سؤال وجواب

حكم تناول طعام أهل الكتاب


أهل الكتاب

إنّ أصل الشّريعة واحد، وهي الشّريعة الإسلاميّة التي أوحى الله بها على الرّسول -عليه السّلام- وبقيّة الأنبياء والرّسل، حيث يوصي فيها بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ومن الجدير بالذّكر أنّ الرّسول -عليه السّلام- هو أول من آمن بربّه ليكون قدوة للأنبياء من بعده وللأمّة كافّة، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}،[١] وعلى هذا فمن آمن بشريعة الله تعالى نال الفوز بالدّنيا والآخرة ورضي الله عنه وكتب له الهناء والفلاح، والدّليل على ذلك، أنّ الله -تعالى- امتدح أتباع الدّين الإسلامي، وذمّ هؤلاء الذين يتّبعون بعض ما جاء من الدّين الحنيف ويُنكرون بعضًا منه، بالإضافة إلى إطلاق صفة الكفر عليهم وتوعّدهم بالعذاب الشّديد، وأهل الكتاب، هم اليهود والنّصارى، وفي هذا المقال سيتم التّعرُّف على حكم تناول طعام أهل الكتاب.[٢]

حكم تناول طعام أهل الكتاب

إنّ حكم تناول طعام أهل الكتاب جائز لورود النّصّ على ذلك، ولكن بشرط أن يكون طعامهم خاليًا من الخمر أو المواد المُذهبة للعقل، وأن لا يكون من الأطعمة المُحرّمة شرعًا، وأن تكون ذبيحتهم مُذكّاة بالطّريقة التي يُذكّي بها المُسلم، حيث تتمّ تذكية المُسلم بقطع الودجين والحلقوم بالعرض بالنّسبة للمواشي من الغنم والبقر، وبإرسال السّهم أو الرّصاص بالنّسبة للصّيد، مع ضرورة التّأكُّد أنّ الصّيد ليس ملكًا للغير، ويُضاف إلى ذلك طعن الذّبيحة من أعلى رقبتها إلى صدرها وهذا بالنّسبة للإبل، ويُشترط في التّذكية تسمية الله تعالى، وحدّية الأداة المُستخدمة في الذّبح؛ كالحجر والزّجاج ونحوه، فإن تمّت تذكية أهل الكتاب لذبائحهم بهذه الطريقة يكون حكم تناول طعام أهل الكتاب حلال، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ}،[٣] أمّا إن تمّت تذكية ذبائحم بطريقة مخالفة للشّريعة الإسلاميّة؛ كالخنق أو استخدام الصّعق الكهربائي، فإنّ حكم تناول طعام أهل الكتاب في هذه الحالة؛ الحرمة لأنّها ميتة، والميّتة مُحرّمة بالأدلّة الأصليّة لقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}.[٤][٥]

حكم الزواج من أهل الكتاب

إنّ الزّواج من أهل الكتاب جائز بضوابط معيّنه، وهذا ورد في القرآن والسّنّة، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ}،[٦] والحكم بالجواز يندرج تحت موافقة وليّ الأمر، فالوليّ له السّلطة الكاملة لمنع الزّواج من أهل الكتاب، ومع أنّ الحكم بجواز أن يتزوّج المُسلم بالكتابيّة، لكن لا يجوز أن تتزوّج المُسلمة بالكتابي إلّا إذا أسلَم، ولكن هناك ضابط رئيس في هذه المسألة وهو أن تكون الزّوجة الكتابيّة محصنة، وغير مُنكرة للدّين الإسلامي وبعيدة عن الإلحاد، بالإضافة إلى عدم تأثير الكتابيّة على الرّجل الذي يريد الزّواج منها، فربّما يتأثر من ناحية الخلق أو العقيدة ونحوه.[٧]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 285.
  2. "ما يتعلق بأهل الكتاب"، al-maktaba.org. بتصرّف.
  3. سورة المائدة، آية: 5.
  4. سورة المائدة، آية: 3.
  5. "حكم تناول لحوم أهل الكتاب في ديارهم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-4-2020. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية: 5.
  7. "نكاح الكتابية"، al-maktaba.org.