سؤال وجواب

متى يبدأ التكبير في عيد الفطر


عيد الفطر

إنّ الله تعالى جعل للمُسلمين أيّامًا خاصّة يحتفلون فيها ويُظهرون الفرح والبهجة جزاءً بما قدّموا من الأعمال الحسنة، ومن هذه الأيّام: أيّام العيد، فمن الجدير بالذّكر أنّ المُسلمين لديهم عيدان لا ثالث لهما؛ عيد الفطر والأضحى، وهذان العيدان ثابتان في القرآن والسّنّة بخلاف الأعياد التي تحتفل فيها الأديان الأخرى التي لا أصل لها في الشّريعة الإسلاميّة، ولفظ العيد جمعه أعياد ومعناه: اليوم الذي يحتفل فيه النّاس بكلّ بهجة وسرور لوجود ذكرى أو حادثة مُعيّنة،[١]ويُعرّف عيد الفطر: على أنّه الأيّام الواقعة بعد شهر رمضان المُبارك في أوّل يوم من شوّال حيث يحتفل فيها المُسلمون ويتبادلون التّهاني والزّيارات ونحوه، ومن الأدلّة على وجود عيدين فقط للمُسلمين، قول الرّسول -عليه السّلام-: "قد أبدلَكُم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ والأضحى"،[٢]وبعد أن تمّ التّعرف على معنى العيد ولا سيما عيد الفطر سيتمّ التّعرّف على صفة تكبيرات العيد، فمتى يبدأ التكبير في عيد الفطر وكيف تكون صيغته.[٣]

متى يبدأ التكبير في عيد الفطر

وقبل الشّروع في الحديث عن صيغة التكبير لا بُدّ من الإجابة عن سؤال متى يبدأ التكبير في عيد الفطر، فمن الجدير بالذّكر أنّ التّكبير مشروع في القرآن والسّنّة، فمن القرآن قوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[٤]ومن السّنّة قول أمّ عطيّة: "كُنَّا نُؤْمَرُ بالخُرُوجِ في العِيدَيْنِ، وَالْمُخَبَّأَةُ، وَالْبِكْرُ، قالَتْ: الحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، يُكَبِّرْنَ مع النَّاسِ"،[٥]ومن الآثار: أنّ ابن عمر كان إذا دخل مُصلّاه يبدأ بالجهر بالتّكبير إلى حين مجيء الإمام ليُكبّر، والتّكبير في عيد الفطر مشروع أيضًا بالأدلّة التّبعية؛ كالقياس، حيث قاسوا مشروعيّة التّكبير في عيد الفطر على التّكبير في عيد الأضحى، ووقت التّكبير في عيد الفطر يبدأ في ليلة العيد بوقت غروب الشّمس حيث يكون فيها إظهار للشعائر الإسلاميّة، وهذا قول: المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة وابن حزم وغيرهم، أمّا بالنّسبة لآخر وقت للتّكبير في عيد الفطر هو صلاة العيد بخلاف عيد الأضحى الذي يبقى مُستمرًّا لآواخر أيّام التّشريق، وهذا قول المالكيّة والأصحّ عند الشّافعيّة، ويجدر بالذّكر أنّ عيد الفطر ليس فيه تقييد، أي لا يوجد تكبير بعد كلّ صلاة؛ لأنّه لم يثبت عن النّبي -عليه السّلام- أنّه كان يُكبّر في عيد الفطر عقب الصّلوات.[٦]

صيغة التكبير في صلاة العيد

وبعد أن تمّت الإجابة عن سؤال: متى يبدأ التّكبير في عيد الفطر، لا بُدّ من معرفة أنّه لا يوجد صيغة معيّنة للتّكبير في صلاة العيد، فالأمر مُطلق لا تقييد فيه، ومن الأدلّة على ذلك قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}،[٧]والمقصود بهذه الآية أنّ الذّكر كيفما كان فقد تحصّل المقصود، بالإضافة إلى أنّ تعداد صيغ التّكبير الواردة عن السّلف تدلّ على عدم تقييدها بصيغة معيّنة، لكن ومع هذا الإطلاق لا بُدّ من تواجد الأفضليّة، فتُعدّ صيغة: "اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد" من أفضل الصّيغ لورودها عن السّلف الصّالح، وهذا قول: الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة.[٨]

المراجع[+]

  1. "معنى العيد"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-04-2020. بتصرّف.
  2. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2/513، صحيح.
  3. "تعريف العيد وعدد أعياد المسلمين"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-04-2020. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 185.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم: 883، صحيح.
  6. "حكم التكبير في عيد الفطر"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-04-2020. بتصرّف.
  7. سورة الحج، آية: 28.
  8. "ألفاظ التكبير وصفته"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-04-2020. بتصرّف.