سؤال وجواب

أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن


الصفة المشبهة

هي اسم مشتقّ من فعل ثلاثي الدلالة على ثبوت صفةٍ ما لصاحبها، مثل جميل الصورة، وأبيض اللون حَسَن العينين، حُلوُ الكلام، عريضُ الخدِّ، وصفات مفردة مثل أحمر، وعطشان، وتَعِب، وبطل. ويلاحظ على بعض الصفات المشبهة أنها غير ثابتة، وتزول سريعًا، إلا أنها تتكرر كثيرًا، وقد تكون ثابتة لا تزول إلا ببطء، مثل فَرِِح، ضَجِِر، وبطيء، وسريع؛ فلا فرق في دلالتها على الثبوت دوام الاستمرار الذي لا يتعرض لانقطاع كطويل، وقصير، وأن يتخلله انقطاع في الاستمرارية أحيانًا، مثل سريع وبطيء، وانقطاع الاستمراية وعدمه، لا يخرج الصفة عن حكم أنها من عاداته الغالبة عليه، وتاليًا أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن.[١]

أنواع الصفة المشبهة

إن الدارس للصفة المشبهة سيجد من أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن، ومن الشواهد الشعرية، عدّة أنواع منها، وباستعراض هذه الأنواع، فهي:[٢]

  • الصفة الأصيلة: وهي التي تُصاغ من الفعل الثلاثي اللازم المتصرف لتدل على ثبوت الصفةٍ لصاحبها، وتأتي على ثلاثة أوزان، هي: فعيل وفَعَل وفُعْل، مثل: جمُلَ جميل، حسُنَ حَسَن، وحَلوَ حُلْو، وهذه الأوزان لا تصاغ إلا من الفعل الثلاثي المتصرف.
  • الصفة الملحقة بالأصيل وهي تشتق على وزن اسم الفاعل، سواء أكان ثلاثيًا أم غير ثلاثي، دون أن تدل على معنى الحدث لصاحبها، إنما تدل على أن المعنى ثابتٌ لصاحبها ثبوتًا عامًا، مثل: محمدٌ رابطُ الجأشِ، وراجحُ العقلِ، ومستقيمُ السيرةِ، ومتوقدُ الذهن. وفي هذه الحالة، لا بد من اقترانها بقرينة تدل على أن صيغة اسم فاعل هنا تدل على الصفة المشبَّهة، الأولى قد تكون قرينة لفظية، وتكون بإضافة الصيغة إلى فاعلها، فأصل الجملة السابقة: رابطٌٌ جأشُه، وراجحٌ عقلُه، ومستقيمٌ خلُقُه، ومتوقدٌ ذهنُه. أما القرينة الثانية فتكون باليقين بدوام بدوام تلك الصفة فيها، مثل: النجمُ مستديرُ الشكلِ مظلمُ السطحِ.
  • الصفة الجامدة المؤولة بالمشتق: وهي الاسم الجامد الذي يدل دلالة الصفة المشبهة، مثل: هذا شرابٌ عسلٌ طعمُه، بمعنى لذيد، ومثل عليٌّ أسدٌ قلبُه، بمعنى شجاع.

عمل الصفة المشبهة

ترفع الصفة المشبهة من فعل لازم فاعلا، وتنصب ما يعرف بالشبيه بالمفعول به، وفي أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن فإن الصفة المشبهة لا تنصب هذا الشبيه إلا بشروط، منها اعتمادها على ما قبلها أمقرون بألـ أم غير مقرون، مثل: أحمد حسَنُ الرأيَ، والحسَنُ الرأيَ، فالرأي منصوبة على التشبيه بالمفعول به، وفي معمول الصفة المشبهة أربعةُ أوجه:[٣]

  • أن ترفعه على الفاعلية، مثل: أحمدٌ حسَنٌ خلقُه، أو حسَنٌ الخلقُ، أو الحسَنُ خلقُه.
  • أن تنصبه على التشبيه بالمفعول به إن كان معرفةً، مثل: أحمدٌ حسَنٌ خلقَه، أو حسَنٌ الخلقَ، أو الحسَنُ الخلقَ.
  • أن تنصبه على التمييز إن كان نكرة، مثل: أحمد حسَنٌ خلقَاً، أو الحسَنُ خلقًا.
  • أن تجرَّه بالإضافة، مثل: أحمد حسَنُ الخلقِ، أو الحسَنُ الخلقِ.

أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن

تكثر الأمثلة على الصفة المشبهة من القرآن، على أوزان وصيغ عدة، وفيما يأتي استعراض لبعض هذه الصيغ والأوزان كما وردت في أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن الكريم، وهي من باب التمثيل للحصر، إذ إن الحصر يحتاج إلى دراسات بحثية موسّعة:

  • قال تعالى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ}،[٤] والصفة المشبهة هي الأكمة والأبرص، وهما صفتان دالتان على عيب، على وزن أَفْعَل.
  • قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}،[٥] والأعمى في قوله تعالى، صفة مشبهة على وزن أَفْعل، دالة على عيب.
  • قال تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ}،[٦] وقد تشترك صيغة أفعل ومؤنثها فعلاء في الصفة المشبهة بين العيوب والألوان، وفي قوله تعالى جاءت الصفة المشبهة في كلمة أخضر ومؤنثها خضراء.
  • قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا[٧] وقد ترد الصفة المشبهة على وزن فُعلان، وهي الجمع من أفعل، والشاهد في قوله تعالى هي ملمة عُمْيانا ومفردها أفْعل.
  • قال تعالى: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ[٨] من باب فَعَلَ يفْعِلُ، فالصفة المشبهة من الفعل الثلاثي اللازم هام.
  • قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ}،[٩] وهي من باب فَعَلَ يَفْعَل، ولم ترد في القرآن إلا مرّة واحدة، على صيغة المؤنث فعلاء.
  • قال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا[١٠] والصفة المشبهة في قوله تعالى هي صَعِق، وهي من باب فَعِل يفعل.
  • قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً}،[١١] والظَّمْآنُ هي الشاهد في قوله تعالى، وهي على وزن فَعلان الذي مؤنثه فَعْلى، وهو من باب فَعِل يفعل.
  • قال تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا[١٢] وثَقِيلًا هي الشاهد في قوله تعالى، وهي على وزن فعيل الذي مؤنثه فعيلة، وهي من باب فَعُل يفعل.
  • قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ[١٣] وفُرَاتٌ هي الشاهد في قوله تعالى، وهي صفة مشبهة على وزن فُعال، وهو وزن قليل في أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن، إذ يأتي مبالغة لوزن فعيل، من الفعل مضموم العين، كفُرَاتٌ وفعلها فَرُت.

المراجع[+]

  1. "صفة مشبهة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  2. "الصفة المشبهة"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 13-09-2019. بتصرّف.
  3. "المشتقات (اسم الفاعل- اسم المفعول- الصفة المشبهة- اسم التفضيل)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية: 49.
  5. سورة الرعد، آية: 16.
  6. سورة يس، آية: 80.
  7. سورة الفرقان، آية: 73.
  8. سورة الواقعة، آية: 55.
  9. سورة الكهف، آية: 98.
  10. سورة الأعراف، آية: 143.
  11. سورة النور، آية: 39.
  12. سورة المزمل، آية: 5.
  13. سورة الفرقان، آية: 53.