استخدامات علاجية لحقن البوتوكس

حقن البوتوكس

البوتوكس أو البوتاليزم هو سُمٌّ عصبيٌّ قابلٌ للحقن، يُستخرَج من البكتيريا التي تسبب تسمم بوتولينوس^[١]، إذ يعمل على إيقاف النشاط العصبي في العضلة التي تُحقَن به، فالبوتوكس مادةٌ كيميائيةٌ سامةٌ توقف قدرة الأعصاب على جعل العضلات تنقبض، أي أنه يشل العضلات، فعملية انقباض العضلات تحتاج وصول ناقلٍ كيميائيٍّ من الأعصاب المتصلة بها، فالأعصاب تفرز هذا الناقل المسمى بالأستيل كولين، والذي سيرتبط بمستقبلاته الموجودة على العضلة ويسبب انقباض خلاياها أو تقلصها، لكن البوتوكس يمنع الأعصاب من إفراز الأستيل كولين اللازم لانقباض العضلة مما يتسبب بارتخاءها، وللحصول على هذا الأثر يلزم حقن البوتوكس مباشرةً في العضلة، وقد تمت الموافقة على عدة استخدامات علاجية لحقن البوتوكس من قِبَل منظمة الغذاء والدواء للسيطرة على بعض الحالات المرضية^[٢] ، والتي سيتناولها المقال بالتفصيل فيما يلي.

استخدامات علاجية لحقن البوتوكس

مع ظهور عدة استخدامات علاجية لحقن البوتوكس، تقدم الشركات التجارية الحقن بكمياتٍ مختلفةٍ في مستحضراتها لتوائم الاستخدام الطبي، ويختار الطبيب المستحضر ذا الكمية الأنسب تبعًا للحالة المرضية، لكن يجب التنبيه إلى أن حَقْنَ البوتوكس لا يحل المشكلة المرضية، بل يخففها، مما يعني عودتها للظهور تدريجيًا مع نضوب كمية البوتوكس التي تم حقنها، وأهم هذه الاستخدامات:^[٣]

• السيطرة على بعض اضطرابات العين، كالحَوَل وحركة الجفون المتكررة والخارجة عن تحكم الإنسان.
• التخفيف من اضطرابات الحركة وتشنج العضلات وتصلبها.
• تحسين مظهر الصداع النصفي لدى المرضى الذين يعانون من نوباتٍ متقاربةٍ ومتكررة، حيث يعمل البوتوكس على إرخاء العضلات عن طريق منع إفراز الأستيل كولين.
• السيطرة على فرط نشاط المثانة عند المرضى الذين لا يستجيبون أو لا يحتملون الآثار الجانبية للأدوية الأخرى، إذ يعمل البوتوكس على *تقليل تسرب البول، وتخفيف الشعور بالحاجة إلى التبول.
• التخفيف من التعرّق المفرط تحت الإبط، أو اللعاب المفرط في الفم، حيث يقلل البوتوكس من المواد المسؤولة عن زيادة نشاط الغدد اللعابية أو العرَقية.

كيفية استخدام حقن البوتوكس

للانتفاع بعدة استخدامات علاجية لحقن البوتوكس يجب معرفة طريقة استعمالها، إذ تتواجد حقن البوتوكس على شكل مسحوقٍ يُخلَط مع سائلٍ قبل حقنه مباشرة، ثم يحقن البوتوكس من قِبَل الطبيب في العضلة أو في الجلد أو في جدار المثانة بحسب الحالة، إذ يختار الطبيب أفضل مكانٍ للحقن لتخفيف الحالة المرضية والسيطرة عليها، والتي تتنوع بين التجاعيد وسلس البول والصداع النصفي وفرط نشاط المثانة وتشنج الجفون والتعرق المفرط.كما يحتاج المريض لتلقي حقنٍ إضافيةٍ كل 3-4 شهور، اعتمادًا على الحالة وعلى مدة دوام أثر البوتوكس في العضلة، فمثلاً يحتاج المرضى الذين يتلقون حقن البوتوكس للسيطرة على فرط التعرق إلى تكرار الحقن كل 6-7 أشهر، كما قد يقوم الطبيب بأحد الإجراءات التالية:^[٤]

• عند تلقي حقن البوتوكس للتحكم بفرط نشاط المثانة، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية قبل بدء الحقن بالبوتوكس لمدة 1-3 أيام.
• عند استخدام حقن البوتوكس للسيطرة على التعرق المفرط، قد يجري الطبيب اختبارًا للعثور على المناطق التي تحتاج حقنًا، كما قد يطلب الامتناع عن حلق شعر الإبطين أو التوقف عن استخدام مزيلات العرق لمدة 24ساعة قبل بدء الحقن.
• قد يلجأ الطبيب لاستعمال كريم مخدر أو عبوة باردة؛ لتخدير المنطقة قبل حقنها.
• يُمنَع استبدال نوع من أنواع حقن البوتوكس التجارية بآخر.

