سؤال وجواب

أحكام المنادى في النحو


المنادى

المُنادَى لغة: هو اسم مفعول النّداء، ويطلب إقباله بهذا الحرف، بشرط أن يكون هذا الحرف قد حلّ محلّ الفعل "أدعو"،[١] ولذلك يقع المنادى موقع المفعول به لفعل النداء "أدعو"، وحروف النّداء، هي: "أ، أي": للمنادى القريب، نحو: أي أحمدُ! قم، و"أيا، هيا، آ": للمنادى البعيد، نحو: أيا رجال الأمّة! متى تستيقظون؟ و"يا": للقريب والبعيد والمتوسّط، و"وا": تستخدم لنداء النّدبة، حيث ينادى بها المندوب المتفجَّع عليه، نحو: وا رأساه!، وا مهجتي! وتستخدم أداة النّداء "يا" دون غيرها لنداء اسم الجلالة "الله" فلا ينادى بغيرها من أدوات النّداء، وكذلك تستخدم للاستغاثة، فلا يستغاث بغيرها من أدوات النّداء، وتستخدم "يا" و"وا" في النّدبة، فلا يندب بغيرهما من الأدوات، ولكن "وا" تستخدم أكثر من "يا" في النّدبة، لأنّ "يا" تستخدم للنّدمة، إذا لم يقع التباس بالنّداء الحقيقي وفيما يأتي أحكام المنادى في النحو.[٢]

أحكام المنادى في النحو

للوقوف على أحكام المنادى في النحو، لا بدّ من معرفة أقسامه أوّلًا، فالاسم المنادى إمّا أن يكون مفردًا وإمّا أن يكون مضافًا أو شبيهًا بالمضاف، فالاسم المنادى المفرد، يكون مفردًا علمًا، نحو: يا دمشقُ! يا عمرُ! أو يكونُ نكرةً مقصودة، نحو: يا رجلُ! يا فتاةُ! أو نكرةً غيرَ مقصودةٍ، نحو: يا رجلًا ويا فتاةً! فالمنادى المفرد هو ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف، فيدخل ضمنه: المفرد حقيقة، نحو: يا رجلُ، يا زيدُ، والمثنّى: يا رجلانِ، يا زيدانِ، والجمع: يا رجالُ، يا زيدونَ، فحكمُ المنادى المفرد العلم والنّكرة المقصودة من حيث الإعراب، البناء على ما يرفع به في محلّ نصب على النّداء أو مفعول به لفعل النّداء "أدعو"، فـ"رجال": منادى نكرة مقصودة مبني على الضّمّ في محلّ نصب على النّداء، و"زيدون": منادى مفرد علم مبنيّ على الواو لأنّه جمع مذكر سالم في محلّ نصب على النّداء، وحكم المنادى النّكرة المقصودة وجوب النّصب، والمنادى المضاف هو الذي يليه اسم مضاف إليه، نحو: يا طالبَ العلمِ! فـ "طالبَ": منادى مضاف منصوب، و"العلم": مضاف إليه مجرور، فحكمه وجوب النّصب، والمنادى الشبيه بالمضاف هو الاسم الذي يأتي بعده اسم يتمّم معناه، ويعطيه معنى الإضافة، ويمكن القول بأنّه اسم يعمل بما بعده عمل فعله، فيرفع فاعلًا أو نائبًا للفاعل، نحو: يا عظيمًا فعلُه، ويا محمودًا خلُقُه، أو ينصب مفعولًا به، نحو: يا طالبًا علمًا، أو يكون معطوفًا عليه، نحو: يا سبعةً وستّين![٣]

نماذج إعرابية على المنادى

بعد تعريف المنادى، والوقوف على أحكامه في النّحو، لا بدّ من إثراء البحث بشواهد إعرابيّة عليه، ليصبح أكثر وضوحًا وشمولًا، وستكون الشّواهد من القرآن الكريم ومن الشّعر العربيّ الأصيل، إذ هناك الكثير من الشّواهد النّثرية والشعريّة، ومنها:

  • قال تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا}،[٤] الشّاهد في الآية: "يوسف": منادى مفرد علم بأداة نداء محذوفة، مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة.
  • قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}،[٥] الشّاهد في الآية: يا: أداة نداء، نارُ: منادى نكرة مقصودة مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة.
  • قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}،[٦] الشّاهد في الآية: يا: أداة نداء، أيّتها: أيّة: منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضّمّ في محلّ نصب على النّداء، ها: للتّنبيه.
  • قال الشّاعر:[٧]

يبكيك ناءٍ بعيدُ الدّارِ مغتربٌ

يا لَلكهولِ وللشبّانِ للعجب

الشّاهد في البيت السّابق نداء الاستغاثة في: "يا لَلكهولِ.." يا: أداة نداء واستغاثة، لَلكهولِ: اللام: حرف جر، الكهولِ: مستغاث به، اسم مجرور باللّام، وعلامة جرّه الكسرة، والجار والمجرور متعلّقان بفعل الاستغاثة المحذوف، أو بأداة النّداء التي قامت مقامه.

  • قال الشّاعر:[٨]

واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ

وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

الشاهد في البيت السّابق نداء النّدبة في: "وا حرّ"، وا: أداة نداء وندبة، حرّ: منادى مندوب مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة، قلباه: أصلها: قلبي: مضاف إليه مجرور.

المراجع[+]

  1. "تعريف المنادى"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
  2. مصطفى الغلاييني (1985)، جامع الدروس العربية (الطبعة 18)، بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 145، جزء 3. بتصرّف.
  3. "أسئلة و أجوبة عن أقسام المنادى وأحكامه"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
  4. سورة يوسف، آية: 29.
  5. سورة الأنبياء، آية: 69.
  6. سورة الفجر، آية: 27.
  7. محمد بن محمد حسن شراب (1427)، شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 105، جزء 1. بتصرّف.
  8. "واحر قلباه ممن قلبه شبم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.