سؤال وجواب

عقوبة الظالم في الإسلام


الظلم

يُعرّف الظّلم لغةً بخروج الشيء من مكانه، وهو تجاوز الحدود والجور، أمّا الظّلم في الاصطلاح: هو وضع الشيء في غير مكانه الخاصّ من خلال الزيادة أو تقليل، أو الانحراف عن موضعه أو زمانه، ويُعرّف أيضًا بانتهاك حقوق الآخرين في الباطل، والتصرُّف في ممتلكاتهم،ومن الجدير بالذّكر أنّ الظلم يحتوي على عدّة أنواع ومنها: الظلم المؤدّي إلى الشّرك وهذا من أعظم أنواع الظّلم لأنّه متعلّق بالله تعالى، ومثاله أن يعبد الإنسان غير الله، ومن أنواع الظّلم أيضًا: ظلم العبد لنفسه، ومثاله: ارتكاب الذّنوب والمعاصي سواء كانت كبيرة أم صغيرة، ويُضاف إلى ذلك ظلم العبد للآخرين بالاعتداء عليهم وأخذ ممتلكاتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم ويكون ذلك بطريقة مُباشرة أو غير مُباشرة؛ كالغيبة والنّميمة والسّبّ، ممّا يعني أنّ أنواع الظلم تتمّ من خلال صورتين: بالفعل؛ كالضّرب والزّنا وعدم حفظ الأمانة، أو اللّسان؛ كالسّخرية والشّتم والقذف بأعراض النّاس، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرّف على عقوبة الظالم في الإسلام وجزائه في الدّنيا.[١]

عقوبة الظالم في الإسلام

إنّ الظّلم سبب من أسباب تدهور العمران وتزعزع المُجتمعات، وهذا واحد من الأمور التي تؤثّر على الظّالمين في حياتهم وآخرتهم، فالله تعالى عدل لا يُمكن أن يغفل عمّا يفعل الظّالم بدون إلقاء العقاب عليه ومُحالٌ أن يمضي بدون محاسبته حساب وخيم على سوء فعله، وعقوبة الظّالم في الإسلام واضحة في الشّريعة الإسلاميّة، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]

  • إنّ عقوبة الظالم في الإسلام لها عدّة أشكال ومن أهمّها: اقتراب الظّالم إلى الهلاك وتعرّضه للفتن، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ}.[٣]
  • إنّ الظّالم يتعرّض للكثير من الدّعوات التي تُقذف عليه بسبب اعتدائه وسوء فعله، والله تعالى يستجيب تلك الدّعوات، والدّليل على ذلك قول الرّسول -عليه السّلام-: "اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ".[٤]
  • يُحرم الظّالم من الشّفاعة يوم القيامة ودليل ذلك قوله تعالى:{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[٥]، كما أنّه يُطرد من رحمة الله وعنايته وإلقاء اللّعنة عليه وسوء العاقبة، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.[٦]
  • الظّالم يأتي يوم القيامة خالٍ من الحسنات مهما كان مُقدّمًا للخير في دنياه، فقد أخبر الرّسول -عليه السّلام- أنّ الظّالم يأتي يوم القيامة كالمُفلس حيث تؤخذ منه جميع حسناته وتُعطى لمن ظلمه.

جزاء الظالم في الدنيا

وبعد أن تمّ التّعرّف على عقوبة الظالم في الإسلام ولا سيما في الآخرة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الظّالم ينال عقوبته بالدّنيا أيضًا، ومن صور جزاء الظّالم في الدّنيا: محق البركة ونزع المال؛ لأنّ البركة لا تأتي إلّا من الشّخص التّقي والمُلازم للعمل الصّالح، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}،[٧]وقد يظنّ بعض الظّالمين أنّ الله تعالى يعطيهم الرّزق الكثير لكن هذا لا يعني أنّ الله تعالى راضٍ عنهم وإنّما يستدرجهم ليلقي عليهم العذاب بعد ذلك.[٨]

المراجع[+]

  1. "تعريف الظلم وأنواعه "، www.islamweb.net. بتصرّف.
  2. "الظلم ظلمات يوم القيامة"، www.alukah.net. بتصرّف.
  3. سورة الأنبياء، آية: 11.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2448، صحيح.
  5. سورة غلفر، آية: 18.
  6. سورة غافر، آية: 52.
  7. سورة الأعراف، آية: 96.
  8. "الظلم من أسباب الحرمان"، www.islamweb.net. بتصرّف.