سؤال وجواب

أنواع صدمة جهاز الدوران


جهاز الدوران

يتركب جهاز الدوران عند الإنسان بشكل أساسي من شبكة من الأوعية الدموية واللمفاوية، حيث تنتقل المواد المُغذية والأكسجين عبر هذه الأوعية إلى جميع خلايا الجسم عبر الشرايين كما ويتم التخلص من المواد الاستقلابية والفضلات عبر الأوردة، ويسمح اللمف بنقل الجزيئات الأكبر حجمًا عبر الأوعية اللمفاوية، وهذا ما يسمح بوجود توازن داخل بنية الجسم بشكل ثابت، ويتم ضخ الدم عبر عضلة القلب، وهي المحرك الأقوى للدم وتعمل على تأمين جريان مستمر للدم من خلال نبضها الدائم[١]، ويتم تنقية الدم عبر الأسناخ الرئوية مما يؤمن الحاجة اليومية من الأوكسجين وينتقل بعدها للقلب، وبعد القلب يُصبح الدم ضمن الأوعية الدموية، و التي تتدخل مقاومة جدرانها في الضغط الشرياني بشكل مباشر، ويؤدي وجود أي اضطراب في آلية تحرك الدم هذه ينتج عنه ما يسمى صدمة جهاز الدوران، والتي تقسم لعدة أنواع سيتم ذكرها لاحقًا[٢].

صدمة جهاز الدوران

تقسم صدمة جهاز الدوران لثلاثة أنواع مختلفة، وهي الصدمة القلبية، والتي تنتج عن خلل في عمل العضلة القلبية مما يجعلها غير قادرة على ضخ الدم، وهذا الأمر يتوقف بشكل كبير على كمية الاحتياطي الإجمالي من السعة القلبية، والذي يُمَثِل قدرة القلب على ضخ كميات أكبر من الدم أثناء العمل والجهد، وكلما كان هذا المخزون الاحتياطي أقلّ زاد احتمال حدوث الصدمة القلبية، و النوع الثاني هو الصدمة النزفية، والتي تنشأ عن فقدان كميات كبيرة من الدم الضروري للجسم والخلايا، و النوع الأخير هو الصدمة الالتهابية والتي تَحدث بعد توسع الأوعية الدموية الكبير مما يتسبب بانخفاض ضغط الدم، وكل هذا يحدث نتيجة تفعيل الاستجابة الجهازية الالتهابية، وتختلف هذه الصدمات عن بعضها في بعض المعايير كالضغط الشرياني ولكن جميعها تتضمن نقصًا في حجم الدم ضمن الأوعية ولكن بآليات مختلفة، ويستجيب الجسم تجاه صدمة جهاز الدوران بالعديد من الإجراءات التي يقوم بها الجهاز الودي كزيادة معدل ضربات القلب، وزيادة القوة التقلصية للقلب، وزيادة تقبض الأوعية المحيطية[٢].

أنواع صدمة جهاز الدوران

تختلف الصدمة العضوية عن الصدمة النفسية، إذ تنتج الأخيرة عن التعرض لموقف صادم يسبب إجهادًا عاطفيًا شديدًا، بينما تشير الصدمة الدورانية العضوية لوجود خلل ما في جهاز الدوران يتسبب بنقص كمية الدم الواردة باتجاه الخلايا والأنسجة، مما يعطل عملها ويؤدي لفشل العديد من الأعضاء، ويوجد عدة أنواع للصدمة كما تم توضيحها سابقًا وجميعها تعني أن الجسم بحالة خطرة ويجب القيام بالعلاج بشكل مباشر وسريع، ويُمكن ملاحظة أن المريض يعاني من صدمة جهاز الدوران من خلال فحصه، حيث يتسرع النبض في بداية الصدمة ويَضعُف في نهايتها، مع ملاحظة زيادة عدد مرات التنفس وشحوب الوجه، وفقدان الوعي، ولذلك تُصادَف حالات الصدمة في المشافي بشكل أكبر، أو بعد تأخر التشخيص[٣].