أعراض جانبية لحقن البوتوكس

يقرر الطبيب إعطاء المريض حقن البوتوكس في حال كانت الفوائد العائدة عليه أكبر من خطر الآثار الجانبية، إذ قد تسبب حقن البوتوكس ظهور العديد من الآثار الجانبية التي يحدث معظمها حول مكان الحقن؛ ولذلك لأن حقن البوتوكس تُعطى في مكان المشكلة المرضية مباشرةً، ويجب الانتباه إلى ضرورة مراجعة الطبيب العاجلة في حال استمرت الأعراض أو تفاقمت مع الوقت، وأهم هذه الأعراض هي:^[٣]

• ظهور كدماتٍ واحمرارٍ وألمٍ في مكان الحقن.
• الشعور بالصداع والدوار والغثيان.
• الإحساس بصعوبة خفيفة في البلع.
• حدوث التهابات في الجهاز التنفسي.
• ضعف العضلات وارتخائها.
• الرؤية المزدوجة، وتدلي الجفن وتورمه، وتهيج العين وجفافها، وزيادة الحساسية للضوء.
• عند استخدام البوتوكس لمنع الصداع النصفي ،قد تحدث آثار جانبية مثل الصداع، وآلام الرقبة، وتدلى الجفن.
• عند استخدام البوتوكس للتعرق المفرط، قد يعاني المريض من التعرق في أماكن أخرى، والتهابات الجهاز التنفسي، والصداع، والحمى، وآلام الرقبة أو الظهر، والقلق. 
• عند تلقي حقن البوتوكس للتحكم في فرط نشاط المثانة، قد يشكو المريض من التهابات المسالك البولية، أو حرقانٍ وألمٍ وصعوبةٍ في التبول.

تحذيرات استخدام حقن البوتوكس

بعد التعرف على استخدامات علاجية لحقن البوتوكس، يجب الانتباه لعدة محاذير قبل تلقي حقن البوتوكس وبعدها، إذ تحتوي حقنة البوتوكس على بلازما من دم إنسانٍ متبرعٍ قد تحوي عوامل معدية، ويتم اختبارها ومعالجتها لتقليل خطر التلوث، لكن لا تزال هناك احتمالية ضئيلة لالتقاط عدوى من خلال البلازما؛ لذا يجب استشارة الطبيب المختص قبل تلقي الحقن، ويجب على المريض إعلام الطبيب بالتاريخ العلاجي والمرضي^[١]، خاصةً للحالات التالية:

• تلقي حقن البوتوكس خصوصًا في الأشهر الأربعة الأخيرة.
• حدوث أثر جانبي بعد استعمالٍ ُمسبَقٍ للبوتوكس.
• الخضوع لجراحة سابقة خصوصًا في الوجه.
• وجود مشاكل في البلع.
• معاناة المريض من مرضٍ مزمنٍ، كأمراض القلب أو التصلب اللويحي، أو الوهن العضلي، أو متلازمة لامبرت-إيتون.
• اضطرابات في التنفس مثل الربو أو انتفاخ الرئة.
• ضعف عضلات الوجه، كالمعاناة من تدلي الجفون، أو صعوبة في رفع الحاجبين.
• تغيير في المظهر الطبيعي للوجه.
• مشاكل النزيف.
• إعلام الطبيب في حال وجود حملٍ أو إرضاع.
• وجود حساسيةٍ تجاه البوتاليزم، كما أن وجود عدوى في المنطقة التي سيتم حقن البوتوكس فيها، أو الإصابة بعدوى في المثانة أو وجود مشكلةٍ في التبوّل، فهذه الحالات تمنع استخدام حقن البوتوكس.

المراجع[+]

1. ^ ^{أ ب} "OnabotulinumtoxinA"، www.drugs.com، Retrieved 13-04-2020. Edited.
2. ↑ "onabotulinumtoxinA (Botox)", www.medicinenet.com, Retrieved 13-04-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Onabotulinumtoxina 100 Unit Solution For Injection", www.webmd.com, Retrieved 13-04-2020. Edited.
4. ↑ "OnabotulinumtoxinA Injection", medlineplus.gov, Retrieved 13-04-2020. Edited.