هل إجراء عملية منظار المعدة يفطر
محتويات
مفهوم المنظار
يشيرُ مفهوم المنظار إلى جهاز بصري يُستعمل من أجل مشاهدة أجسام غايةً في الصغر، ويُسمَّى عندها الميكروسكوب، كما يُستخدم أيضًا لمشاهدة الأجسام البعيدة ويُسمى التلسكوب، أمَّا المنظار الذي يستخدم لرؤية الأعماق فهو جهاز يستطيع الإنسان من خلاله أن يرى على مسافات بعيدة تحت سطح الماء،[١] وأمَّا منظار المعدة فهو جهاز طبي دقيق جدًّا يتمُّ إدخاله إلى البلعوم عبر الفم ثم إلى المريء ثمَّ إلى المعدة، ومن خلاله يمكن أخذ صور للمعدة وما فيها من أجل اكتشاف الأمراض أو استخراج عينات صغيرة لفحصها وما إلى هنالك من أغراض طبية عديدة، وهذا المقال سيتحدث عن حكم إجراء عملية منظار المعدة فيما إذا كان يفطر الصائم أم لا.[٢]
هل إجراء عملية منظار المعدة يفطر
في الحديث حول هل إجراء عملية منظار المعدة يفطر الصائم أم لا، لا بدَّ من المرور على مختلف أقوال الفقهاء من أهل العلم والتفسير، فقد اختلفت أقوالهم على وجهين، أحدهما يرى فساد الصوم والآخر يرى صحته، وسيُشار إلى كلا الحالتين في ما يأتي:
فساد الصوم
في إيضاح مسألة حكم إجراء عملية منظار المعدة، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ أقوال العلماء اختلفت في ذلك على وجهين، وهنا سيُشار إلى الوجه الأول، حيثُ يرى كثير من أهل العلم أنَّ إجراء عملية منظار المعدة في نهار رمضان يفسد الصيام ويفطر الصائم، سواءٌ كان ذلك عن طريق الفم أو الأنف أو عن طريق الدبر أو القبل، ويجبُ على من قام بإجراء عملية منظار المعدة أن يمسكَ بقية اليوم كأنه صائم من أجل حرمة شهر رمضان الفضيل، وعليه أن يقضي اليوم الذي أفطره بعد انتهاء شهر رمضان.[٣]
صحة الصوم
ولا شكَّ في أنَّ بعض أهل العلم لا يرى أنَّ عملية منظار المعدة من مفسدات الصوم، فقد قال بعض الأطباء: إنَّ الجهاز ليس له علاقة بالمعدة، وبمعنى آخر أنَّه لا يصل إلى المعدة، وقد رجَّح كثير من الفقهاء من أهل العلم أنَّ حكم إجراء عملية منظار المعدة لا يفطر الصائم، ولا يفسد الصيام، لأنَّ الجهاز المستخدم ليس بطعامٍ ولا شراب ولا أي شيء بمعناهما، لذلك يكون الصيام صحيح على أن لا يدخل مع الجهاز سائل إلى جسم الإنسان لأنه يفسد الصيام في هذه الحالة، أمَّ إذا لم يدخل معه شيء فالصيام صحيح والله أعلم.[٢]
حكم التحاميل للصائم
لقد حدَّد الفقهاء من أهل العلم مفسدات الصيام بشكل عام اعتمادًا على ما وردَ في كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الاعتماد على مصادر التشريع الأخرى كالقياس، وفيما يأتي سيتم المرور على مختلف أقوال الفقهاء في حكم التحاميل للصائم:
فساد الصوم
بعد أن دارَ الحديث حول حكم إجراء عملية منظار المعدة سيُشار إلى حكم التحاميل للصائم، وتعدُّ التحاميل الشرجية أو المهبلية عند المرأة إحدى هذه المفطرات بالإضافة إلى الحقن الشرجية في أحد السبيلين، فقد وردَ عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال: "إِنَّما الوُضوءُ ممَّا يخرجُ وليسَ مما يدخلُ، وإنما الفِطرُ مما دخلَ وليسَ مما خرجَ"،[٤] وفي ذلك تعميم على كلّ ما يدخل إلى جوف الإنسان سواء كان طعامًا أو غير طعام، وأمَّا من اضطرَّ لاستعمال التحاميل فإنَّه يستعملها ويمسك بقية اليوم ويقضيه بعد انتهاء شهر رمضان.[٣]
صحة الصوم
على الرغم من أنَّ رأي جمهور العلماء هو أن الصوم يفسد باستخدام التحاميل المهبلية عند المرأة لأنه شيء يدخل إلى الفرج، إلا أنَّ بعض الحنابلة والمالكية ذهبوا إلى أنَّ استخدام المراهم والتحاميل المهبلية غير مفسد للصوم، وذلك لأنَّ الجهاز التناسلي لدى المرأة له عندهم حكم الظاهر، وكذلك اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم ما يدخل في جهاز المرأة التناسلي، ومن الفقهاء الذين أيدوا المالكية في أنَّ ما يدخل إلى فرج المرأة لا يفسد الصيام: ابن باز، وابن عثيمين، ويوسف القرضاوي وغيرهم، وهذا ما قرره مجمع الفقه الإسلامي حول المفطرات والله أعلم.[٥]
المراجع[+]
- ↑ "منظار"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "منظار المعدة"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "أحكام الصيام"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه حصين بن جندب، في المجموع، عن النووي، الصفحة أو الرقم: 317، إسناده حسن أو صحيح.
- ↑ "التحاميل والمراهم"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.