينِ خلقِكَ كلِّهم جَميعًا أن يفرُطَ عليَّ أحدٌ مِنهُم أو أن يَبغي، عزَّ جارُك ولا إلهَ غيرُك"، فالواضحُ أنّ الأرق يستعيذ منه الإنسان، فكيف يسمّي ابنته به! فالخلاصة أنّه يستحبّ للإنسان أن يبحث عن اسم آخر لابنته لما يحمله الاسم من معنًى غير مستحبّ، واللّٰه أعلم.[٢]
تغيير الرسول للأسماء
بعد معرفة حكم التسمية باسم سهاد يمكن الوقوف مع هدي رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- في تغييره للأسماء التي رآها قبيحة أو لا تتناسب مع الدّين الجديد الذي اتّبعه العرب، ومن ذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عبّاس -رضي اللّٰه عنهما-: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسولُ اللّٰه -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقالَ: خَرَجَ مِن عِنْدَ بَرَّةَ،[٣] وفي سنن أبي داود: أن رجلًا يقال له أصرم كان في النفر الذين أتوا رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما اسمك"؟ قال: أنا أصرم، قال: "بل أنت زرعة"،[٤] وروى هانئ بن يزيد أبو شريح في سنن أبي داود أنّه لمّا وفد إلى رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "إنّ الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم، فلم تُكنّى أبا الحكم"؟ فقال: إنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحسن هذا، فما لك من الولد"؟ قال: لي شريح ومسلم وعبد الله، قال: "فمن أكبرهم"؟ قلتُ: شريح، قال: "فأنت أبو شريح"،[٥] وهكذا يظهر أنّ رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- قد غيّر كلّ ما لا ينسجم مع العقيدة الإسلاميّة، وكلّ ما يراه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- لا يليق بالمسلم أن يكون له اسمًا، واللّٰه أعلم.[٦]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى سهاد في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 2140، صحيح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أسامة بن أخدري، الصفحة أو الرقم: 4954، سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن هانئ بن يزيد بن نهيك أبي شريح، الصفحة أو الرقم: 4955، سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ "كتاب: الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.