سؤال وجواب

إنشاء عن رحلة سفر


إنشاء عن رحلة سفر

السّفر تلك الكلمة التي يُحبّها القلب، فكل إنسان يتمنّى أن يُسافر إلى مكان ما، وهناك من يُسافر حقيقة عندما ينتقل من بلد إلى بلد بتذكرة طيران وثمة من يُسافر بفكره من عالم إلى عالم، والسفر حقيقة ومجازًا مُحبّبٌ إلى الروح لأنه ينقل الإنسان إلى تجربة جديدة، ويريه ما يُحب من أماكن ومناظر طبيعيّة، ويعرّفه على ثقافات وأفكار مختلفة، وبهذا الاختلاف تنتعش الروح، ويُسَرّ الخاطر، وينضج العقل، وفي السطور التالية إنشاء عن رحلة سفر الرحالة العربي ابن بطوطة.


من أشهر رحلات السفر التي تمر في البال عند كتابة موضوع إنشاء عن رحلة سفر، رحلة الرحالة محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة، وقد لُقّب بأمير الرّحالة المسلمين، خرج من طنجة سنة 725 هـ فطاف بلاد المغرب العربي وبلاد الشام والحجاز والحبشة ومصر والعراق ونجد وفارس واليمن وتهامة، وعمان والبحرين، وبلاد ما وراء النهرين، والصين وبلاد الهند، وقد كان ابن بطوطة شاعرًا ينظم الشعر ويأخذ الهِبَات، ومن هذه الهبات يُسافر ويتجوّل في أرض الله الواسعة.


وقد استثمر ابن بطوطة كثرة أسفاره وتنقلاته في كتابة كتابه تُحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ويُعرَف أيضًا باسم الرحلة وهو كتاب يصف تنقلات ابن بطوطة في البلاد، ويصف أهلها وحُكّامها وعاداتهم وتقاليدهم، والألبسة والأطعمة والأشربة، فكتاب ابن بطوطة يُعدّ دليلاً لمن يُحب أن يتعرف إلى رحلته وأسرارها وأسرار المناطق التي سافر إليها، وقد شجّع ابن بطوطة على السفر وكان يرى بأن السفر يعطي الإنسان منزلًا في الآف الأماكن الغريبة، وأن الذي يعيش يرى والذي يُسافر يرى أكثر.


ورحلة ابن بطوطة توضّح للإنسان الاختلافات التي تُميزّ الناس عن بعضهم بعضًا، في الوقت الذي يتحد الناس جميعهم في الإنسانية، إلا أنّ هناك طابعًا أو أكثر يميز بعض البلاد عن غيرها، ومن ذلك تعامُل البلاد الباردة الذي يقترب من البرود والجمود على العكس من التعامل في البلاد الحارّة، فغالبًا ما يكون دافئًا وقريبًا، وطعام البلاد الحارّة تكثُر فيه التوابل والبهارات في حين أنّها تقل في البلاد الباردة، فالسفر ليس انتقالًا من مكان إلى آخر فقط، إنما تجربة لفتح نوافذ جديدة على عوالم مختلفة أو قريبة من عالم المُسافِر أو المرتحِل.


وعند كتابة إنشاء عن رحلة سفر لا بُدّ من الإشارة إلى فوائد السفر على الإنسان، فالسفر يُقوّي علاقة الإنسان بذاته، حيث يكتشف الإنسان ذاته أكثر عندما يُسافر ويكون وحده في مواجهة المواقف والحياة المختلفة، والسفر يُكسب الإنسان قدرة على تقبُّل الآخر عندما يتفهم الإنسان أن الحياة ألوان مختلفة وليست اللون الذي يراه فقط، وفي السفر تتحقق غاية من غايات الوجود الإنساني وهي الاختلاف من أجل التعارف، وقد كان ما سبق موضوع إنشاء عن رحلة سفر الرحالة العربي ابن بطوطة، إضافة إلى بيان أهمية السفر وأثره على الإنسان.