سؤال وجواب

أحكام الحيض والنفاس في رمضان


مفهوم الحيض والنفاس

يُعرّف الحيض على أنّه الدّم الذي يخرُج من رحم المرأة البالغة كلّ شهر في أيّام معيّنة ومحدودة،[١] ويختلف الحيض عن الاستحاضة، فدم الاستحاضة لا ينقطع عن المرأة إلّا قليلًا ويختلف لونه ورائحته عن دم الحيض الطّبيعي، فدم الاستحاضة أحمر ورقيق وليس له رائحة كريهة، بخلاف دم الحيض، فلونه مائل إلى السّواد ومتجمّد، ومن الجدير بالذّكر أنّ الحيض له العديد من المسمّيات، ومنها: عادة المرأة، الدّورة الشّهريّة، العذر الشّرعيّ، أمّا بالنّسبة لمفهوم النّفاس فإنّه يختلف عن الحيض في السّبب ومدّة المكوث، فقد اختلف العلماء في تعريفه، حيث يرى الشّافعيّة والحنفيّة: أنّه الدّم الخارج من المرأة بعد الولادة، وأضاف المالكيّة على هذا التّعريف أنّه الدّم الخارج مع الولادة وبعدها أيضًا، خالف في ذلك الحنابلة وعرفوه: أنّه الدّم الخارج من الرّحم قبل الولادة مع العلامات؛ كالألم، والخارج أيضًا بعد الولادة ويستمرّ إلى أربعين يومًا، وفي هذا المقال سيتمّ التعرّف على أحكام الحيض والنّفاس في رمضان.[٢]

أحكام الحيض والنفاس في رمضان

إنّ أحكام الحيض والنفاس في رمضان ليس فيها اختلاف، فأحكام الحيض كأحكام النّفاس، فلا يجوز جماع النّفساء والحائض، ولكن يجوز الاستمتاع بهما دون جماع، ولا يجوز أيضًا الصّلاة والصّوم والطوّاف بالبيت سواء كانت حائضًا أم نفاسًا، كما لا يجوز للحائض والنّفساء مسّ المُصحف وقراءة القرآن إلّا إذا كانت المرأة تخشى نسيانه، أمّا بالنّسبة للواجبات التي لا بُدّ من فعلها للحائض والنّفساء هي: قضاء صوم الأيّام التي أفطرتها في رمضان، والغسل بعد الانتهاء من الحيض أو النّفاس في رمضان، ومن الأدلّة على ذلك حديث أمّ سلمة: "كانت النفساءُ تجلسُ على عهدِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أربعينَ يومًا"،[٣] وهذا يدلّ على أنّ الرّسول -عليه السّلام- أمر بالغسل بعد انتهاء النّفاس،[٤] أمّا بالنّسبة لطهر المرأة من الحيض أو النّفاس فإنّه يحلّ لها ما حُرّم عليها بعد الغسل الصّحيح، باستثناء الصّوم، حيث يجوز للمرأة التي طهرت قبل طلوع الفجر أن تنوي الصّيام وتُباشره وتؤخّر الغُسُل إلى بعد طلوع الفجر.[٥]

أحكام ظنية الطهر

وبعد أن تمّ التّعرّف على أحكام الحيض والنفاس في رمضان، لا بُدّ من التّعرُّف على أحكام ظنّيّة الطّهر، ففي بعض الأحيان تظنّ المرأة أنّها طهرت ولكن في الحقيقة هي ما زالت حائضًا أو تظن أنّها حائض وهي طاهرة، فمن ظنّت أنّها طهرت في مدّة الحيض المُعتادة فصامت وتبيّن بعد ذلك أنهّا أخطأت حيث عاد الحيض مرّة أخرى، ففي هذه الحالة يبطُل الصّيام وعليها قضاء هذا اليوم، أمّا من ظنّت أنّها طهرت في فترة الحيض أو النّفاس ثمّ نزل بعد ذلك آثار؛ كالكدرة أو الصّفرة فإنّه يبطُل الغسل ويجب إعادة الغسل بعد التّأكّد من الطّهر التّام، أمّا بالنّسبة للدّم الذي يسبق الولادة فإن تأكّدت أنّه ليس دم نفاس فحكمه حكم الاستحاضة فتصوم وتصلّي إن استطاعت وإلّا يلزمها القضاء بعد الطّهر.[٦]

المراجع[+]

  1. "معنى الحيض"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-03-2020. بتصرّف.
  2. "معنى النفاس"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-03-2020. بتصرّف.
  3. رواه النووي، في المجموع، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم: 2525، حسن.
  4. "الأحكام المتعلقة بالنفاس"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-02-2020. بتصرّف.
  5. "متى يحل للمرأة ما حرم عليها بسبب الحيض"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 30-03-2020. بتصرّف.
  6. "حكم من ظنت الطهر فتبين لها خطؤها"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 26-03-2020. بتصرّف.