سؤال وجواب

تفسير اسم صباح في المنام


معنى اسم صباح

قال ابن منظور مؤلف كتاب لسان العرب المعجم المعروف في معنى اسم صباح أنّه يعود إلى الجذر صبح، والصُّبح هو أوّل النّهار، والصّباح نقيض المساء، والجمع أصباح، والصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ كلّها بمعنى واحد، وقد قال تعالى في الإسلام، يقول الإمام ابن خلدون في كتابه المقدّمة: هذا العلم من العلوم الشرعية، وهو حادث في الملَّة عندما صارتِ العلوم صنائعَ، وكتب الناس فيها، وأما الرؤيا والتعبير لها فقد كان موجودًا في السلف، كما هو في الخلف، وربما كان في الملوك والأمم من قبلُ، إلّا أنه لم يَصِل إلينا للاكتفاء فيه بكلام المعبِّرين من أهل الإسلام، وإلّا فالرّؤيا موجودة في صنف البشر على الإطلاق، ولا بدَّ من تعبيرها، وبذلك يتّضح قِدَم هذا العلم.[٣]

وممّن صنّف في هذا العلم من المتأخّرين الشّيخ عبد الغني النابلسي -رحمه اللّٰه- في كتاب أسماه تعطير الأنام في تفسير المنام، ولأنّ اسم صباح يعني الصّبح فلا بدّ أنّ رؤية المرء لاسم صباح في المنام يدلّ على الصّبح، ويرى الشيخ عبد الغني أنّ من رأى الصّباح في المنام فإنّ الصّبح إنجازٌ للوعد، ومن رأى الصّبح وهو على حالة رديئة فإنّ ذلك دالٌّ على كفره ومعصيته، وكذلك رؤية الصّبح لأهل الزّرع هو مَغرَم، ومن رأى الصّبح قد ظهر وكان مريضًا فإنّ مرضه سيزول، ولكن إمّا أن يكون زواله بموت وإمّا بشفاء، وإذا رأى الصّبح سجين خرج من سجنه، وإن رآه من نشزت عليه زوجته فإنّه يفارقها وتفارقه؛ لأنّ النّهار يُفرّق بين الزوجَين والمَتآلِفَين، وإن كان مذنبًا غافلًا تاب من غفلته، وإن رأى الصّبح تاجر قد كسدت تجارته فإنّها ستتحرّك، وإن رأى العامّة الصّبح وكانوا في حصار أو شدّة أو جَور أو قحط أو فتنة فإنّهم سيخرُجون من ذلك كلّه وينجون منه، واللّٰه أعلم.[٤]

من يستطيع تعبير الرؤيا

جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عبّاس: أنّ رجلًا أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنّي أرى الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر والمستقل، وأرى سببًا واصلًا من السماء إلى الأرض، فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا ثم أخذ به رجلٌ آخرُ فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ثم وصل له فعلا، قال أبو بكر: يا رسول الله، بأبي أنت، والله لتدعني فلأعبرنّها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اعبرها"، قال أبو بكر: أمّا الظلة فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن حلاوته ولينه، وأمّا ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله به ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله -بأبي أنت- أصبت أم أخطأت؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أصبتَ بعضًا وأخطأتَ بعضًا"، قال: فواللّٰه يا رسول اللّٰه لتُحدثني ما الذي أخطأتُ، قال: "لا تُقسم"،[٥] وقال علماء الحيث إنّ ممّا يُستفاد من هذا الحديث هو أنّ الحديث يجب أن يُعبّره العالم، وذلك مستنبط من إجازة رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- لأبي بكر في تعبير الحديث، وأبو بكر معلوم ما قدره بين الصّحابة علمًا وعملًا، واللّٰه أعلم.[٣]

المراجع[+]

  1. سورة الأنعام، آية: 96.
  2. "تعريف و معنى الصباح في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "أهمية الرؤى والأحلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-2019. بتصرّف.
  4. "كتاب: تعطير الأنام في تعبير المنام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-0-2019. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2269، صحيح.