سؤال وجواب

فضل الالتزام بتناول السحور


مفهوم السحور

السُّحور هو الجمع من كلمة السُحر وهو الطَّعام والشراب الذي يكون في وقت السَّحَر، وهو واحدٌ من الأحكام التي اختُصَّ فيها شهر رمضان المبارك فضلًا عن الصيام بشكله العام، وأمَّا وقت السَّحَر فلا يكون إلا آخر الليل قبل طلوع الفجر، والسُّحُور هو ما يسحَّر به الصَّائم مما تيسَّر له من الطَّعام أو الشراب،[١] وأمَّا السَّحُور بفتح السِّين فهو ما يتسحَّر به المسلم مثل الطَّهُور أي ما يتطهَّر به ويُقصد من ذلك أنَّ السَّحور هو الطَّعام أو الشراب الذي يأكله المسلم، وبعد أن تمَّ التَّعريف بمعنى السُّحور لغةً أن يتمَّ الحديث عن حكمه وفضل الالتزام بتناول السحور، وفيما يأتي سيكون ذلك.[٢]

فضل الالتزام بتناول السحور

وللحديث عن فضل تناول السُّحور والالتزام فيه لا بدَّ من تبيين حكمه، وقد اتفق أهل السُّنة والجماعة على أنَّ السُّحُور من سنن الصّيام في رمضان، والإتيان به تحقيقٌ لسنَّة النبي -عليه الصلاة والسلام- وتوقيته يكون قبل أذان الفجر الثاني بما يُقارب الخمسين آية أي خمس دقائق على وجه التَّقريب، وقد روي في ذلك عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أنه قال: "تَسَحَّرْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَ الأذَانِ والسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً."[٣] وقد قال تعالى في سورة البقرة: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[٤] وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل تناول السُّحور فقال فيما روي عن أبي هريرة: "نِعم سَحورُ المؤمنِ التَّمرُ."[٧] إضافةً إلى أنَّ القيام إلى السحور فيه اقتداءٌ بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وامتثالٌ لأوامره، واستيقاظٌ في وقت السَّحر وهو وقت الدُّعاء وفيه تُفتَّح أبواب السَّماء، وربما استعان المسلم في هذا الوقت بأحدٍ لقضاء حاجته فيكون أخوه المسلم معينًا له، ومن استيقظ للسحور فلا بدَّ أنَّه مدركٌ لصلاة الفجر في جماعة، وفي ذلك تفصيلٌ وتبيين لفضل الالتزام بتناول السحور والله هو أعلى وأعلم.[٨]

فضائل السحور

وبعد أن تمَّ الحديث عن فضل الالتزام بتناول السحور، لا بدَّ من تبيين فضائل السحور الدِّينيَّة والدّنيوية؛ إذ لم يُنزل الله حكمًا من الأحكام إلا فيه من الخير الشيء الكثير، ولا يشترط في السُّحور أن يحوي الكثير من الطَّعام فشربة ماءٍ أو بضع تمراتٍ قد تفي به، وللسحور فضلٌ كبيرٌ في تقوية جسد المسلم، فالمسلم القوي خيرٌ من المسلم الضَّعيف؛ لأنَّه أقدر على تغيير مجريات الأمور، عدا عن أهمية وقت السحور الذي تتفتح فيه أبواب السماء للدعاء، ولم يكن العلم في يومٍ من الأيَّام متعارضًا مع الشريعة فقد بيَّن خبراء التَّغذية عن فائدة السحور التي تعود على المسلم بتقوية جسده ونفسه، وبذلك يكون قد تبيَّن فضل الالتزام بتناول السحور والإشارة إلى فضل السحور بأكمله، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٩]

المراجع[+]

  1. "سحور"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-04-2020. بتصرّف.
  2. "معنى السحور وحكمه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-04-2020. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 1921، حديث صحيح.
  4. سورة البقرة، آية: 187.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1923، حديث صحيح.
  6. رواه صحيح مسلم، في مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 1096، حديث صحيح.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3475، أخرجه في صحيحه.
  8. "موسوعة الفقه الإسلامي فضل أكل السحور"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-04-2020. بتصرّف.
  9. "السحور الوجبة المباركة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-04-2020. بتصرّف.