نبذة عن كتاب نهج البلاغة
محتويات
مؤلف كتاب نهج البلاغة
إنَّ مؤلف كتاب نهج البلاغة هو أبو الحسن السيد محمد بن الحسين بن موسى المعروف بالشريف الرضي، والمولود عام 359 للهجرة أي ما يوافق عام 969 ميلادية، وهو الرضي العلوي الحسيني الموسوي، من شعراء بغداد وفقهائها، وهو أحد مفاخر الأدب وإمام من أئمة الحديث، كان الشريف الرضي إمامًا من أئمة الشيعة في العراق، وكانت له مكانة رفيعة بين قومه، تولَّى نقابة الطالبيين في حياته خمس مرات، ومات وهو نقيب هذه النقابة، كان شاعرًا له مكانته بين الشعراء العرب، حتَّى أنَّ عددًا من شعراء العرب قاموا برثائه وأشهرهم: أبو العلاء المعري، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على كتاب نهج البلاغة أحد كتب الشريف الرضي.[١]
تعريف حول كتاب نهج البلاغة
نهج البلاغة كتاب وضعه الشريف الرضي، وهو كتاب جمع فيه الشريق الرضي مختارات من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أي أنَّ الكتاب يتألف من مجموعة من الخطب والمواعظ والحكم والعبر التي قالها علي بن أبي طالب، ويُعدُّ هذا الكتاب من أبرز الكتب التي تركها الشريف الرضي، ويضم هذا الكتاب قرابة مئتين وثلاث وثمانين خطبة، وتسع وسبعين رسالة، وأربعمئة وثمانية وتسعين قولًا وحكمة، حتَّى أنَّ هذا الكتاب أصبح من أهم الكتب عند أتباع المذهب الشيعي، وقد اختلفت موضوعات الكتاب من معارف عن التوحيد ومن مثل إلهية ونصائح ومواعظ وحكم وسرد وتحليل لكثير من الأحداث السياسية التاريخية، وقد حرص الشريف الرضي في هذا الكتاب على اختيار أبرز وأبلغ أقوال علي بن أبي طالب، فكان انتقاؤه سرًّا من أسرار خلود هذا الكتاب على الرغم من الأحداث التاريخية الكبيرة التي حصلت في تاريخ المسلمين بين الطوائف والفرق الإسلامية المختلفة، وجدير بالذكر إنَّ كثيرًا من الباحثين اللاحقين حاولوا كتابة عدد من المؤلفات في شرح وتفسير وترجمة ما جاء في كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي، حيث توجد حوالي خمس عشرة ترجمة لهذا الكتاب، وإنَّما هذا الحرص وهذا الاهتمام دليل على أهمية هذا الكتاب عند الشيعة بشكل عام، والله أعلم.[٢]
أقوال العلماء في كتاب نهج البلاغة
إنَّ القيمة الدينية والثقافية الكبيرة التي حظي بها كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي، جعلت عددًا كبيرًا من العلماء يهتمون بدراسة ما جاء في هذا الكتاب من خطب وحكم ومواعظ ورسائل ووصايا للصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وخاصة عند الشيعة، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ أقوال العلماء في هذا الكتاب اختلفت باختلاف مذاهبهم، فالمسلمون الشيعة يرون هذا الكتاب من أصدق ما جاء عن الإمام علي، بينما يرى أهل السنة والجماعة عكس ذلك تمامًا، وفيما يأتي بعض أقوال العلماء في هذا الكتاب:[٣]
- لبيب بيضون: "لا يشكّ أديب أو مؤرّخ أو عالم ديني أو اجتماعي في ما لنهج البلاغة من قيمة جلّى، وإنّه في مصافِ الكتب المعدودة، والّتي تعتبر من أُمّهات الكتب".
- محسن الأمين: "ومن التحامل على أمير المؤمنين على بن أبي طالب التماس الوجوه والطرق والوسائل لإنكار نسبة نهج البلاغة إليه، وأنه من تأليف السيد الرضي".
- ابن نباتة: "حفظت من الخطابة كنزًا لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ عليّ بن أبي طالب".
- بينما يقول القنوجي: "وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة، المجموع من كلام علي، هل هو جَمَعَه، أم جَمْعُ أخيه الرضي؟ وقد قيل: إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه".
- ويقول ابن تيمية: "فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة" كذب على علي، علي أجلُّ وأعلى قدرًا من أن يتكلم بذلك الكلام، ولكنَّ هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق ولا هي مدح، ومن قال: إنَّ كلام علي بن أبي طالب وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ..".
اقتباسات من كتاب نهج البلاغة
لا بدَّ في نهاية الحديث عن هذا الكتاب من إلقاء نظرة على أبرز ما جاء فيه من أقوال نسبها الشريف الرضي صاحب الكتاب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن أبرز هذه الحكم والمواعظ التي حملها الكتاب بين طيَّاتهِ:[٢]
- أزرى بنفسه من استشعر الطَّمع، ورضي بالذلِّ من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه.
- إذا كنت في إدبار والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى!!
- أفضل الزهد إخفاء الزهد.
- الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة.
- لسان العاقل وراء قلبِهِ، وقلب الأحمق وراء لسانه.
المراجع[+]
- ↑ "الشريف الرضي "، www.wikiwand.com، 26-4-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "نهج البلاغة"، www.marefa.org، 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "أقوال العلماء والأدباء في نهج البلاغة"، ar.wikipedia.org، 26-4-2020. بتصرّف.