حكم لبس الباروكة

مفهوم الباروكة
عندما خلق الله تعالى عباده خلقهم بأحسن صورة، وأتمّ عليهم تفضيلهم عن باقي المخلوقات، ممّا يعني أنّهم ليسوا بحاجة إلى التّزيّن والتّغيير بخلق الله تعالى، لكن فطرة الإنسان تناديه للتّجمُّل والتّزيُّن، بالإضافة إلى أنّ الله تعالى نادى بالتّزيّن وحسن المظهر واللّباس، ولكن هذا كلّه محصورًا ضمن الضّوابط الشّرعيّة، ومن أنواع الزّينة وضع الباروكة، فمن الجدير بالذّكر أنّ مفهوم الباروكة مُقترنُ بمفهوم الوصل، والوصل في اللّغة: الرّبط، ولفظه مأخوذ من الفعل "وصَلَ" أي ضمّ شيئين إلى بعضهما،أمّا وصل الشّعر في المعنى الشّرعي: هو أن يربط الآدمي شعره بشعر آخر سواء كان صناعيًّا أم طبيعيًّا أيْ مأخوذ من شعر آدمي، وأمّا بالنّسبة لمفهوم الباروكة بالمعنى الخاص: هي شعر يوضع فوق الرّأس ليعمّ جميع الشّعر الأصلي، حيث تُستخدم في مُناسبات الزّفاف والأعياد ونحوه، ووضع الباروكة لا يُقتصر فقط على المرأة وإنّما الرّجل أيضًا؛ لذلك حكم لبس الباروكة الذي سيتمّ التّعرُّف عليه في هذا المقال يشمل النّساء والرّجال، وفيما يأتي بيان ذلك.[١]
حكم لبس الباروكة
وقبل الشّروع في الحديث عن حكم لبس الباروكة، يُجدر بالذّكر كما تبيّن سابقًا أنّ مفهوم الباروكة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الوصل، ممّا يعني أنّ حكم لبس الباروكة كحكم الوصل الذي تحدّث عنه الفقهاء، فقد ورد عن بعض الفقهاء أنّ اللّعنة الواردة في قول الرّسول -عليه السّلام-: "لَعَنَ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ"،[٢] تُفيد التّحريم، وبما أنّ لبس الباروكة كالوصل فالحكم يندرج بحكمه، والعلّة من الحكم هي التغيير في خلق الله تعالى بالإضافة إلى حرمة الانتفاع بالشّعر الطّبيعي؛ أيْ الآدمي؛ لأنّ الأصل في شعره الدّفن إذا لم يكن موصولًا به، وأمّا بالنّسبة لتفصيل الفقهاء في هذه المسألة: فقد ذهب الحنفيّة إلى القول بالكراهة وفي قول آخر أنّه جائز، وذهب الشّافعيّة إلى أنّ الأصل في حكم لبس الباروكة؛ الحرمة إلّا إذا كان للزّوج فهو جائز بشرط أن يأذن لها وأن لم يكن شعر آدمي، وذهب الحنابلة إلى حرمة لبس الباروكة إطلاقًا إذا لم تكن هنالك حاجة سواء كان شعر آدمي أم صناعي أو بإذن الزّوج أم بغير إذن، والخلاصة في الحكم: أنّ لبس الباروكة جائز عند الحنفية، والشّافعيّة للمتزوّجة فقط، والحنابلة إذا دعت الحاجة، وجائزة أيضًا عند المالكيّة؛ لأنّه لا يُسمّيها وصلًا وإنّما وضعًا.[٣]
شروط لبس الباروكة
وبعد أن تمّ توضيح مفهوم الباروكة وحكم لبسها؛ على أنّها جائزة في بعض الحالات وأنّ الأصل فيها الحرمة، وأنّ القول بالجواز على إطلاقه لا يُعقل، لوجود شروط وضوابط عديدة لا بُدّ من توافرها ليصبح لبسها جائز، وفيما يأتي بيان هذه الشّروط:[٤]
- لا حرج في لبس الباروكة للمرأة المتزوّجة وبشرط أن تأخذ الإذن من زوجها.
- لا بأس من لبس الباروكة لمريض السرطان الذي سقط شعره جراء الكيماوي.
- لا حرج في لبس الباروكة من أجل إصلاح العيوب للمتزوّجة.
- استنادًا إلى الشّروط السّابقة، لا بأس من لبس الباروكة بشرط أن يكون الشّعر طاهرًا واصطناعيًّا وليس طبيعيًّا.
المراجع[+]
- ↑ "مفهوم الباروكة"، www.almaany.com.اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2020، بتصرف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2124، صحيح.
- ↑ "أقوال العلماء في لبس الباروكة"، www.islamweb.net اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2020، بتصرف.
- ↑ "لا حرج في لبس الباروكة"، aliftaa.jo.اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2020، بتصرّف.