ما هو الذيفان
محتويات
الذيفان
يُعرف الذيفان بأنه عبارة عن مادة سامّة تؤثر على الكائن الحي، وأحيانًا يقتصر هذا المصطلح على السموم الناتجة عن الكائنات الحية وتسمى بالسموم الحيوية، وعلاوةً على ذلك توجد بعض السموم الناتجة عن البكتيريا، والطحالب، وتنتج الفطريات السموم الفطرية، وقد تكون السموم الحيوية ذات منفعة قليلة للكائنات الحية المُنتجة لها وبالرغم من ذلك فإنّ لها فائدة في عمليات الأيض للكائنات الحية أو قد تخرُج على شكل نفايات، وتُنتج السموم الحيوانية من الحيوانات وتُفرز العديد من الإفرازات الدفاعية بينها والتي يتم توزيعها في أنحاء مختلفة من الأنسجة، وفي حال كانت السموم مُتركّزة في أنسجة معينة يتم نقلها عن طريق الأنياب أو العمود الفقري، وتستخدم الثعابين والعناكب السموم لمساعدتها في تثبيت الفريسة وفي الدفاع عن نفسها، بالإضافة إلى السموم النباتية والتي تحمي النباتات من الحيوانات كالحشرات، وقد تُصبح العديد من الأطعمة البحرية كالأسماك سامة عند تناولها للنباتات والطحالب السامة، وعند تناولها يُهاجم السم الجهاز العصبي للشخص ويسبب الموت وتسمى بالسيغواتيرا.[١]
أنواع الذيفان
من الجدير بالذكر أن السموم الناتجة من البكتيريا والنباتات والطحالب والفطريات من أشد وأخطر المواد الكيميائية المتعارف عليها والتي تعمل على تدمير وتهديد الصحة العامة للشخص باستمرار، وقد طوَّر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أساليب معيّنة ودقيقة للمساعدة في تشخيص وعلاج والوقاية من الأمراض الناتجة عن السموم، فعادةً ما يتم إتاحة استخدام التقنيات المخبرية المتقدمة من قِبَل العلماء في حالات الطوارىء، إذ إنّها تعد من أسرع الاختبارات في تقديم النتائج والتي تظهر في غصون ساعات قليلة من أخذ العينات، بالإضافة إلى قدرتها في تحليل ما يُقارب آلاف العينات خلال اليوم، كما أنها تعمل على تحديد كمية السموم المتواجدة في جسم الشخص المصاب مما يُساعد الأطباء في تحديد وإعطاء العلاج المناسب للشخص وبالتالي ستقل كمية السموم داخل الجسم، وتقوم أيضًا بالتمييز بين أنواع الذيفان والأنواع الفرعية له،[٢] والتي تتضمن ما يأتي:
السموم من البكتيريا
غالبًا ما يتم إنتاج الذيفان للجمرة الخبيثة القاتلة من خلال البكتيريا العصويّة للجمرة الخبيثة، وتؤدي بروتينات السموم بجانب عامل الجمرة الخبيثة القاتل إلى تعطيل نظام دفاع الخلية، ويُنتج ما يعرف بالذيفان السجقية من خلال البكتيريا المطثية الوشيقية، ويُعد من أكثر المواد السامة المتعارف عليها فقد يسبب شلل عضلي شديد، بالإضافة إلى أن بكتيريا البورديتيلة الشّاهوقيّة تؤدي إلى إنتاج سم السعال الديكي، ويعد الذيفان المعوي للمكورات العنقودية من النوع ب من أكثر السموم ارتباطًا بالتسمم الغذائي.[٢]
السموم من الفطريات والطحالب
تٌعرف سموم الطحالب بالسموم التي تتكون من الطحالب في المياه العذبة والمحيط وتحدث عادةً في فترة ازدهار الطحالب، ويحتوي المحار كبلح البحر على هذه السموم أكثر من الأسماك، وقد تتسبب في التقيؤ والإسهال، والشعور بالوخز والشلل، وقد تبقى السموم الطُّحالية في المحار والأسماك الملوثة ويصعب التخلص منها عن طريق الطهي أو التجميد، بالإضافة إلى السيغواتيرا الناتجة عن الأسماك الملوثة بالسوطيات الدوارة، أمّا بالنسبة للسموم الفطرية فقد تُنتجها أنواع معينة من العفن والتي قد ينمو على العديد من المواد الغذائية كالفواكة المجففة والحبوب والمكسرات والتوابل أثناء التخزين أو على الطعام نفسه نتيجة لحفظه في مكان دافىء ورطب، وللسموم الفطرية الغذائية أعراض حادة وشديدة وقد تكون مميتة وتظهر بسرعة بعد تناول الأغذية الملوثة، كما أنها تؤثر على مناعة الشخص على المدى البعيد ومن مسببات الإصابة بالسرطان،[٣] ومن أنواع السموم الفطرية والطحالية:[٢]
- الأفلاتوكسين: ناتجة من خلال العديد من أنواع الفطريات المعروفة بالرشاشيات والتي عادةً ما تصيب الذرة وبعض المحاصيل أثناء الحصاد أو التخزين أو المعالجة، ومن الممكن أن تسبب سرطان الكبد عند تناولها بكميات كبيرة لفترات طويلة وذلك لإصابة الكبد بالأضرار الحادة والمزمنة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن تجنّب الأفلاتوكسين خلال إمدادات الغذاء ويتم تنظيم المستويات من قبل إدارة الغذاء والدواء.
