سؤال وجواب

حكم التسمية باسم سديم


معنى اسم سديم

لكلِّ شيءٍ علاماته وأثره في هذه الحياة، فالورد يستدل عليه بعطره والشمس بنورها والقمر بضيائه، والنجوم بالتهابها والأسماء بمعانيها، فطريق معرفة المعاني بات في هذه الأيام معبد لا شائك فيه، ومن بين الأسماء سيذكر معنى وحكم التسمية باسم سديم، وهو اسم علم مؤنث عربي حسب معجم معاني الأسماء، والسَّديم هو التعب وهو السدر، والسَّديم هو الماء المندفق أو الضباب الرقيق، وهو تكاثف نجوم بعيدة حتى تظهر وكأنها سحابة خفيفة، أو بقعة ضعيفة من النور، والسَّدم من الفحول هو الهائج، وبعد تفصيل اسم سديم لا بدَّ من الحديث عن حكم التسمية باسم سديم.[١]

حكم التسمية باسم سديم

الأسماء هي من أهم النعم وأعظمها التي امتنَّ بها الله الحكيم على عباده فلم يكونوا مغمورين في هذه الحياة، بل شرف العبد بأن يكون له اسمٌ يعرف به بين جميع أهل الأرض، ومن الشرف الذي زاد به يحيى بن زكريا -عليهما السلام- أنه -جلَّ في علاه- هو من سمَّاه فلو لم يكن الاسم تشريفًا للعبد لما أنزل الله ليحيى اسمه من فوق سبع سموات، ومن التشريف الأكبر للعبد المؤمن أنه لم يجعل جميع الأسماء مباحة له، لأن المؤمن يكون صاحب شأن عالٍ وصاحب الشأن لا ينتقي أي شيء يكون أمامه، فهو يتخير ما يريد ولا يأخذه إلا إن طابق المواصفات العظيمة التي شرعها الله عن طريق نبيه من فوق سبع سموات، فهذا الكون ملكٌ لله ولا يصح أن يكون المرء في ملك غيره وهو يعصيه، فلو وجد أرضًا ليست لله فليعصه فيها ما شاء، والأسماء هي إحدى القضايا التي كان له شروطٌ كثيرةٌ مثل تحريم بعضها وكراهة بعضها الآخر والتحبيب بما بقي منها، ومن أحب الأسماء إلى الله هما اسما عبد الله وعبد الرحمن، ومن ثم أسماء الصالحين من الصحابة أمثال عمرو ومعاذ وسعد أو من النساء المجاهدات أمثال خديجة وعائشة وحفصة أو التابعيات أو غيرهم ممن اشتهروا بالصلاح، ومن أهم ما يجعل الاسم محرمًا هو معناه إن كان يحوي ميوعةً أو رخاوةً أو شهوانية أو غير ذلك، وعلى هذا فإن اسم سديم من الأسماء المباحة التي لا حرج فيها لأن معانيه جميلةٌ خفيفةٌ لا ضير فيها، وهكذا يكون قد توضح حكم التسمية باسم سديم والله أعلى وأعلم.[٢]

الإسلام والفطرة

بعد الحديث عن حكم التسمية باسم سديم سيتم الحديث عن أمر عظيمٍ جدًّا وهو الفطرة الإنسانية، الفطرة تلك الصفحة البيضاء التي يولد أي طفل وهو يحملها حتى يبدأ الوالدان بنقش ما قد ورثاه عن والديهما وهكذا تكون الأمور، وذلك مما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: " ما مِن مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشَرِّكَانِهِ فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لو مَاتَ قَبْلَ ذلكَ؟ قالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما كَانُوا عَامِلِينَ. وفي حَديثِ ابْنِ نُمَيْرٍ: ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَهو علَى المِلَّةِ. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي مُعَاوِيَةَ: إِلَّا علَى هذِه المِلَّةِ، حتَّى يُبَيِّنَ عنْه لِسَانُهُ. وفي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ، عن أَبِي مُعَاوِيَةَ: ليسَ مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا علَى هذِه الفِطْرَةِ، حتَّى يُعَبِّرَ عنْه لِسَانُهُ."[٣] ولا تكمن المشكلة في المفاهيم التي يدخلها الوالدان على طفلهما فحسب بل تتركز فيما إذا تركاه وتولى هذه المهمة رفاق السوء فإن الطفل يكون كالماء الرائق الذي يمتص أي شيء ويتعكر فيه، يقول ابن القيم في هذا: وأكثر الأولاد إنما جاء فـسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسـننه، فـأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا، كما عاتب بعضهم ولده على الـعـقـوق فـقـال: يا أبتِ إنك عققتني صغيرًا، فعققتك كبيرًا، وأضعتنى وليدًا فأضعتك شيخًا.[٤]

فمهمة الأسرة الحسنة والأولاد الطيبين تقع على عاتق الوالدين وخاصة الأم في ذلك إذ إنها المدرسة الأولى وصاحبة هذه المؤسسة العظيمة، وتخطئ المرأة التي تهزأ بالأم التي تتفرغ فقط لتربية الأولاد وكأنها غافلة عن أن صاحب الأرض لا يترك ثمره ينضج وحيدًا ليقتات منه الذباب وما خَبُث من المخلوقات، فكيف وبأن هذه الثمرة تكون هذا الولد الذي ربما يكون قائدًا أو فاتحًا أو داعيًا للدين القويم، كيف بها تتركه بين أيدي الغاشمين ليربوه كما يريدون وعندما تتقادم الأيام تقف لتقول ما هكذا ربيتك، أو حقًا كان لها يدٌ في تربيته أم أن الحياة غافلتها فأخذت عنها ذلك الدور العظيم، وفي هذا يكون قد توضح حكم التسمية اسم سديم وبعض الأمور التربوية في المواليد والله أعلم.[٤]

المراجع[+]

  1. "تعريف و معنى سديم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-08-2019. بتصرّف.
  2. "حكم التسمية بـ (سديم)"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-08-2019. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2658 ، [صحيح].
  4. ^ أ ب "أطفالنا في رحاب الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-08-2019. بتصرّف.