سؤال وجواب

حكم التسمية باسم فادي


معنى اسم فادي

كثيرةٌ هي الأسماء التي كانت منتشرةً منذ القِدم ولا زالت متداولةً بين الناس وذلك لجمال نطقها ومعانيها ومن بينها اسم فادي، فاسم فادي من الأسماء الجميلة التي تنتشر في المجتمع العربي بكثرة، وقد جاء في قاموس معاني الأسماء أنّ اسم فادي هو اسم علمٍ مذكّر من أصولٍ عربية، وهو بمعنى الشخص المنقذ الذي يخلّص الأسرى أو من تعسرت أموره بماله أو بأثمن ما يملك كما يقال لمن يفدي وطنه بنفسه الفادي أو الفدائي كما أنّه يعني العطاء والإيثار، وهو اسمٌ يُطلقه النصارى على المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- لاعتقادهم بأنّه فدى البشرية بدمه الكريم، لذا قد يتساءل البعض عن حكم التسمية باسم فادي والذي سيجيب عنه هذا المقال.[١]

حكم التسمية باسم فادي

ينطلق التساؤل عن حكم التسمية باسم فادي من مبدأ أنّ هذا الاسم من الأسماء المنتشرة عند المسيحيين، وللإجابة على هذا التساؤل لا بدّ من ذكر بعض الأحكام الخاصة بتسمية المولود بأسماء منتشرةٍ عند غير المسلمين، وقد ذكر ابن القيّم -رحمه الله- في حديثه عن الأحكام الخاصة بأهل الذمّة -غير المسلمين- بعض أحكام التسمية فقال: "الأسماء ثلاثة أقسام: الأول قسم يختص المسلمين "كمحمد وأحمد وأبي بكر وعمر وعثمان" فهذا النوع لا يمكّنون من التسمي به، فصيانة هذه الأسماء عن أخابث خلق الله أمر جسيم، والثاني قسمٌ يختص الكفّار "كجرجس وبطرس" فلا يمنعون منه، ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك لما فيه من المشابهة فيما يختصون به، والثالث قسم مشترك "كيحيى وعيسى وعطية وسلام ونحوها" فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون".[٢]

لذا يتبيّن حكم التسمية باسم فادي بأنّه من الأسماء المباحة في الإسلام حيث إنّ اسم فادي يُعدّ من الأسماء المشتركة بين المسلمين وأهل الذّمة، كما أنّ الاسم يخلو من المحاذير الشرعية الأخرى، فمعنى الاسم لا يوجد فيه ما يستدعي تحريمه، ففيه من المعاني ما يوحي بالخير وحب التضحية والإيثار والكرم، ولا يوجد في معناه ما يجعله من الأسماء والمحرمة أو المكروهة لذا يتّضح أن لا حرج من التسمية باسم فادي، والله تعالى أعلم.[٣]

حكم قتل النفس فداء الوطن

انتشرت بين المقاتلين دفاعًا عن أوطانهم وأهلهم العمليات الفدائية أو ما يُعرف بالعمليات الاستشهادية والتي تكون بتلغيم النفس والتواجد في أماكن يتجمّع فيها العدوّ وتفجير النفس فيهلك الفدائي ويقتل معه مجموعةً من أعداء الإسلام والأمّة بأكملها، ولكنّ أهل العلم قالوا بأنّ هذا النوع من العمليات يُعدّ قتلًا للنفس وانتحارًا وهو محرّمٌ قولًا واحدًا، وقد نهى عنه الله -سبحانه وتعالى- بقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}،[٤]فتفجير النفس مصيره الحتميّ الموت ولا فرصة للنجاة فيه ولو كانت ضئيلةً فهو ليس قتالًا بل هو تهلكة للنفس، وقد افتى كبار العلماء المعاصرين بأنّ هذه العمليات حرامٌ ومن كبائر الذنوب والعياذ بالله.[٥]

وعند سؤال الشيخ ابن عثيمين عن حكم قتل النفس فداء الوطن قال: "نرى أن العمليات الانتحارية التي يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرامٌ، بل هي من كبائر الذنوب؛ لأن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بشيءٍ في الدُّنْيا عُذِّبَ به يَومَ القِيامَةِ"،[٦]ولم يستثنِ شيئًا بل هو عامٌّ، ولأنَّ الجهاد في سبيل الله المقصودُ به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتَحر يُدمِّر نفسه ويُفقِد بانتحاره عضوًا من أعضاء المسلمين، ثمَّ إنَّه يتضمن ضررًا على الآخرين، لأنَّ العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أمّةً إن أمكن، كما هو الواقع الآن بالنسبة للفلسطينيين مع اليهود"، والله تعالى أعلم.[٥]

المراجع[+]

  1. "معنى إسم فادي في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.
  2. "التسمية بأسماء أهل الكفر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.
  3. "خطورة التسمي بالأسماء الأعجمية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية: 29.
  5. ^ أ ب "حكم تفجير الإنسان نفسه"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-08-2019. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن ثابت بن الضحاك ، الصفحة أو الرقم: 6047، صحيح.