الفرق بين شروط وجوب الصيام وشروط ص

بواسطة:

شروط الصيام

للصوم في الدين الإسلامي مكانة عظيمة ومنزلةٌ رفيعة، فهو الركن الرابع من أركان الإسلام كما ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري عن نافع بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ، إيمَانٍ باللَّهِ ورَسولِهِ، والصَّلَاةِ الخَمْسِ، وصِيَامِ رَمَضَانَ، وأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البَيْتِ"،[١] وحتى يكون الصيام صحيحًا ومقبولًا عند الله تعالى لا بد أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط، وهذه الشروط على ثلاثة أنواع كما قسّمها العلماء رحمهم الله، النوع الأول: شروط وجوب الصيام، والنوع الثاني: شروط صحة الصيام، أما النوع الثالث فهو: شروط وجوب وصحة الصيام معًا؛ ويراد بهذا النوع: الشروط التي لا يجب الصوم ولا يصح بدونها، وهي: الإسلام، والعقل، والطهارة، أما بالنسبة لشروط وجوب الصيام، وشروط صحته فسيتم ذكرها من خلال ذكر الفرق بين شروط وجوب الصيام وشروط صحة الصيام، بالإضافة إلى ذكر أقسام الصيام، وهذا ما ستتناوله هذه المقالة بإذن الله.[٢]

الفرق بين شروط وجوب الصيام وشروط صحة الصيام

ذكر أهل العلم عددًا من الشروط التي لا بد أن تتوافر في العبد حتى يجب عليه الصوم، وشروط أخرى لا بد أن تتوافر في المسلم حتى يقع صومه صحيحًا مقبولًا عند الله تعالى، وفيما يأتي بيانٌ موجزٌ لهذه الشروط، والتي يظهر من خلالها الفرق بين شروط وجوب الصيام وشروط صحة الصيام:[٣]

شروط وجوب الصيام

يراد بشروط وجوب الصيام؛ تلك الشروط التي يجب أن تتوفر في العبد حتى يجب عليه الصيام بمعنى أن يكون مكلفٌ شرعًا بأداء العبادة، وهذه الشروط لا بد من من ذكرها لكي يُعلم الفرق بين شروط وجوب الصيام وشروط صحة الصيام، وبيان هذه الشروط فيما يأتي:[٣]

  • البلوغ: فالصوم لا يجب على العبد مالم يكن بالغًا، فلا يجب على الصبي، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ قالَ: صدقتَ قالَ: فخلَّى عنها"،[٤] ولكن يتوجب على الولي أن يأمر الصبي المميز بالصوم ويحثَّه على ذلك إذا كان للصبي قدرةٌ وطاقةٌ على احتمال الصيام، ويأمره به إذا بلغ عشرة أعوام ولم يقبله؛ كالصلاة لكي يعتاد على الصيام صغيرًا.
  • القدرة: فالصوم لا يجب على العاجز عنه لسببٍ خارجٍ عن إرادته كالمرض أو الكِبر في السنّ، وذلك لقول الله تعالى في القرآن الكريم: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}.[٥]
  • الإقامة: فمن شروط وجوب الصيام أن يكون العبد مقيمًا غير مسافرٍ، بمعنى أن يكون في حالٍ يُمكِّنه من الصيام دون مشقة، لثبوت وجود المشقة في السفر، فالمسافر له أن يُفطر ويقضي ما أفطره بعد رمضان، حيث يُعدُّ المسافر شرعًا ممن يُباح لهم الصيام بسبب وجود المشقة في الصيام بوجود السفر، فإذا انتفى السفر وجب الصيام، ودليل ذلك ما ورد في قول الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.[٥]

شروط صحة الصيام

حتى يستبين للقارئ الفرق بين شروط وجوب الصيام وشروط صحة الصحة وبعد أن جرى بيان شروط وجوب الصيام في الفقرة أعلاه ينبغي بيان المقصود بشروط صحة الصيام، حيث يُراد بشروط صحة الصيام تلك الأمور والشروط التي لا بد من توافرها حتى يقع الصيام صحيحًا مقبولًا غير باطل، وبيان هذه الشروط على النحو الآتي:[٦]

  • النية: فلا بد للعبد المُكلَّف بالصيام أن ينوي ويعزم على الصيام قبل الدخول فيه، فهو من العبادات التي لا تصحُّ إلاّ بالنية، وقد ثبت ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ"،[٧] ولا بد من تبييت النية من الليل وقبل دخول وقت الصيام بأذان الفجر، لكي يكون صيام المسلم صحيحًا، ودليل ذلك ما ورد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يبيِّتِ الصِّيامَ منَ اللَّيلِ فلا صيامَ لَه".[٨][٦]
  • التمييز: فالصوم لا يصح من الصبي غير المميز، مع أنه مقبولٌ منه، وذلك لعدم علم الصبي بمعنى العبادات ومقاصدها، فتقع منه العبادات مقبولةً لكنها لا تصحُّ منه بمعنى أن ذلك لا يؤثر في الإثم والأجر لديه.[٣]
  • الزمان القابل للصوم: فالصوم لا يصح من العبد إذا كان صيامه في الايام التي يحرم صيامها كيوم العيد، ولا يصحُّ إلا في شهر رمضان إن كان قادرًا عليه وليس من أصحاب الأعذار الذين يُباح لهم الفطر فيه، فلا يجوز صيامه بعد خروج أيام الوجوب الواقعة في شهر رمضان، فلو أراد العبد صيام رمضان في شهرٍ آخر سواه أو تفرقة الأيام على أشهر السنة بلا عذرٍ لم يكن صيامه صحيحًا.[٣]

