حكم تشبه الرجال بالنساء
الجنسين
قبل الحديث عن حكم تشبه الرجال بالنساء، من الجدير الحديث عن الجنسين، فالله -تعالى- خلق الجنسين الذكر والأنثى، فقد قال سبحانه: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى* أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ* ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ}،[١] ويميل كل من الجنسين إلى الآخر، وقد شُرع الزواج في الإسلام ليبتعد المرء عن العلاقات المحرمة، وقد قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}،[٢] والإسلام لم يُفضل أحد الجنسين على الآخر، وجعل معيار التفاضل بين الناس بالتقوى، فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.[٣][٤]
حكم تشبه الرجال بالنساء
جعل الله -تعالى- للرجال طباع وصفات تختلف عن طباع وصفات المرأة، وقد يتسائل البعض عن حكم تشبه الرجال بالنساء، والجواب على ذلك أنّ الشريعة الإسلامية حرمت ذلك؛ لأنّ ذلك مخالف للفطرة، فقد لعن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- المتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ"،[٥] وقد أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بإخراجهم من البيوت، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لَعَنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، والمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وقَالَ: أخْرِجُوهُمْ مِن بُيُوتِكُمْ قَالَ: فأخْرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فُلَانًا، وأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا"،[٦] فتشبه الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل خروج عن الفطرة السليمة السوية، فلا يمكن أنّ تقبله النفوس السليمة.[٧]
مظاهر تشبه الرجال بالنساء
تختلف مظاهر تشبه الرجال بالنساء، فقد يكون التشبه بالأفعال؛ كنوع اللباس، فلا يجوز للرجل أنّ يلبس ملابس النساء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجلَ يلبسُ لبسةَ المرأةِ والمرأةَ تلبسُ لبسةَ الرَّجل"،[٨] وكذلك قد يكون التشبه بالأقوال كالتكلف والترقيق في الكلام، والتصنع في إصدار الأصوات، كما أنّ تزين الرجل بالزينة يُعد من مظاهر التشبه بالنساء، فلبس الأطواق والأساور والقلائد والخلاخل والقيراط خاص بالنساء، وكذلك الحرير والذهب، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "حُرِّمَ لباسُ الحريرِ والذهبِ على ذكور أمتي وأُحِلَّ لإناثِهِم"،[٩] فالرجل له طباعه والمرأة لها طباعها فلا يليق بكلّ منهما التشبه بالآخر.[١٠]
المراجع[+]
- ↑ سورة القيامة، آية: 36-39.
- ↑ سورة الروم، آية: 21.
- ↑ سورة الحجرات، آية: 13.
- ↑ "موقف الشريعة الإسلامية من قضية المساواة بين الرجل والمرأة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5885، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5886، حديث صحيح.
- ↑ "حكم هذا التشبه"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4098، حديث صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في صحيح الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 1720، حديث حسن صحيح.
- ↑ "تشبه الرجال بالنساء وعكسه"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.