- النيوإكساتوكسين والساكسيتوكسين: تنتج نتيجة للطحالب البحرية والمياه العذبة والطحالب الخضراء المزرقة، وفي حال كان تركيزها عالي فقد يتراكم الذيفان في المحار وبالتالي يؤدي إلى التسمم المحاري الشللي وهو شكل حاد من التسمم يسبب الشلل والموت إذا تُرك دون علاج.
- الأمانيت: يتسبب فطر غطاء الموت السام بإنتاج هذه السموم وقد يؤدي إلى فشل الكبد والكلى والموت.
السموم من النبات
تُعرف الجليكوسيدات بأنها عبارة عن سموم نباتية متواجد في العديد من النباتات ويتم استخدامها في الغذاء في بعض المناطق، وتُعد الكاسافا، والسورغم، والفواكة ذات البذور، واللوز من الأطعمة التي تحتوي على الجليكوسيدات، وتعتمد سميّة الجليكوسيدات على نسبة استهلاكه وزيادة إنتاج مستوى تركيز السيانيد السام عند الشخص، ومن علامات وأعراض التسمم بالسيانيد انخفاض ضغط الدم، وسرعة التنفّس، وآلام المعدة، والإزرقاق والإرتعاش، وتشنجات والإصابة بغيبوبة، كما من الممكن أن تكون مميتة بسبب عدم قدرة الشخص على التخلص من نسبة السيانيد العالية، أمّا بالنسبة لسموم الفيوروكومارين المتواجدة في الجزر الأبيض وجذور الكرفس، والنباتات الحمضية كالليمون والجريب فروت، فقد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي عند تناولها بكثرة، بالإضافة إلى السميّة الضوئية وشدة التفاعلات الجلدية تحت أشعة الشمس.[٣]
كما تحتوي الفاصولياء على سموم الليكتين ويزداد تركيزها في الفاصوليا الحمراء، ويؤدي تناولها وهي خام إلى أوجاع المعدة لذلك يجب الحرص على نقع الفاصولياء لمدة 12 ساعة على الأقل لتدمير الليكتين ومن ثم غليها لمدة 10دقائق في الماء، كما من المهم جدًا عدم تناول الأجزاء الخضراء والنابتة في البطاطا لاحتوائها على سموم نباتية تعرف بالسولانين وشكونين وكذلك هو الحال في الطماطم الخضراء والباذنجان، وهناك ما يُعرف بسموم المسكيمول والمسكارين المتواجدة في الفطر البري، ويفضل عدم تناوله ما لم يتم تحديده بشكل نهائي بأنه غير سام لأن طهوه وتقشيره لا يزيلان السموم،[٣]in-food ويعمل كل من سموم الريسين المتواجدة في نبات عين العفريت وسموم الأبرين في حبوب الخروع عن طريق دخول خلايا جسم الإنسان ومنعها من إنتاج البروتينات التي تحتاجها وبالتالي يؤدي ذلك إلى موت الخلايا مما يسبب موت الشخص.[٢]
الوقاية من مخاطر الذيفان
من الضروري معرفة أن السموم الطبيعية قد تكون متواجدة في مختلف المحاصيل والمواد الغذائية، وتقل نسبة السميّة في السموم الطبيعي في حال اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ومن الممكن أن تكون طرق الوقاية والتقليل من مخاطر الذيفان الصحية في الغذاء من خلال:[٣]
- عدم افتراض بأن كل شيء طبيعي فهو آمن تلقائيًا.
- الحرص على التخلص من الأطعمة المتعفنة والمُتغير لونها، والتي تحتوي على كدمات.
- التخلص من الأطعمة التي لها رائحة غير طبيعية.
- تناول الفطر والنباتات البرية التي تُعرف بأنها غير سامة.