سؤال وجواب

حكم التسمية باسم راقي


معنى اسم راقي

إن مضمار اختيار الأسماء هو مضمار واسع ومتنوع، فهناك من يختار الاسم استنادًا على المعنى الحسن والجميل، والآخر يختار اسم ابنه اعتمادًا على اللفظ الرخيم لذاك الاسم، ومنهم من يختار الاسم لأصالته وجذوره الضاربة في اللغة العربية، واسم راقي من هذه الأسماء فهو اسم عربي أصيل وهو من الفعل رقى، أي عوَّذ المريض وقرأ له المعوذات والرقية الشرعية من أجل الشفاء، فالراقي إذًا هو صاحب الرقية، ومن المعاني التي يندرج تحتها اسم راقي هو الشخص الذي ينتقي كلامه وألفاظه بما يدل على رقيه وثقافته، والراقون هم النخبة من الناس الذين ينعمون بحياةٍ ممتازةٍ وظروفٍ حضارية، وسيدرج في هذا المقال حكم التسمية باسم راقي.[١]

حكم التسمية باسم راقي

قبل الحديث في حكم التسمية باسم راقي، سيذكر المقال أحب الأسماء وأحسنها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد روي عن النبي أنه قال: "تسمُّوا بأسماءِ الأنبياءِ أحبُّ الأسماءِ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعبدُ الرَّحمنِ وأصدَقُها حارثٌ وهمَّامٌ وأقبَحُها حربٌ ومُرَّةُ"،[٢] وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تغيره لأسماءٍ لم يستحسنها، فقد غير اسم عاصية لقبح معناه إلى جميلة، وغير اسم برة لما فيه من معاني التزكية بالنفس إلى الحديث الشريف عن إحدى الصحابيات "سمَّيتُ ابنتي برَّةَ فقالت لي زينبُ بنتُ أبي سلمةَ إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- نَهى عن هذا الاسمِ وسمِّيتُ بَرَّةَ فقال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا تُزَكُّوا أنفسَكم اللَّهُ أعلمُ بأَهلِ البِرِّ منكُم فقالوا بمَا نسمِّيها قال زينبَ".[٣][٤]

وبما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يسعى لتثبيت فكرة الاسم الحسن والمعنى الحسن، فهذا هديٌ لا يجب على المسلم التخلي عنه لأنه طريق قويم رسمه الشرع له، وللبحث في جواز هذا الاسم أو ذاك على المرء أن يرجع إلى معاني الأسماء وما تنطوي عليها من خفايا، فإن كان المعنى حسن ولا ينافي العقيدة فلا بأس بالاسم إن شاء الله، والمعاني التي ينطوي عليها اسم راقي غير منافية للشرعية، بل هي ما دعا إليها الإسلام من قراءة الرقية واللجوء لرب العالمين، وعلى هذا فإن حكم التسمية باسم راقي جائز لا إثم فيه والله أعلم.[٤]

حكم تعليق آيات قرآنية حول عنق المولود

بعد الحديث عن حكم التسمية باسم راقي والذي انطوت معانيه على الرقية الشرعية، قاد هذا الحديث للتكلم عن أمر شاع بين الناس وهو وضع الآيات القرآنية حول عنق وليدهم بهدف الحفظ والحماية من العين والحاسد، فكان للشرع رأيه الواضح بحكم تعليق التمائم وهي تنقسم لقسمين، إذا كانت التميمة مكتوبة بغير القرآن فهي محرمة وشرك بالله لحديث عبد الله بن مسعود فقد قال: "أنَّ ابنَ مسعودٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ دخلَ علَى امرأتِهِ وفي عُنقِها شيءٌ تتعوَّذُ بهِ فجبذَهُ فقطعَهُ، ثمَّ قالَ : لقد أصبحَ آلُ عبدِ اللَّهِ أغنياءَ عن أن يشرِكوا باللَّهِ ما لم ينزِّل بِهِ سلطانًا ثمَّ قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقول: "إنَّ الرُّقي والتَّمائمَ، والتِّولةَ شركٌ قالوا: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، هذِهِ الرُّقي والتَّمائمُ قد عرفناها، فما التِّولةُ؟ قالَ: شيءٌ تصنعُهُ النِّساءُ يتحبَّبنَ إلى أزواجِهِنَّ"[٥].[٦]

أما إذا كانت التمائم مكتوبة من القرآن الكريم فهناك قولان، أحدهما قال بجواز تعليقها وقد تبنى هذا الأمر عبد الله بن عمرو بن العاص وقد حمل الحديث السابق على التمائم التي يوجد بها الشرك، أما القول الثاني وهو القول الظاهر فقد قال بعدم جواز تعليقها بأي شكل وهذا الرأي تبناه ابن مسعود وابن عباس وغيرهما من التابعين، وبهذا قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وقد علل عدم الجواز، أنه ربما يصبح بابًا لتعليق ما حرمه الله من التمائم المنهي عنها، بالإضافة لحفظ قداسة القرآن فتعليق القرآن لا يخلو من امتهانه، أثناء قضاء الحاجة أو النوم عليه.[٦]

المراجع[+]

  1. "تعريف و معنى راقي في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-09-02. بتصرّف.
  2. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو وهب الجشمي، الصفحة أو الرقم: 3/113، [لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما].
  3. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن زينب بنت أم سلمة، الصفحة أو الرقم: 819، [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد].
  4. ^ أ ب "الهدي النبوي في الأسماء "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-09-03. بتصرّف.
  5. رواه هيتمي المكي، في الزواجر ، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1/166 ، صحيح .
  6. ^ أ ب "أحكام التمائم وتعليقها وهل تدفع التميمة العين والحسد"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-03-09. بتصرّف.