أما بالنسبة للشروط المشتركة بين الوجوب والصحة فهي:

  • الإسلام: فالصوم عبادة يُتقرب بها العبد من الله تعالى، فلا يصح من الكافر.[٩]
  • الطهارة من النفاس، ومن الحيض: وهذا شرطٌ خاصٌ بالنساء فلا يصحُّ الصيام من الحائض والنفساء ويقع صيامهما باطلًا إن صامت، وينبغي على من كانت حائضًا أو نفساء أن تقضي ما فاتها من الصيام من شهر رمضان وقت طهرها.[٩]
  • العقل: فالمجنون غير مطالبٍ بالصيام، ولا يصح منه، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ قالَ: صدقتَ قالَ: فخلَّى عنها"،[٤][٢]

أقسام الصيام

بعد التعرف على شروط الصيام والفرق بين شروط وجوب الصيام وشروط صحة الصيام لا بد من ذكر أقسام الصيام، فالصوم يُقسم باعتبار كونه مأمورًا به أو منهي عنه في الشريعة الإسلامية إلى قسمين، وفيما يأتي بيان لهذين القسمين:[١٠]

  • القسم الأول: الصوم المأمور به شرعًا؛ وينقسم هذا إلى قسمين: الأول: صومٌ واجب سواءٌ كان وجوبه بأصل الشرع كصيام شهر رمضان، أو كان واجبًا بسببٍ من المكلّف؛ كصوم القضاء والكفارات، وصوم النذر، الثاني: صومٌ مستحب، أو ما يُعرف بصوم التطوع، سواءٌ كان التطوع مطلقًا أي غير محدد بزمنٍ معين، أو كان مقيدًا بزمن؛ كصيام الست من شوّال، أو صيام يوم الاثنين والخميس، أو صيام يوم عرفة، ويومي تاسوعاء وعاشوراء.
  • القسم الثاني: الصوم المنهي عنه شرعًا: وينقسم هذا الصوم إلى قسمين؛ صومٌ محرّم: كصوم يومي العيد، وصومٌ مكروه: كصوم يوم عرفة للحاجّ.

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 4514، حديث معلق.
  2. ^ أ ب "شروط صحة ووجوب الصوم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "شروط صحة ووجوب الصوم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4401، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 184.
  6. ^ أ ب "شروط صحة ووجوب الصوم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2020. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، حديث صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسلئي، عن أم المؤمنين حفصة، الصفحة أو الرقم: 2333، حديث صحيح.
  9. ^ أ ب محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 130. بتصرّف.
  10. "تعريف الصوم وأقسامه وفضائله والحكمة من تشريعه"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2020. بتصرّف.

مواضيع ذات صلة بـ

كيف-تتكون-المياه-الجوفية

. المياه . دورة المياه في الطبيعة . كيف تتكون المياه الجوفية . أهمية المياه الجوفية . تلوث المياه الجوفية المياه المياه هي مادة كيميائية

حكم التسمية باسم سليم

معنى اسم سليم لقد ورد اسم سليم بالمعاجم العربية على أنه اسم علم عربي يطلق على الذكور، ويُطلق اسم سليم على الجريح الذي شُفي من الهلاك،

من هو طارق بن زياد

. الفتوحات الإسلامية . من هو طارق بن زياد . أشهر معارك طارق بن زياد . تنحية طارق بن زياد . وفاة طارق بن زياد الفتوحات الإسلامية تًعدّ الفت

علاج-الديسك-الضاغط-على-العصب

. العمود الفقري . أنواع الديسك . الديسك الضاغط على العصب . الديسك غير الضاغط على العصب . أعراض الديسك الضاغط على العصب . أسباب الديسك الض

ديوان-الرصافي

الرصافي يعدُّ معروف الرصافي أحد أشهر شعراء العراق، هو معروف بن عبد الغني الجباري والده كردي من عشيرة الجبارة التي تسكن في مدينة كركوك

فوائد-تنظيف-الوجه-بالبخار

تنظيف الوجه بالبخار يلجأ الكثير من الأشخاص وخاصّةً الإناث إلى طريقة تنظيف الوجه بالبخار من أجل الحصول على بشرة نضرة وناعمة، وغالبًا