صدمة قلبية

تحتاج العضلة القلبية حتى تعمل على ضخ الدم لسلامة أليافها العضلية، من خلال وجود تروية دموية كافية، وتغذية بالأوكسجين بشكل مستمر، ولذلك يترافق احتشاء القلب الناتج عن انسداد الشرايين المُغذية للقلب بحدوث قصور في عمل العضلة القلبية وبالتالي صدمةً قلبيةً، كما يُمكن أن يكون السبب وراء الصدمة القلبية اضطراب في نظم القلب سواء كان تسارع أو تباطؤ، إذ تترافق هذه الاضطرابات مع ضعف في تقلص القلب أو تَباطُؤ في عمله[٣].

صدمة توزيعية

تحدث الصدمة التوزيعية نتيجة وجود اضطراب في عمل الأوعية الدموية، إذ تفقد قدرتها على التقلص وتَضعُف مقاومة جدرانها مما يسبب انخفاضًا في ضغط الدم وفقدانًا للوعي وسوءً في توزيع الدم، ولهذه الصدمة عدة أنواع تندرج تحتها وفق الآتي[٣]:

  • الصدمة التحسسية: تحدث بسبب رد الفعل المُبالغ به من قبل الجسم تجاه عامل غير مُمرِض، إذ يتم التعامل معه عكس ذلك، ومن أشهر المواد المُحدثة لهذه الآلية التحسسية هي الأدوية وسُم الحشرات واللاتكس.
  • الصدمة الإنتانية: تنتج عن تأثير السموم المُفرَزة من قبل بعض الأنواع الجرثومية، والتي تعمل على توسيع الأوعية الدموية وخروج الدم للحيز خارج الخلوي، مما يتسبب بحدوث قصور في الأعضاء والأنسجة.
  • الصدمة العصبية: يسيطر الجهاز العصبي الودي على تعصيب الأوعية، ووجود إصابة في الجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى ضعف الجهاز الودي، مما يُؤدي لحدوث الصدمة العصبية، والتي تُتَرجَم سريريًا بحدوث تباطؤ في ضربات القلب، وانخفاض في الضغط مع الشعور بالدفء والاحمرار وهذا الشعور يجعلها مميزةً عن باقي أنواع الصدمات.

صدمة نقص حجم الدم

تحدث هذه الصدمة بعد فقدان كميات كبيرة من الدم بسبب حدوث النزف أو الإصابة بحروق ذات مساحة واسعة، مما يُؤدي لنقصان في حجم الدم الموجود داخل الأوعية، وبالتالي يحدث الجفاف وسوء عمل الأعضاء بسبب نقص ترويتها[٣].

كيف يتم تشخيص الصدمة

يحتاج تشخيص صدمة جهاز الدوران بكل أشكالها لوجود حكمة طبية وملاحظة سريعة للأعراض التي يمكن أن تتظاهر بها، ولعلّ فحص الأمور المرتبطة بالجهاز الدوراني من أكثر الوسائل مُساعدَةً في التشخيص، إذ يُلاحَظ تسارع في ضربات القلب، وانخفاض في الضغط، وضعف في النبض، وبمجرد التشخيص يتم تعويض السوائل الوريدية ومنتجات الدم بشكل فوري، لتجنب الأذية غير العكوسة في الأنسجة، مع البحث عن السبب القابع وراء حدوث الصدمة وعلاجه، كإيقاف النزف وعلاج الإنتان، كما تُساعد بعض الاختبارات في التشخيص مثل[٣]:

  • فحوص التصوير: يتم اللجوء لهذه الاختبارات لكشف وجود كسور العظام، أو أذية الأحشاء البطنية والعضلات، والتي تتسبب بحدوث نزف غزير، ومن أكثر الوسائل المُستخدَمة التصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي.
  • فحوص الدم: تَكشف هذه الفحوص عن كمية الدم المفقود، ووجود عدوى إنتانية ضمن الدم أو جرعة زائدة من الأدوية، كما تُساعِد على معرفة الزمرة الدموية للمريض، لتأمين وحدات دم تناسب زمرته.

المراجع[+]

  1. "Body fluids", www.britannica.com, Retrieved 2020-04-12. Edited.
  2. ^ أ ب "Physiopathology of shock", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-04-12. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "What You Should Know About Shock", www.healthline.com, Retrieved 2020-04-12. Edited.