ما هي الفلسفة
الحضارة اليونانية
تعدُّ الحضارة اليونانية أم الحضارات في جميع أنحاء أوروبا وخصوصًا الحضارة الرومانية بعدها، انتشر اليونان أو الإغريق كما كان العرب يسمونهم في في كثير من المدن جنوب أوروبا أهما أثينا وإسبرطة وطيبة، ورغم أنَّ اليونانيون كانوا قد اعتنقوا أفكار الحرية والديموقراطية لكنهم لم يقوموا بإلغاء العبودية، وقد أبدعوا في شتى المجالات مثل الآداب والفنون والفلسفة، ويطلق البعض خطأً اسم الهيلينيين على شعب اليونان إلا أنَّ هذا الاسم يُطلق على جميع الشعوب التي خضعت لحكم اليونان في آسيا وجنوه وصقلية، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول الإجابة عن سؤال: ما هي الفلسفة، التي تعدّ أحد أشهر العلوم التي أبدعها الإغريق قبل آلاف السنين.[١]
ما هي الفلسفة
لا بُدَّ في بداية الحديث عن ما هي الفلسفة من الإشارة إلى الأصل أو الجذر القديم الذي انبثق منه هذا المصطلح قبل آلاف السنين، فكلمة الفلسفة مشتقة من كلمة فيلوسوفيا في اللغة اليونانية، وتعني كلمة فيلوسوفيا في اللغة اليونانية طلب المعرفة أو محبة الحكمة بمعنى آخر، ويصفُها البعض أحيانًا بأنها التفكير في التفكير أي تفكير الإنسان في طبيعة التأمل والتفكير والتدبر، وقد كان العالم والحكيم اليوناني فيثاغورث الذي ولدَ في عام 572 قبل الميلاد وتوفّي في عام 497 قبل الميلاد أول حكيم على وجه الأرض يعرف نفسه بأنَّه فيلسوف، ويعرف بعض الفلاسفة الفلسفة بأنها مفهوم يشير إلى نشاط البشر قديمًا الذي يتعلق بنظرية أو عملية ما موجودة في جميع المجتمعات بأشكال مختلفة.[٢]
أمَّا الفلاسفة فهم الباحثون عن الحقيقة عن طريق تأمل الأشياء، فحب الحكمة هو البحث عن الحقيقة، والحكمة هي المعرفة التي تعتمد على التأمل، وقد مرت الفلسفة بتطورات عديدة بعد أن أسس الإغريق القواعد الأساسية لها، على أنها علم شامل يحمل نظرة واقعية للكون.[٢]
مواضيع الفلسفة
بعد الإجابة عن سؤال: ما هي الفلسفة سيدور الحديث عن المواضيع التي تتناولها الفلسفة، فقد تغيرت تلك المواضيع مع تطور الفلسفة خلال الحقب التاريخية المتلاحقة، فلم تكن تلك المواضيع وليدة لحظة معينة، بل تدرجت رويدًا رويدًا مع ارتقاء الفلسفة في سلم التطور وصولًا إلى الفلسفة الحديثة في العصر الحديث، وفيما يأتي المواضيع التي تناولتها الفلسفة وفق تسلسلها الزمني:[٣]
- البحث في التساؤلات حول وجود العالم.
- البحث في أصل وجوهر الكون.
- البحث في التساؤلات عن خالق الكون وفي وجوده أصلًا وما علاقته بالمخلوقات.
- صفات ذلك الخالق أو الصانع، والبحث في سبب خلقه للإنسان.
- البحث في العقل وأسس تفكير العقل السليم.
- معرفة حدود وماهية ووجود الإرادة الحرة.
- البحث الدقيق في هدف الحياة وكيفية الوصول إلى العيش السليم.
وقد أصبحت الفلسفة لاحقًا أكثر تعقيدًا من ذلك، وخاصة بعد ظهور الديانة المسيحية بقرنين تقريبًا، وأصبح الفلاسفة يتأملون في مفاهيم كبيرة مثل الكون والوجود وغيرها، ويتناولون الأخلاق ومبادءها والمعرفة والجمال والحقيقة، واعتمدت الفلسفة أو معظمها على المعتقدات الدينية أو العلمية، وصار الفلاسفة يطرحون الكثير من الأسئلة المحرجة حول مفاهيمها الجوهرية.[٣]